والسكان يستغيثون برئيس الوزراء..
مأساة الصرف الصحي تحول حياة أهالي "الزاوية الخضراء" إلى جحيم
يعيش أهالي قرية الزاوية الخضراء التي تبعد أقل من كيلو متر عن مركز سنورس بمحافظة الفيوم، في جحيم مستمر بسبب انعدام الخدمات وتجاهل رئيس مركز المدينة لهم كأنهم من دولة أخرى ولا يتبعون الإقليم المصري.
تفاصيل المأساة تعود لأكثر من 20 عاما، حيث وافق مجلس مدينة سنورس على إدخال الصرف الصحي إلى قرية "ترسا" التى تبعد عن المركز لأكثر من 10 كيلومترات، ومرور خط الصرف من قريتي "الزاوية الخضراء وإبهيت الحجر" الأقرب إلى المركز دون أن يكون لهم نصيب أو حظ من الاستفادة من هذه الخدمة بسبب تعنت المسئولين تجاهها.
وتجاهل مسئولي المجلس المحلي بسنورس، القرية لسنوات حتى ضاقت أذرع الأهالي من هذا التعنت الواضح من قبل المسئولين، ونظرا لوجود قيادات نيابية وقضائية بقرية ترسا تجد كل طلباتهم مجابة خوفا من سطوتهم وبطشهم ضد مسئولي المجلس، دون أدنى مراعاة لمطالب باقي مواطني المركز الذين يعانون من الفقر في كافة الخدمات المقدمة لهم.
ويعاني الأهالي من انعدام كافة الخدمات الآدمية من "صرف صحي، ومياه نظيفة، وانقطاعات متكررة في الكهرباء، وأخيرا الغاز الطبيعي الذى سيمر من القرية دون أن يحصل سكانها على نصيب منه"، مؤكدين أن منازلهم كادت أن تسقط فوق رؤسهم من مياه الصرف التى لا تجد لها مصرفا في ظل التعنت الواضح ضدهم.
وطالب أهالي القرية، رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ومحافظ اليوم المستشار وائل مكرم، بضرورة النظر إلى مطالبهم بعين العطف والموافقة على توصيل خط الصرف الصحي للقرية حتى ولو بالجهود الذاتية، مهددين بمنع تركيب مواسير الغاز المارة بالقرية إلى قرية "ترسا"، بعد أن أرسلوا العديد من الشكاوى إلى المسئولين فى المحافظة والمركز وشركة الصرف الصحي بالفيوم.
وأكد الأهالي، أن توصيل شبكة للصرف الصحي لمنازلهم حق أصيل لهم، باعتبارهم الأقرب إلى مدينة سنورس عن قرية ترسا، التى تحصل على كافة الخدمات رغم أنف مسئولي المركز والمحافظة.
وقالت نادية محمد عثمان "ربة منزل": "نعيش في سجن كبير بدون خدمات وبدون صرف صحي والمياه مقطوعة باستمرار نظرا لضعف الخط المغذي لنا، وخزانات الصرف الصحي "ترانشات" ستصيبنا بالأمراض آجلا أم عاجلاً في ظل غياب دور مسئولي المجلس الذين يتجاهلون القرية منذ زمن بعيد".
وأضافت: "كل ما نطلبه من محافظ الفيوم الاستجابة لمطلبنا المشروع بضرورة الموافقة على توصيل خط الصرف الصحي للقرية لتخفيف معاناتنا ومنعا للأمراض المنتشرة، خاصة أننا لا نريد منه أي خدمات للرفاهية".
واتفق معها محمود مصطفى "عامل"، الذى طالب محافظ الفيوم بسرعة الموافقة على طلب إدخال الصرف الصحي، وقال: "ونحن سنتكفل بمصاريف التوصيل بالجهود الذاتية"، لافتا إلى أن هناك حالة من الغضب والاستياء من قبل الأهالي بعد أن بدأ المركز في وضع مواسير الغاز الطبيعي لإيصالها إلى قرية ترسا، مستطردا: "هو احنا ولاد البطة السودة ولا إيه؟!".
ووجه رسالة إلى المحافظ، قائلا: "حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مسؤول فاسد، فحياة الناس لا تستاهل منك جرة قلم بالموافقة على حق من حقوقنا التى تكفلها لنا دولة ثورتي يناير و30 يونيو".
كما أكد محمد السيد علي، طبيب، أن أهالي القرية يعيشون الذل والمر منذ أكثر من 20 عاما بدون صرف صحي أو مياه نظيفة أو طرق ممهدة ومرصوفة، و"عندما أعلن الرئيس عن توصيل الصرف الصحي والغاز إلى كل قرى مصر شعرنا أن الأمل دب من جديد ولكن هذه قرى الفيوم استثنى منها "الزاوية الخضراء" بدون وجه حق لأننا سكتنا على حقوقونا منذ زمن بعيد".
وأوضح، أن الأمراض تمكنت من الناس بسبب الإهمال في هذا الأمر الخطير ولكن للأسف لا توجد حلول بأيدي المواطنين، و"قد تعبنا من كثرة الشكوى دون مجيب، ومازال أهلنا يدفعون الثمن".
وعبر عيد حمدي "موظف"، عن سخطه من استمرار تجاهل الدولة للمواطنين في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبعد ثورتين حررتا البلاد من فساد وتراكمات نظام مبارك، مطالبا محافظ الفيوم بضرورة النظر إلى أهالي الزاوية الخضراء والموافقة العاجلة على توصيل الصرف الصحي لمنازل القرية حتى ولو بالجهود الذاتية.
وقال: "بقالنا 20 سنة ساكتين على هذا الظلم الذى نتعرض لها يوميا من تجاهل رئيس المركز الذى لا نعرف اسمه لأننا لا نراه، ولن نسمح بمرور مواسير الغاز من القرية إلا على جثثنا حتى يستجيب المحافظ لمطالبنا ويوافق عليها"، متسائلا: "ماذا نفعل وخط الصرف الصحي يمر بالقرية إلى قرية أخرى بها مستشارون ورجال دولة ونحن غلابة لا حول لنا ولا قوة ولا نستمتع حتى بالصرف الصحي الذى يحمي منازلنا من الانهيار في أي وقت؟".
وأضاف أن خط الغاز الطبيعي سيمر إلى نفس القرية دون أن يستفيد منه أهالي الزاوية الخضراء، مؤكدا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الظلم الشينع الذى تتعرض له القرية ولن يسمحوا بمرور مواسير الغاز إلا بعد تحقيق مطالبهم.
ومنع العشرات من أهالي قريتي الزاوية الخضراء وإبهيت الحجر، حفارا خاصا بالمشروع، من حفر الأرض التي تمر بالقريتين لتوصيل الغاز الطبيعي من مدينة سنورس إلى قرية ترسا المجاورة لهم، خشية عدم توصيل شبكة الصرف الصحي لهم.