الفقراء يحتجون على حملة مقاطعة اللحوم.. كيف نقاطع سلعة لا نتعاطاها؟!
رغم الضجة الهائلة لحملة مقاطعة اللحوم ووقف جشع الجزارين إلا أن شرائح ضخمة من المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر وتصل نسبتهم إلى ٤٠٪ من الشعب المصرى أى نحو ميلون.. يحتجون على حملات مقاطعة اللحوم وعندهم لذلك منطق ساخر ومأساوى فى ذات الوقت، وكما يقول أحمد عبد الموجود - مبلط محارة - مقاطعة إيه؟ نحن لا نتعاطى اللحوم ونسمع عنها فقط.. فلماذا نقاطعها.. هذا الأمر يخص الطبقات القادرة على شراء كيلو اللحم بـ ٨٥ جنيهاً.. فهل تعلم أن دخلى من الوظيفة لا يتعدى ١٠٨٠؟! نصفها يذهب لإيجار الشقة ونستدين لنكمل رحلة الحياة طوال الشهر أنا وزوجتى وأربعة أطفال، ولو استعنت باقتصادى سوف يعجز عن وضع حل لمشكلة أسرة تعيش بهذا المبلغ؟
مواطن آخر يقول: الحملة مستفزة بالنسبة لنا، آخرة مرة أكلنا لحمة كان فى العيد الكبير العام الماضى ومن قبيل الصدقة.. ونستعيض عنها بالفول والطعمية وبعض البقوليات.. حتى العدس بات سلعة مستفزة.
وقال يوسف فرغلى - صاحب أحد المحال التجارية بمنطقة السيدة زينب - إن الحملة لم تؤثر على إقبال المواطنين لشراء اللحم وذلك لأن هناك عزوفا واضحا من المواطنين عنها لارتفاع أسعارها وليس نتيجة الحملة.
وأضاف أن السبب وراء ارتفاع أسعار اللحوم فى المحال هو ارتفاع أسعار العلف والتأمين على العجول وبالتالى يكون بيعهم للمحال بسعر مرتفع وبالتالى يتحمل المواطن تلك الزيادة.
وأكد خالد أحمد أن أسعار اللحوم هذه السنة زادت بطريقة لا يستطيع المواطن تحملها أو التعامل معها فالزيادة تمثلت فى فرق ٢٠ جنيها للكيلو الواحد عن العام الماضى، بحيث أصبح سعر الكيلو يبدأ من ٩٠ إلى ما فوق، كل حسب نوعه.
وتابع أن هناك إشاعات بين المواطنين تعمل على عزوف الأغلبية على شراء اللحم فى تلك الأوقات، مثل هبوط أسعار اللحوم بعد موسم العيد الأضحى، وهو أمر مستحيل حدوثه لأن الأسعار دائماً فى صعود، قائلاً: "اللى بيغلى مش بينزل أبداً".
وهاجم حسن محمد، المسئولين لعدم إجراء المراقبة الكافية على التجار والأسعار فالتجار يفعلون المستحيل لزيادة دخلهم الخاص من لحم الغلابة دون النظر إلى الحالة الاقتصادية التى يمر بها المواطن. وأوضح متولى حسنين - موظف - أنه يملك عائلة مكونة من سبعة أفراد ومع اقتراب عيد الأضحى ينوى شراء كيلو فقط من اللحم الذى لن يكفى ذلك العدد ولكن سيعمل على شراء الدجاج بجوار الكيلو، قائلاً: "حاجة تفرحهم ويدوقوا اللحمة ويشبعوا بالفراخ، هنجيب منين؟!".
وجاءت حملة المقاطعة بعد دعوات من رواد مواقع التواصل الاجتماعى رداً على المغالاة الشديدة فى أسعارها، فى حين حددت منظمة الصحة العالمية "٣٤ جرام بروتين حيواني" على الأقل يومياً للفرد حتى تكون صحته جيدة ولكن للأسف، فمعدل البروتين الحيوانى للفرد فى مصر لا يتعدى ١٦ جراماً يومياً.