قناة السويس الجديدة في عيون السعودية
حرص كبار الكتاب السعوديين منذ مطلع شهر أغسطس 2015 م، على تهنئة الشعب المصري بالإنجاز العظيم وهو تدشين قناة السويس الجديدة وتسليط الضوء على الأهمية الإستراتيجية لهذا المشروع على المستويين المحلي والدولي.
ففي مقال بجريدة "الشرق الأوسط" السعودية، أكد الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، أن "قناة السويس ليست نصبًا تذكاريًا ولا احتفالاً دعائيًا ولا مشروعًا سياسيًا هدفه رفع الروح المعنوية ودعم صورة الحكومة، بل أنه مشروع حقيقي وضروري للملاحة الدولية وذو فائدة اقتصادية، ومهم لتعزيز دور مصر الإقليمي والدولي".
وأضاف "الراشد" أنه "بالنسبة للعالم، القناة أيضًا ممر مائي استراتيجي زادت أهميته دوليًا، فالممرات والمعابر ضمن الأدوات السياسية الخطيرة وبالطبع مسألة عبور حيوية لناقلات النفط وسفن البضائع وبوارج الحرب، توفر عشرة أيام من الإبحار من وراء جنوب أفريقيا وهي كذلك دليل على تماسك الدولة المصرية الجديدة وصلابتها، بعد عام من تولي السيسي الرئاسة وإطلاقه وعد شق قناة السويس الثانية".
ومن جانبه، قال الكاتب السعودي مشاري الذايدي في مقالٍ له حمل عنوان "يوم السويس الأكبر": "إننا فعلاً أمام حدث كبير، عائده ليس فقط في زيادة عدد السفن العابرة، بل في التنمية التي ستطلقها مياه القناة الجديدة، والأهم من ذلك إثبات القدرة على الإنجاز والعمل والحياة، في ظل ما نراه من انتحار جماعي للعقل العربي، فمياه السويس الجديدة، معبر جديد للأمل، قبل أن تكون ممراً للسفن ومبروك لمصر وحلفائها".
وفي افتتاحية جريدة "الرياض"، أشار الكاتب الصحفي أيمن الحماد، إلى أن "حجم ومستوى الحضور العالمي لحفل افتتاح القناة يظهر الالتفاف الدولي حول مصر، التي ينظر لها كثقل ومحور مهم في التقاطعات السياسية في الشرق الأوسط، وعودتها إلى المشهد السياسي والاقتصادي الإقليمي أمرٌ حيوي ومطلوب في هذه المرحلة التي تقف المنطقة فيها أمام مفترق طرق".
وأضاف: "لقد أثبتت المملكة والدول الخليجية التي وقفت مع مصر بعد ثورة 30 يونيو أن الوحدة العربية أفعالٌ لا أقوال، وأن العرب بإمكانهم المضي سوياً، وتحقيق إنجازات ونجاحات إذا توحدت رؤاهم، وصدقت نواياهم، كما أن المحنة التي مرت بمصر وإن بدا ظاهرها مقلقاً ومزعجاً إلا أنها كشفت عن التأثير العميق لهذا البلد في المحيط الخارجي، وأظهرت حصانة قوية لدى المصريين الذين يعشقون التحدي".
وفي مقال له بجريدة "عكاظ" تحت عنوان "مصر عادت شمسك الذهب"، قال الكاتب الصحفي حمود أبو طالب، "من حق دولة شقيقة كبرى كمصر على كل عربي أن يبتهج ويتفاءل ويفرح بخطواتها في طريق الإنجاز رغم كل الظروف التي تمر بها وكان بإمكانها أن تعطلها وتقيد حركتها نحو المستقبل لولا العزيمة والإصرار والإيمان الراسخ بحب الوطن والعمل من أجله في كل الظروف والأحوال".
ووصف حمود أبو طالب مشروع قناة السويس الجديدة بأنها، "مشروع جبار قرر الشعب المصري إنجازه خلال عام واحد وجمع تمويله من كل المصريين في وقت لم يتوقعه أكثر المتفائلين ليكون مشروعا مصريا بامتياز وملكا للشعب المصري، أرادت مصر أن تقول للعالم إنها لا تستسلم لمحاولات ثنيها عن المضي في أحلامها للمستقبل، وإن الإرهاب والمؤامرات التي تستهدفها غير قادرة على اغتيال الأمل وشل سواعد العمل".