"إنجاز القناة في عام واحد".. إعجاز هندسي سطره المصريون
أثار مشروع قناة السويس الجديدة، منذ اللحظات الأولى جدلا حول جديته وإمكانية تنفيذه وفائدته، وكانت الخطة المقترحة من قبل هيئة قناة السويس، أن المدة التي تستغرقها أعمال الحفر في القناة هي ثلاث سنوات، لكن بعد تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي ضرورة الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال عام فقط، زاد الجدل، ووصل الأمر إلى حد التشكيك في القدرة على الانتهاء من عمليات الحفر في عام واحد فقط، وحول مصداقية مصر دوليًا، وكان الرد بالانتهاء الفعلي من عملية الحفر وتحديد موعد لافتتاح القناة في 6 أغسطس 2015، لكن هل اختصار تلك المدة وإنجازها في عام بدل من ثلاثة من الممكن أن يؤثر على جودة وكفاءة عمل القناة.
وقالت سهير حواس، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، إن اختصار المدة في عام واحد بدلا من ثلاث لا يعني بالتأكيد أنه قد جاء على حساب كفاءة العمل بالقناة والعمل على إنشائها والانتهاء منها بشكل سليم".
وأوضحت "لقد تم العمل في قناة السويس الجديدة، من خلال الحفر المستمر خلال 3 ورديات، بمعدل ومتوسط عمل 8 ساعات في اليوم، أي أنه كان يتم العمل 24 ساعة في الـ24 ساعة، وهذا يعني أنه تم اختصار الثلاث سنوات بمضاعفة العمل، وجعلت الجيل الحالي يدخل التاريخ".
وأضافت، أن الفريق الذي تولى مهمة حفر قناة السويس له خبرة قوية في إدارة المشروعات، ولديها القدرة على الإنجاز، وطاقة شديدة للعمل، وهذه الإرادة التي أحاطت العمل لابد وأنها انعكست على جودة المشروع، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يأخذ مشروعا ما 10 سنوات كمدى زمني له، ويخرج في النهاية ليس بالجودة المطلوبة".
واستبعد الدكتور صفوت عبدالدايم، أستاذ متفرغ بالمركز القومي لبحوث المياه ومستشار الري والموارد المائية، إمكانية وجود أي قصور في قناة السويس الجديدة، أو أن يكون إنجاز المشروع في عام واحد بدلا من ثلاث سنوات، قد أثرت على الجودة التي ستعمل بها قناة السويس الجديدة، بل إنه تمت مراعاة كافة الشروط الهندسية".
وأوضح أن القائمين على ذلك المشروع هي شخصيات واعية تدرك تمامًا ما تفعله، ولا يمكن المخاطرة بذلك، ولكن كل ما حدث هو مضاعفة القدرات الموجودة لإنجاز العمل، من خلال زيادة عدد العمال والكراكات ومضاعفة ساعات العمل، أي أنه تم دمج الثلاث سنوات في سنة واحدة، مشيرا إلى أن إنجازها في ذلك الوقت وتلك الفترة هو إنجاز في حد ذاته.
داكر عبدالله، عضو لجنة التشييد بجمعية رجال الأعمال المصريين، أكد أن مشروع قناة السويس تم تنفيذه على أعلى مستوى، واختصار المدة وإتمامها في عام واحد فقط لا يمكن أن يؤثر على الكفاءة التي ستعمل بها القناة.
وأوضح أن نظام العمل في القناة كان على أساس تقسيم العمل، مع توفر كل الإمكانيات المطلوبة، وكذلك المعدات الفنية والبشرية التي تم استخدامها في إنشاء القناة الجديدة، كانت على أعلى مستوى.