شكري لأوائل الثانوية: مصر استعادت بوصلتها وقيادتها بعد ٣٠ يونيو
أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن السياسة الخارجية المصرية ومنذ ثورتي الـ25 من يناير والـ30 من يونيو على وجه الخصوص شهدت اختلافًا كبيرًا يكمن في أن الدولة استعادت بعد 30 يونيو بوصلتها ومؤسساتها وقيادتها، إضافة إلى عمل المؤسسات بشكل متكامل إدراكًا للتحديات العديدة، التي تواجه مصر في هذه المرحلة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الوزير، اليوم الأحد، خلال استقباله الطلبة من أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، وذلك بحضور رئيس تحرير جريدة الجمهورية فهمي عنبة، وعدد من قيادات وزارة الخارجية.
وقال شكري: "إنه علينا ان نوجه طاقاتنا نحو العمل بالتنسيق بين مؤسسات الدولة ؛لمواجهة التحديات العديدة وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية".
وأوضح أن هدف السياسة الخارجية المصرية هو خدمة المواطن المصري.. لافتًا إلى أن السياسة الخارجية لا بد أن تكون مرآة للأوضاع الداخلية للبلاد، وأن تكون هادفة إلى تحقيق مصلحة المواطن على مستوى الفرد، وهذا ما نسعى إليه من خلال تعزيز مكانة مصر على الساحة العربية والإفريقية والدولية، واستعادة قدرة مصر على التأثير الإيجابي، وأن تكون رؤية مصر دائمًا إيجابية، وتعمل على التضامن والتكامل مع الشركاء.
وأشار الوزير إلى أن السياسة الخارجية تقوم أيضًا على الدفاع عن الإرادة، التي عبر عنها المصريون فى الثلاثين من يونيو، ومحاربة الإرهاب ومحاولاته المستميتة للنيل من إرداة الشعب المصري وزعزعة الأمن والاستقرار، واستهداف أمن وسلامة المواطن المصري، والعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات.
وأضاف: "إن السياسة الخارجية المصرية تقوم أيضًا على تعزيز التعاون مع شركائنا العرب والأوروبيين ومع مختلف الدول بخلاف توسيع نطاق علاقاتنا، وعدم الاعتماد على شريك واحد، ولكن أن تكون علاقاتنا متنوعة بالاستفادة من رصيد تفاعلنا على المستوى الدولي، مثل: الولايات المتحدة، وروسيا، والشركاء الأوروبيين، وكذا الأشقاء العرب، والأفارقة".
وقال وزير الخارجية: "إن مصر تتمتع بمزايا تنافسية عديدة من خلال علاقاتنا مع الدول النامية ومن خلال التعاون الجنوب- جنوب، كلها حصيلة العمل الذي تقوم به وزارة الخارجية".
موجهًا حديثه للطلاب.. قال الوزير في نهاية كلمته: "إن البعض منهم ينظر للوزارة كمجال يجذبهم للعمل به"، معربًا عن ثقته في أن جهود هؤلاء الطلاب في المستقبل ستكون لخدمة الوطن.
وفي تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، أكد وزير الخارجية سامح شكري، أنه يحرص كل عام على أن يلتقي مع الطلبة من أوائل الثانوية العامة باعتبارهم مستقبل مصر، فضلاً عما يمثلونه لمصر من قدرات ومواهب واجتهاد، وهم يمثلون المستقبل الذي نطمح إليه جميعًا.
وأضاف شكري: "إن هؤلاء الطلبة بتفوقهم واجتهادهم سيسهمون في انطلاق مصر نحو مستقبل يحقق مصالح كل مواطن مصري ويحقق لنا التنمية والمكانة التي تستحقها مصر وشعبها، وهذا يعد نموذجا للاجتهاد والإنجاز، خاصة ونحن على مشارف افتتاح قناة السويس الجديدة هذا العمل "المعجزة"، الذي تحقق في عام واحد فقط.
كان شكري قد بدأ حديثه بالتعبير عن تهنئته لأوائل الثانوية العامة من خلال الإنجاز الذي حققوه، معبرًا عن الأمل في أن تشهد المرحلة القادمة ثقل قدرات الطلاب وتنوعها؛ لان التطورات فى العصر الحديث سريعة ومتلاحقة وبدون شك أنه إذا ما رصدنا الخمسين عامًا الماضية، وتمت مقارنتها بالتطور الإنسانى في العصور السابقة، نرى أن التقدم وسرعة التطور والإبداع واختلاف المنظور العالمي يسير بخطى سريعة، تقتدي أن تكون رؤيتنا رؤية شاملة ومنفتحة ومتقبلة لتجارب الآخرين نستلهم منها ما يناسبنا وما يتوافق مع حضارتنا وثقافتنا ومع ديانتنا وتقاليدنا.
وشدد على ضرورة أن نكون دائمًا منفتحين على تجارب الآخرين، وأن نستفيد منها ولا نلفظها ولا ننغلق، بحيث نفقد فرص وعلينا أن ننمي الحركة الإنسانية، ونذهب لتحقيق طموحات كل مواطن مصري حتى نرى مصر في وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي يليق بهذا الشعب، ويليق بقدراته وإسهاماته في مسيرة الحضارة الإنسانية.
وأعرب عن سعادته بالرحلة التي تنظمها جريدة الجمهورية لأوائل الثانوية العامة إلى الخارج، وقال: "إنها سوف تسهم في إكسابهم المزيد من الخبرات واطلاعهم على تجارب كثيرة، فهي عنصر ضروري في عصر المعلومة، وأن التواصل الاجتماعي وأدواته تجعل العالم قرية صغيرة، ولكن التجربة والاحتكاك المباشر المادي ضرورة أيضًا".
من جانبه.. قال الكاتب الصحفي فهمي عنبة، رئيس تحرير الجمهورية، وبالنيابة عن مؤسسة دار التحرير، وعن أوائل الثانوية العامة: "نتقدم بخالص الشكر لوزير الخارجية سامح شكري على إتاحة هذه الفرصة لشباب المستقبل المتفوق أن يعرف بلده وسياستها الخارجية".