تصنيف مؤشر السلام العالمي "سوريا أخطر بلد في العالم".. انعكاس لما يحدث
استمرارا لتدهور الأوضاع في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، ولا صوت يعلو فيها فوق صوت الدمار والانفجار والتخريب وتهجير المواطنين السوريين، الذين فروا إلى المخيمات، واللجوء في عدد من الدول المتفرقة.
حلم تحول إلى كابوس الآن، فحاول بعض السوريين تحقيق التغيير وحذو كل من مصر وتونس، والقيام بثورة تقضي على نظام بشار الأسد، ولم يكن بمخيلتهم أن الأوضاع ستدهور بهذا الشكل.
لم يعد المسمى الأصلح لها "ثورة"، وإنما أصبحت شبيهة بالحرب، السلاح في يد الجميع، ولا أحد يعلم إلى متى سيستمر لوضع هكذا، وإلى أي مدى ستؤول الأوضاع.
وعلى إثر ما تشهده سوريا في الوقت الحالي، جاء تصنيف مؤشر السلام العالمي "جلوبال بيس إندكس"، لسوريا على أنها أخطر بلد في العالم، وجاء هذا التصنيف بناءًا على مؤشرات مؤشرات الأمن الداخلي ودرجة العدوانية في السياسة الخارجية وعدم الاستقرار السياسي بها.
ومؤشر السلام العالمي، من إنتاج معهد الاقتصاد والسلام، ويتم وضعه من قبل فريق دولي من الخبراء والمعاهد ومراكز البحوث، بالتعاون مع مركز دراسات السلام والنزاعات في جامعة سيدني بأستراليا.
وعلى خلفية هذا التصنيف، قال محمود جابر، محلل سياسي، أن هذا التصنيف يعكس إلى أي مدي وصل الأمر في سوريا، ويعد انعكاس لما تشهده الأوضاع هناك، فضلا عن كونه مرآة للصراع الموجود حاليا في العالم العربي والدولي كذلك.
وأوضح أن الوضع في سوريا يعكس ويؤكد أن هناك أزمة دولية كبيرة، تتجلي معالمها في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك بين إيران وتركيا، مضيفا أن الصراع في المنطقة حالياً يدور على هوية سوريا.
وأضاف أن الجميع في حيرة من أمره فهل تركيا هي من تستطيع القضاء علي النظام السوري والاستيلاء عليها، أم ستسبقها إيران في ذلك، والخيار الثالث هل تتمكن الدول العربية من إعادة سوريا مرة أخرى لما كما كانت عليه في السابق، وتعود للحضن العربي دون وجود صراع أو نزاع تشهده.
ووصف السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، هذا التصنيف بأنه حقيقي ويعكس الوضع الحالي في سوريا، ومحاولات التدخل الأجنبي بها، وذلك بسبب السياسات القطرية التركية وكذلك السياسات الإيرانية والروسية إضافة إلى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن هذا التصنيف ليس له تأثير على الدول العربية، ولكنها تخوفات مصطنعة لتريب الدول العربية، وهذا لا ينفي أن التصنيف يكشف الحقيقة الكاملة لوضع سوريا الحالي.
وأشار إلى أن التخلص من ذلك التصنيف، يحتاج إلي وقت وجهد عربي كبير يبدأ من تغيير بعض الأنظمة في سياساتها والتخلي عن دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وقال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن أخطر بلاد العالم في الوقت الحالي نجد سوريا في المرتبة الأولي، وتأتي بعدها العراق وليبيا واليمن، فهذه الدول أصبحت في أدني مستوياتها في الشكل التأميني في العالم.
وفسر حصول سوريا علي المرتبة الأولى في أكثر دول العالم خطرا، لما تشهده من وجود أكثر من ألف جماعة مسلحة بأيدلوجيات مختلفة، ولديها حوالي 100 ألف مقاتل، وأغلب سكانها إما نازحين ومُهجرين في الداخل أو الخارج، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 9 مليون نازح في الداخل و4 مليون مُشرد في الخارج.
وقال: إن دول "سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا" أصبحت خارج نطاق منظومة الدول العربية، وذلك بسبب أن العالم العربي مستقطب من قبل دول إقليمية ودولية.