الصين تتبنى سياسة الطفلين للأسرة الواحدة
تسمح الحكومة الصينية قريبا بسياسة الطفلين للأسرة الواحدة، بدلا من سياسة الطفل الواحد، التي بدأ تنفيذها منذ ثلاثة عقود ماضية، أملا في الحد من قنبلة ديموغرافية موقوتة ومُتوقعة.
وأشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إلى أن الحزب الشيوعي الصيني شرع سياسة الطفل الواحد في قانون عام 1980، في محاولة للسيطرة على النمو السكاني الضخم.
ويُعتقد أن هذا القانون أسفر عن ملايين من حالات الإجهاض القسري، تاركة الصين مع مجموعة من العجائز وقلة الأيدي العاملة الشابة، وعدم توازن نسبة الجنس في المواليد، والنتيجة هي قنبلة ديموغرافية موقوتة.
وصرح مصدر حكومي في الصين، بأنه في سبيل معالجة هذه المشكلة، قد تطبق الصين على عجل سياسة الطفلين بمجرد نهاية العام.
وقال ليانغ تشونغتانغ، وهو خبير ديموغرافي من أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، إنه كان ينبغي إلغاء سياسة الطفل الواحد "منذ فترة طويلة".
وأضاف: أنه قد تمت تعبئة المعارضة العامة القانون الأول، بحجة أن المسألة تتوقف على حقوق الإنسان في حرية الإنجاب.
ومع ذلك، يبدو أن الحكومة تُقلل من أهمية هذه القضية الملحة، خاصة وأن لجنة الصحة وتنظيم الأسرة الوطنية "تشاينا ديلي"، والتي تديرها الدولة، لم تحدد بعد جدول زمني يسمح بانجاب طفل ثان.
وتشير التقارير الأمريكية الأخير، حول مجتمعات الشيخوخة، إلي أن الصين هي الدولة الأكثر كثافة في العالم، ومع انخفاض أعداد المواليد منذ عام 1990، فإن سكانها يشيخون بسرعة أكثر من أى دولة نامية أخرى، فبحلول عام 2050، سيكون لدى الصين ما يقرب من 440 مليون شخص فوق60 من العمر.
وذكرت مصلحة الدولة للاحصاء، في وقت سابق من هذا العام، أن عدد الشباب العاملين ومتوسطوا السن، انخفض إلي 3.71 مليوم شخص، والعمالة التي يتراوح أعمارها بين 16 و59 في انخفاض منذ 2012، وتزامن هذا الانخفاض مع تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، مُشيرة إلي أن عدد الرجال يفوق عدد النساء بـ 33 مليون رجل، ما سبب مشاكل عدة في الزواج.
ووفقا لبحث أجرته جامعة ليستر، فإنه مع تطبيق القانون الأول، تم إجهاض الكثير من النساء واستخدام وسائل منع الحمل، ما تسبب في عُقم العديد منهن.
وتزامنا مع إقرار السياسة الجديدة، سيتم التخفيف التدريجي لقانون الطفل الواحد.
وقال هوه داو تشونغ، أحد المواطنين والبالغ من العمر 58 عاما، والذي انتحر ابنه الوحيد في عام 2013، : "لقد فات الأوان والسياسة الجديدة ليس لها علاقة بنا الآن".