كاتب أمريكي: الدولة المصرية صلبة في مواجهة الإرهاب
تناول الكاتب الأمريكي إريك تريجر، في مقاله المنشور في دورية فورين أفيرز الأمريكية المرموقة، الأعمال الإجرامية التي ترتكبها جماعة الإخوان الإرهابية، مثل الاعتداء على أبراج الكهرباء والمرافق الحيوية الأخرى، واغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، فضلا عن الهجمات الإرهابية المتتالية في شمال سيناء، والتفجير الذي استهدف القنصلية الإيطالية بالقاهرة مؤخرا.
وأكد الكاتب أن مثل هذه الأعمال لم تفت في عضد مؤسسات الدولة المصرية ولم تنجح في إضعافها، حيث يبدو النظام في مصر أكثر صلابة وتوحدا من الأنظمة السابقة عليه، سواء نظام الإخوان أو نظام مبارك، وذلك نظرا لإدراك مؤسسات الدولة والمجتمع المدني على السواء ما تمثله الجماعة الإرهابية من تهديد مباشر يستلزم تكاتف الجميع ووقوفهم صفا واحدا في مواجهته، كما يعي المصريون جيدا أن بقاء النظام قويا ومتماسكا هو الذي يحول دون تفكك الدولة وانهيارها كما هو الحال في عدد من الدول العربية المحيطة.
وأشار تريجر إلى أن السيسي يتمتع بدعم قطاعات واسعة من الشعب المصري ممثلة في الجيش والشرطة والقضاء والأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى مجتمع الأعمال، والإعلام وصولا إلى العائلات الكبرى في محافظات الدلتا والصعيد، وهي القطاعات التي تحافظ على تكاتفها معا وتضامنها مع السيسي منذ ما يقرب من عامين أملا في القضاء على هذه الجماعة الإرهابية.
وقال: إن جماعة الإخوان لم تتعاون مع القوى السياسية الأخرى في المجتمع على عكس ما يدعيه المدافعون عنها من أنها تتبع نهجا تدريجيا للتغيير مقارنة بالجماعات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وداعش، حيث سعى مرسي لتقويض القضاء من خلال الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012، والذي منحه سلطة إصدار قوانين لا تخضع لرقابة القضاء، فضلا عن سعي مجلس الشورى الواقع تحت سيطرة جماعة الإخوان لمحاولة إصدار قانون يؤدي إلى تقاعد 3000 قاض مصري، بالإضافة إلى قانون العزل السياسي الذي سعت الجماعة لإصداره ضد عناصر الحزب الوطني مما كان سيؤدي لمنع كبار العائلات والقبائل ممن اعتادوا على المشاركة في الانتخابات البرلمانية في عهد مبارك. كما سعت جماعة الإخوان إلى تحييد مجتمع رجال الأعمال من خلال تكوين طبقة تابعة لها من رجال الأعمال الذين صاحبوا مرسي في زياراته الخارجية.
وأضاف تريجر أن الإخوان في إطار عزلهم للقوى السياسية وكافة الأطراف الأخرى في المجتمع، فقد رفعوا شعارات مناهضة للإعلام تطالب بتطهيره، كما رفعوا شعار إعادة هيكلة وإصلاح وزارة الداخلية، مما حدا بكثير من ضباط الشرطة إلى المشاركة في ثورة 30 يونيو ضد الإخوان بالزي الرسمي، مشيرا إلى أنه حتى على الرغم من تودد مرسي للجيش من خلال الحفاظ على دوره التقليدي في حماية الأمن القومي المصري وإدارة شئونه الداخلية، إلا أن مرسي قام خلال الشهر الأخير من حكمه بإصدار تصريحات عدوانية في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي تدخل في نطاق اختصاص الجيش مثل قيامه بالإعلان عن أن كل الخيارات متاحة تجاه سد النهضة الإثيوبي، وإعلان دعمه للجماعات الجهادية في سوريا في إستاد القاهرة.
واختتم المقال بالتأكيد على أن الاستقرار هو السمة الأساسية للنظام المصري الحالي، وأن ما قامت به الجماعة الإرهابية من أعمال عنف على مدار العامين الماضيين لم ينجح في إضعاف الدولة المصرية على المستويين المؤسسي والمجتمعي.