للمرة الثالثة..
خلال لقائه المثقفين.. شيخ الأزهر: التجديد لن يمس الثوابت الدينية
التقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للمرة الثالثة، عدد من كبار المثقفين والمفكرين وعلماء الأزهر، لمناقشة آليات وضوابط تجديد الفكر الديني، وسبل حماية المجتمع من الفكر المتطرف ونزعات التحلل التي باتت تهدد الاستقرار والأمن المجتمعي.
وقال الطيب إن هناك خطة تتربص بالإسلام وبالحلم الذي نسير إليه في وطننا الغالي مصر، وهذه الخطة تستهدف زعزعة أمن البلاد والعباد، لافتًا إلى أن هناك دولًا أخرى تقوم على الكيل بمكيالين وتحرص على إفقار الآخر، وليس عندهم أي مانع من تصدير الموت أو السلاح في سبيل اغتنائهم وتحكمهم في مصير الشعوب.
وأضاف أنه يجب التركيز على القيم الإنسانية والمفاهيم التي نحن بحاجة إليها في مجتمعاتنا، كالتراحم، والتكافل، والعدالة الاجتماعية، فليس من الإسلام أن تعيش طبقة صغيرة في برج عاجي، بينما لا تجد الأغلبية ما تقتات به، كما يجب النص على عدم المساس بما هو قطعي الثبوت والدلالة؛ حتى لا يدعي أحد أن التجديد يمتد إلى هذه الثوابت، التي لا يمكن أن تتغير .
وأشار الطيب إلى أن الأزهر يتحرك بخطًى ثابتة نحو تجديد الفكر الإسلامي، ويجب أن يتحرك كلٌّ في مجاله، وأن يقوم بواجبه في مصر والعالم الإسلامي، مضيفًا أن الأزهر سيتواصل مع كافة الأطراف المعنية بقضية التجديد من أجل إصدار وثيقة تجديد الفكر الديني علي غرار الوثائق السابقة التي أصدرها الأزهر الشريف ونالت القبول في الداخل والخارج.
وأكد المشاركون أن هناك عددًا من المنطلقات والآليات التي تضمن إصلاح الخطاب الديني وتجديد الفكر الإسلامي الذي يجب أن يلتزم بالضوابط العلمية والشروط المنهجية والأصول الدينية في الاجتهادات الحيوية التي تمس عقائد الناس وشرائعهم، مع عقد ندوات علمية متخصصة تدرس أوضاع المجتمعات العربية الحديثة وما تعانيه من قصور في فهم الأُطر الكلية للتشريع الإسلامي وتاريخه وتطوره.
وأضاف الحاضرون أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يرتكز على تعميق الوعي بالمقاصد الشرعية، وأن يكون الخطاب عالميًّا شموليًّا ينمي علاقة المسلم بربه ويحفظ أمن مجتمعه ويدعو إلى الاستقرار وإعمار الأرض.
ورأى المشاركون أنه لا بد من ضرورة استلهام مقاصد الشريعة واستحداث المبادئ الموائمة لروح العصر وتحولات الزمن وتغليب المصالح العليا للأمة والمنافع الضرورية للمجتمع، ومراعاة العهود والمواثيق الدولية، مشددين على أن الأزهر الشريف يستوعب كافة الآراء والرؤى.