تعرف على فوائد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
عزلة مؤقتة عن شواغل الدنيا.. وإقبال علي الله.. نقلة إلى رحاب اللّه يعمّق فيها الإنسان صلته بربِّه ويتزود بما تتيح له العبادة من زاد، ليرجع إلى حياته الاعتيادية وعمله اليومي وقلبه أشدّ ثباتاً وإيمانه أقوى فاعلية.. هكذا هو الاعتكاف الذي يحرص عليه المسلمون في العشر الأواخر من رمضان.
وللاعتكاف شروط وضوابط لا يصح بدونها، و فوائد جمة تعود علي المعتكف ، قال الدكتور عبد الغفار هلال، أستاذ بجامعة الأزهر، أن الاعتكاف في الشريعة، يعني المكث في المسجد بقصد التعبّد للّه وحده، وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لقول السيدة عائشة" رضي الله عنها "، (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) ، وهو غير محدد المدة، فقد يجلس المسلم ساعة أو يوما أو يومين أو العشر الأواخر من رمضان ويعد ذلك اعتكافا ، ولا يكون الاعتكاف إلا في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة هذا بالنسبة للرجال، أما بالنسبة للمرأة فتمكث في مسجد بيتها .
وأضاف "ويكون الاعتكاف مع الصوم أو بدونه، لكن الرسول "صلي الله عليه وسلم" كان يعتكف مع صوم في رمضان، وقد اعتكف عام في العشر الأوائل وأخر في العشر الأواسط ، وعام في العشر الأواخر، وكان صلي الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.
وعن آداب الاعتكاف، قال: "على المعتكف أن ينشغل بذكر الله وتلاوة القرآن وأداء الصلاة، ولا يخرج من المسجد إلا لضرورة،" للأكل والشرب أو لقضاء حاجة" ،وبمجرد الانتهاء منها يعود للمسجد، و يجب آلا يتكلم في شئون الدنيا، وإذا كان متزوجا لا يأتي زوجته لقوله تعالي (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ).
وأكد "عبدالغفار" أن الاعتكاف نوع من العبادات المطلوبة في شهر رمضان بصفة خاصة ، فهو شهر الحصول على ثواب، وأداء الفريضة في شهر رمضان تعادل 70 فريضة فيما سواه، ولعله يصادف خلال هذه الأيام ليلة القدر وهي خير من ألف شهر.
وشدد علي أهمية أن يكثر الفرد من الأعمال الصالحة، التي تقربه إلى الله وتؤدي إلى استقامته ، مؤكدا أن "الله" فرض العبادات لإعمار الكون وإصلاح أحوال الناس وتهذيب أخلاقهم وهو الغني عن هذه العبادات.