القوات التركية تمنع عودة لاجئين أكراد إلى تل أبيض بشمالي سوريا
منعت القوات التركية عودة لاجئين أكراد من منطقة "آكجا قلعة" بتركيا، التي لجأوا إليها منذ أيام إلى مدينة "تل أبيض" بشمالي سوريا هربا من اشتباكات بين قوات وحدات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بقيادة صالح مسلم ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن عددا من الأكراد - لم يعلن عنه - توجه إلى تل أبيض بعد استتباب الأمر بها للمقاتلين الأكراد.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعربت مؤخرا عن قلقها من تقارير تكشف استغلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش لتهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "راديكال" التركية اليوم، السبت، نقلا عن مسؤولين أتراك، أن العدد الذي أعلن عنه في وسائل الإعلام التركية (ألف لاجئ سوري) غير دقيق، وأوضحوا أن العرب والتركمان الذين لجأوا لتركيا لم يبد أى فرد منهم رغبة في العودة إلى تل أبيض وأن من طلب العودة هو عدد غير معروف حتى الآن من الأكراد، ويبدو أنه بناء على تعليمات من القيادات الكردية السورية، بعد استقرار الأمر للقوات الكردية في تل أبيض وطرد مقاتلي داعش منها.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة التركية الجنرال نجدت أوزال وقائد القوات البرية الجنرال خلوصي آكار قد قدما مؤخرا موجزا عن التطورات الجارية في مناطق شمال سوريا والمجاورة للمناطق الحدودية التركية، وحذرا خلال هذا الموجز حكومة العدالة والتنمية حول ما أسمياه بـ "مخاطر تمثلها منظمة حزب العمال الكردستاني في مناطق جنوب تركيا"، فيما اتخذت القوات التركية تدابيرها الأمنية في المناطق الحدودية للبلاد وفقًا للتقارير الاستخباراتية الواردة لها؛ حيث عززت قواتها على الحدود تحسبا لأي احتمال سلبي قد يطرأ في المنطقة.
وقد أعرب رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية عن قلقهم من احتمال قيام دولة كردية في المنطقة ونقلوا عدم ارتياحهم من سيطرة الأكراد على مناطق في شمال سوريا متاخمة للحدود التركية إلى الإدارة الأمريكية؛ حيث تعتقد أنقرة أن سيطرة الأكراد قد تكون محاولة لتغيير التركيبة السكانية، وهو الأمر الذي أكدته المصادر الدبلوماسية التي لم تنف صحة الأقوال الواردة في هذا الخصوص.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر دبلوماسية في تصريحات للصحفيين مؤخرا إلى أن أنقرة ستضع خطة عملها على طاولة المفاوضات مع واشنطن، وتؤكد ضرورة عدم تغيير التركيبة "الديموجرافية" في مناطق شمال سوريا واتخاذ التدابير اللازمة لمنع إنشاء هيكل مستقل، ولذلك ينبغي تسليم تلك المناطق التي انسحب منها تنظيم داعش إلى ما يسمى بـ "الجيش السوري الحر" ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته تجاه موجة تدفق السوريين إلى تركيا وعدم إنشاء ممر كردي حتى منطقة البحر المتوسط.