بعد نتائج الانتخابات البرلمانية..
ثلاثة سيناريوهات "كارثية" أمام أردوغان
لم يكن أكثر المتفائلين من مؤيدي حزب العدالة والتنمية يتوقع هذا السيناريو الذي سارت عليه الانتخابات البرلمانية في تركيا، حيث وجد الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه أمام مأزق كبير، بعد إظهار المؤشرات النهائية لفرز النتائج، فشل حزبه في الحصول على أغلبية الأصوات، الأمر الذي يضعه تحت رحمة أحد الأحزاب المعارضة المشاركة في الاستحقاق، لتشكيل تحالف، يسمح للعدالة والتنمية بتشكيل حكومة متوافقة.
وبالنظر إلى السيناريوهات المطروحة على طاولة الرئيس التركي، نجد أن أوراق اللعبة لم تعد في أيدي الحزب الحاكم، خاصة بعد فشله في الحصول على أغلبية كاسحة، ليجد نفسه أمام ثلاثة اختيارات فقط، وهي ..
التحالف مع الأكراد
يظل هذا الخيار هو الأفضل بالنسبة للرئيس التركي، خاصة بعد نجاح حزب العمال الكردي في تجاوز نسبة 10 % من إجمالي الأصوات، ما منحه ثقل واضح في المشهد السياسي ببلاده، وقد يفكر الحزب الحاكم في الأكراد على أساس أنهم قوة صغيرة لا يمكن أن تمثل خطورة شديدة على سيطرتهم المطلقة على نظام الحكم، إضافة إلى أن مشاركة الأكراد في تشكيل الحكومة ستكون بلا شك موضع ترحيب لهم، وهو ما قد يدفعهم للموافقة على التحالف مع العدالة والتنمية.
التحالف مع حزب الشعب الجمهوري
يظل واحد من الخيارات الصعبة لأردوغان، لأسباب عديدة أبرزها أنه قائد حملات المعارضة ضد حكمه، إضافة إلى أن السلطات التركية تعاملت مع قادته بشيء من القسوة والعنف، ما يضع فكرة التحالف مع العدالة والتنمية أمر شبه مستحيل.
وهناك سبب آخر قد يمنع العدالة والتنمية من مجرد التفكير في الأمر، وهو أن الشعب الجمهوري حصل على 25 %، وهي أكبر نسبة حصل عليها حزب معارض في هذه الانتخابات، ما قد يجعل العدالة والتنمية في حالة قلق من إتمام التحالف، الذي قد يسحب البساط من تحته، إذا ما تدخل الشعب الجمهوري بشكل مبالغ فيه بأوضاع الحكم، أو تخطى الحدود التي رسمها له العدالة والتنمية.
التحالف مع الشعب الديمقراطي
وهو حزب مناهض لأردوغان، ويظل التفكير في التحالف مع هذا الحزب، أمر مستحيل، نظرًا لما يمكن أن يطفو من خلافات إذا ما تم الموافقة على هذا التحالف من الجانبين.