زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبرلين رؤية تاريخية 3 يونيو 2015م
تعد زيارة الرئيس المصرى"عبد الفتاح السيسى" إلى ألمانيا، هى الأولى منذ توليه كرسى الرئاسة فى 8 يونيو 2014م، وهى زيارة تاريخية تعد خطوة من خطوات التقارب ما بين السلطة الحاكــمة المصرية والألـمانية، كما أنها أيضًا زيارة لقـــلب أوروبا الرئيسى، لمحو ما صعنته جماعة الإخـــوان المسلمين ورئيسهم فى سنة توليهم الحكم( يونيو 2012-30 يونيو 2013م) ، ولوضع خطوات لمستقبل مصر فى العلاقات المصرية الألمانية فى شتى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما استعادت الجالية المصرية ذكريات ثورتى 25 يناير 2011م ، 30 يونيو 2013م ، بالأغانى الوطنية والفلكلور المصرى الأصيل.
وصل الرئيس المصرى" عبد الفتاح السيسى" فى مساء يوم الثلاثاء الموافق 2 يونيو 2015م، وتم استقباله من جانب وفد رسمى من الحكومة الألمانية، بالإضافة لوفد من السفارة المصرية وبعض السياسيين المصريين ،وبعدها توجه سيادته إلى مقر إقامته الرئيسى بفندق بمنطقة وسط المدينة فى حى " بوابة براندنبورغ" وهى تقع بساحة باريس ، وهى من باقى سور برلين العظيم ، وهى رمز الوحدة الألمانية منذ عام 1989م، وفى ذات الفندق وجدت البعثة الإعلامية والفنانيون وبعض رجال الأعمال المصريين، وتوافد العديد من الجالية المصرية للترحيب بالرئيس ، الذى نزل إليهم فى الشارع وتبادل معهم التحية فى نوع من حب الرئيس لشعبه.
وفى صباح اليوم التالى 3 يونيو 2015م ، استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارته التاريخية إلى برلين، بلقاء الرئيس الألمانى "يواكيم جاوك" في قصر "بيلفو" الرئاسي حيث إن القصر يتمتع أيضا بأهمية تاريخية ومعمارية، تأسس القصر في العام 1785 على يد الأمير فرديناند فــون برويسن ، حيث أقـــيمت مراسم الاستقبـــال الرسمي للرئيس، واستعراض حـرس الشرف وعزف السلام الوطني للدولتين ،وأمام القصر حضر الآلاف من أبناء الجالية المصرية عبروا عن فرحتهم وتريحــــبهم بالرئيس المصرى ـ وكاتب السطور كان من بين الحاضرين ـ ، كما وجد عدد قليل من المعارضين من الإخــوان المسلمين من دول متعددة أخرى بالإضافة للمصريين المقيمين بذات الدولة،عبروا أيضًا عن موقفهم السياسى من الحاكم المصرى.
وخلال اللقاء أكد الرئيس الألماني "يواكيم جاوك "عن دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، وأعرب عن تطلع بلاده لأن تكون شريكًا لمصر في دعم الأمن والاستـــقرار في المنطقة، فضلًا عن مكافحة الإرهــــاب وعودة الدول التي تعاني ويلاته، ومن جانبه أعرب الرئيس المصرى "عبد الفـــتاح السيسي " عن سعادته بزيارة برلين للــمرة الأولى، منوهًا إلى أن التجربة الألمانية تعد نموذجًا جــــديرًا بالاحترام والدراسة للاقــتداء بما يتميز به الشعب الألماني من جدية والتزام وتفانٍ في العــــمل، مبديًا إعجاب الشعب المصري بما حققته ألمانيا من نهضة صناعية وطفرة اقتصادية أضحت مثار إعجاب العالم بأسره.
وبعد لقاء الرئيس الألمانى"جاوك" توجه سيادة الرئيس المصرى"عبد الفتاح السيسى" إلى مقر رئيسة الوزراء الألمانية " أنجيلا ميركل " فى مقر رئاسة الوزراء " البوندستاغ " والتى استقبلته بحفاوة بالغة وفى أثناء المؤتمر الصحفى تحدث الرئيس المصري "السيسى"عن مصر ما قبل ثورة 30 يونيو ولكن إرادة الشعب المصرى سعت لتغيير الفاشية الدينية فحققت الـمراد فى 30 يونيو 2013م، أما أحكام الــــقضاء فلا تــزال بين جدران المحاكم وتسقط بمجرد مثول المتهمين أمام المحكمة، حيث تعاد محاكمتهم مرة أخرى، كما يتم الطعن عليها من قبل النيابة العامة حتى لو لم يتم الطعن عليها من المتهمين ذاتهم. والكل يحترم حكم القــــضاء، وعبرت "ميركل "عن ســـعادتها بزيارة الرئيس "السيسى" لألــمانيا وترحبيها بزيادة العلاقات الاقتصادية والســـــياسية ما بين البلدين، وبعد اللقاء توجه الرئيس لزيارة وزارة الاقتـصاد بالعاصمة الألمانية، ثم عـــــاد لمقر إقامته، وبعد العشاء استقبل بعض السياسيين ورجال الأعمال من مصر وألمانيا، وفى صباح 4 يونيو 2015م عـــقد الرئيس "عبدالفتاح السيسى" عـــدة لقاءات مع بعض الاقتصاديين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الألمانية، لدعوتهم لتدعيم العلاقات الاقتصادية ما بين البلـــــدين ،وبعدها استقبل الرئيس بمقر إقامته رموز الجالية المصرية فى ألمانيا، لتقديم شكره لهم فى حفاوة الاستقبال لشخصه الكريم، وإن دل ذلك على شىء إنما يدل على بساطة شخصيته ومحبته لشعبه.
خلاصة هذه الزيارة خطوة لمحو ما يوجد فى الذاكرة الألمانية من موقفها المتشدد والمؤيد لجماعة الإخوان المسلمين من ثورة 30 يونيو 2013م، حيث أكــــد الرئيس على أن التغير هو إرادة الشعب الـمصرى ذاته وليس شخص أو مجموعة من الاشخاص، كما أن ألمانيا هى قلب الاتحاد الأوروبى والمحرك الرئيسى والحيوى لباقى دول أوروبا ، ولذلك سوف تسعى دول أخرى لدعوة الرئيس السيسى لتدعيم العلاقات معهم، كما ساهمت الزيارة فى دعوة ألمانيا لدعم الاقتصادى المصرى ونقل ما يمتلكونه من تقنية إلى مصرنا الحبيبة، وهذا ما تحقق فى عقد بعض الاتفاقيات الاقتصادية، كما حققت الزيارة لقاء أبناء الجالية المصرية فى ألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبى مع رئيسهم "عبدالفتاح السيسى" وترحبيهم به، كما أعادت إلى أذهانهم روح ثورتى 25 يناير 2011م وثورة 30 يونيو 2013 ،حيث ردد الحاضرون الأغانى الوطنية وأهمها "تسلم الأيادى" ورددوا عبارة "الجيـــش والشعب إيد واحدة " وارتدى بعضهم الزى الفرعونى وحمل آخـــرون صورا للملكة نفرتيتى، وبعضهم حمل صورا للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى.