تخلي النور عن الشريعة في برنامجه الانتخابي: "تكتيك سياسي.. أم رسالة"؟
"تكتيك سياسي.. أم رسالة" هكذا بدت توجسات الساحة السياسية فور تصريحات خرجت من حزب النور، بأن برنامجه الانتخابي سيكون خاليا من مواد تطبيق الشريعة الإسلامية.
التشكيك في نوايا النور، كانت هي الحالة المسيطرة على الأحزاب، خاصة وأن الشريعة هي المبدأ الأساسي للحزب منذ إنشائه، على حين رأى آخرون أن تخلي النور عن الشريعة خطوة على طريق العمل السياسي وفقا للدستور، وأكدوا، أنه يمارس سياسة بمنطق ترويض مطالبه طبقا للظروف، موضحين الخسارة المزدوجة له، والانعكاس السلبي شعبيا وحزبيا جراء هذا القرار.
وتعليقا على التصريحات الإعلامية، التي أدلى بها الدكتور بسام الزرقا، النائب الثاني لحزب النور، بشأن خلو البرنامج الانتخابي له من مواد تطبيق الشريعة، رفض الدكتور مصطفى خليفة، النائب الأول لحزب النور، هذه التصريحات، مؤكدا أنها توجسات ليست محل اليقين.
وأوضح، أن البرنامج الانتخابي للحزب فور إعلانه، سيبين إذا كان يحتوي على مادة تطبيق الشريعة الإسلامية أم لا.
فيما أكد، محمد أبو الغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن تخلي النور عن مبادئ الشريعة ليس وليد تصريحات قياداتها في الآونة الأخيرة، ولكنه تم التحضير لهذه الخطوة منذ 3 أشهر، في اجتماع حضره بنفسه، وأوضح، أن خطوة تخليهم عن تطبيق الشريعة في برنامجهم الانتخابي لا يشكل أي أهمية، ولن يفيدهم بأي شكل من الأشكال.
وشدد، طارق زيدان، رئيس حزب الثورة، على أنه لا يخفى على أحد، أن حزب النور يأتي على قمة الدعوة السلفية، منددا بتوقعات أن يكون برنامجه الانتخابي خاليا من مواد تطبيق الشريعة، لأن ذلك يعني أنه يتخلى عن مبادئه الأصلية من أجل السلطة والسياسة.
وتوقع، الخسارة المزدوجة التي ستلحق بالنور جراء هذه الخطوة حال تنفيذها، في خسارة قواعدهم الشعبية التي تدعمهم لمرجعية حزبهم الدينية، بالإضافة إلى سقوط مصداقيتهم لديهم، لافتا، الانعكاس السلبي أيضا لهذه القرار على الأحزاب الذي لن تتقبله، وتظهره لهم على انه حزب متلون يتخلى عن كل شيء حتى أساس تكوينه من أجل السلطة.
وقال الدكتور مختار غباشي، نائب المركز العربي للدراسات السياسية، أن حزب النور يمارس سياسة بمنطق ترويض مطالبه طبقا للظروف، موضحا أنه يغير أيدلوجياته طبقا لمتقلبات السياسة على سياق حركة النهضة التونسية التي تخلت عن أساس من أسس تكوينها من أجل مواءمات السلطة.
وتابع " النور يروج لنفسه من أجل الوجود والاستمرار، وإن كان التخلي عن الشريعة الإسلامية في برنامجه ستصوب نحوه موجة غضب من هذا التوجه الجديد له، لافتا أن هذا التخلي سيكون بشكل مؤقت، فهو حزب ذو أيدلوجيه إسلامية من الصعب أن يتخلى عن هذا المبدأ، ولكنه من الممكن أن يجمده لفترة.
ورحب، عاطف المغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، بأن يتخلى النور عن مبادئ الشريعة في برنامجه، ورآها أنه أول خطوة على طريقة الأحزاب السياسية، مناديا كافة القوى التي تتكلم باسم الدين في السياسة، أن يقتفوا أثر النور في التخلي عن الدين لممارسة السياسة.
وقال اللواء، عادل عباس القلا، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، أن النور يبذل جهود كبيرة في سبيل أن يكون مقبول على مستوى الحزبي، مؤكدا أنهم استفادوا من أخطاء الإخوان في تصلب أفكارهم والتى أودت بهم إلى الهلاك.
وأوضح، أن النور يغير ملامحه في تطور جديد مجبر عليه، مشددا أنه يواكب الأحداث، حتى لا يكون مصيره الحل باعتباره حزب ديني وليس سياسي.
وشكك محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، في نوايا النور بتخليهم عن الشريعة، في أنها تكتيك سياسي، موضحا أن هذا القرار نقله جديدة في طريق النور نحو الالتزام بالدستور.
ورأى حمدي سطوحي، رئيس حزب العدل، أن تخلي النور عن الشريعة، رسالة للمجتمع بأنه سياسي، لا يخطو منهجية الإخوان، قائلا "لدينا دستو ينص على مادة واضحة، في وجوب أن تكون الأحزاب بلا مرجعية دينية".