بعد غرق 700 مهاجر قبالة سواحل ليبيا ..
هوس "الثراء" و"الهجرة" يحولان "البحر المتوسط " إلى "مقبرة جماعية"
أفردت شبكة CNN الأمريكية، تقريرًا مطولًا عن غرق مركب يقل 700 مهاجر بعد انقلابه قبالة سواحل ليبيا، مشيرة إلى أن الحكومات الأوروبية تتعرض لانتقادات واسعة؛ بسبب عدم قيامها بما يكفي لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية.
بدأت الكارثة بعد غرق المركب، حيث انتقل رجال الإنقاذ لإغاثة المهاجرين بعد تلقيهم العديد من النداءات، وهى المحاولات التى باءت بالفشل ، وانقلب المركب في البحر وغرق ركابه ، ومازال العدد الدقيق للأشخاص الواقعين في براثن الكارثة غير واضح، وتشير تقارير إلى أن العدد حوالي 950 شخصًا، رغم التقديرات السابقة أن عددهم حوالي 700، هذا فى الوقت الذى يتحقق فيه المسئولون الإيطاليون من العدد الصحيح.
ووفقًا للناجين من القارب، قالوا:" ظل أعداد كبيرة من المهاجرين محاصرين داخل القارب ثم غرقوا".
وقالت السلطات المالطية، إنهم أنقذوا نحو 50 شخصًا، بمساعدة رجال القوات الإيطالية، ولكن خفر السواحل أكدوا أنهم 28 شخصًا فقط وتم انتشال 24 جثة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء المالطي، جوزف مسقط : "قواتنا جنبًا إلى جنب مع القوات البحرية الإيطالية، يبحثون بدقة من خلال الهيئات المخصصة؛ لمحاولة العثور على أي شخص لا يزال على قيد الحياة".
وانتقد مسقط، المتاجرين بالبشر الذين اتهمهم بالمخاطرة بحياة الناس من خلال وضعهم على سفن متهالكة في المياه، دون اعتبار للنتائج، ووصف ما حدث بـ"الإبادة الجماعية".
مقبرة جماعية في البحر الأبيض المتوسط ..
تزامنًا مع عمليات البحث التي تشارك فيها عدة دول أوروبية، قال رئيس منظمة أطباء بلا حدود، لوريس دي فيليبي: "في السنوات الـ15 الأخيرة، تحوّل البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة لأكثر من عشرين ألف مهاجر ولاجئ، يبحثون عن الحماية، وعن حياة أفضل في أوروبا".
ودعا فيليبي، الدول الأوروبية إلى إطلاق عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق في أسرع وقت، تتضمن تسيير دوريات قرب السواحل الليبية، التي تُعد أكبر مركز لانطلاق رحلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، مؤكدًا أن كوارث غرق المئات من المهاجرين لن يمكن وقفها، في ضوء السياسات الحالية للاتحاد الأوروبي.
الهروب من الظروف المعيشية يؤدي للموت ..
العديد من المهاجرين الذين يركبون السفن لعبور البحر الأبيض المتوسط يأتون من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وغالبا ما يسافرون لأسابيع أو أشهر فقط للوصول إلى السفن التي ستنقلهم لأوروبا، حيث يبحثون عن حياة أفضل، ولكن العديد منهم يتم استغلالهم.
إيطاليا "تُفزع" العالم بردودها ..
رد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة الإيطالية، ساندرو جوزي، على الحادث قائلًا :"ليس هناك مساحة كافية في مقابر صقلية لدفن الموتى".
وكان لبرنامج البحث والإنقاذ الإيطالي، الفضل في إنقاذ أكثر من 160 ألف مهاجر في غضون عام، لكنه انتهى في أكتوبر بسبب قيود الميزانية وانتقادات من الاتحاد الأوروبي، وكان يشجع البرنامج نفسه المهاجرين على السفر عبر البحر الأبيض المتوسط.
أوروبا "مُغيبة" عن الأزمات ..
من ناحيته أعرب جوزي، عن أسفه للغياب التام لسياسة الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع اللاجئين الذين يصلون في أوروبا.
وقالت المفوضية الأوروبية- الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي- أمس الأحد، إنها تتشاور مع الدول الأعضاء والوكالات الأوروبية والمنظمات الدولية لإعداد ما يسمى إستراتيجية الهجرة الأوروبية التي ستعتمد في منتصف مايو.