تعرف علي أهداف المناورة المشتركة بين مصر ودول الخليج؟
"مناورة استراتيجية كبرى تم الاتفاق على تنفيذها بين السعودية ومصر على الأراضي السعودية، تشارك فيها دول خليجية"، هذا ملخص ما دار في جلسة المحادثات التي جرت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.
"القوة العربية المشتركة.. عاصفة الحزم"، أهم أسباب وتداعيات هذه المناورة وفقا لما قاله خبراء الشأن العسكري، بجانب مواجهة الأخطار المحتملة التي تواجه الدول الخليجية.
فؤاد علام، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، اعتبر أن هذا التدريب ينطلق من الاستعداد لكل الاحتمالات في القضية اليمنية، بحيث يتم تدريب القوة المشتركة على أرض مماثلة للأرض في اليمن، فقد تجبرنا تطورات الأوضاع على دخولها، بما يرفع من مستوى القوات المسلحة، وتحقيق التآلف بين القوات والقيادات من كل الجيوش التي تشترك فيها.
وأوضح اللواء زكريا حسين، المدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية والخبير العسكري، أنه "منذ 6 شهور يتم التنسيق مع السعودية ودول الخليج على إجراء التدريبات وإنشاء القوة المشتركة، وإطلاق عاصفة الحزم كان متفق عليها قبلها بعدة أشهر".
وأشار إلى أن "التعاون العسكري بين مصر والسعودية قائم ومستمر ووضع طبيعي أن يكون هناك تدريب مشترك ومناورات مشتركة وتبادل الخبرات والمعلومات"، مؤكدا أن "هذه المناورة بداية تكوين القوة المشتركة التي تم إقرارها في القمة العربية، وإجراء تنفيذي لكل ما اتفق عليه قدما وتم إقراره في المؤتمر".
واعتبر اللواء جمال أبو ذكري، الخبير العسكري، أن "الهدف من هذه المناورة تدريب للجيوش العربية على المعارك وأي احتمالات قد تحدث، في ظل تعاون عسكري كامل بين مصر ودول الخليج"، موضحًا أن "المناورة تتضمن تدريبات برية وجوية وبحرية، وتتحدد مدتها حسب الاتفاق وما تقره الجيوش العربية".
وقال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجي: "المناورة بشكل عام تؤكد العلاقة الوثيقة بين مصر والسعودية، وتعتبر نوعًا من إظهار القوة بالقرب من الحدود اليمنية، وتدخل في إطار الردع - وهو التلويح باستخدام القوة دون استخدامها- وذلك حتى ينفذ الطرف الآخر ما أريد أو يمتنع عن تنفيذ أمر يضرني.
وأضاف أن "هذه المناورات تجبر الحوثيين علي الانصياع للدخول في مفاوضات، وإظهار أن الأمور تدخل في إطار الجدية، كما أن المناورة قد تدخل في إطار الخداع، ففي حرب أكتوبر 1973 مصر كانت تدير مناورة استراتيجية، وفي أحد مراحل المناورة تحولت لحرب حقيقية، وبالقياس يمكن أن تتحول هذه المناورة المشتركة التي تتم في منطقة محددة بالقرب من اليمن، في إحدى مراحلها إلى حرب، حيث تتجه الأنظار إلى اتجاه تنفيذ العملية الحربية في تجاه آخر.
ولفت إلي أن "هذه ليست المناورة الأولى من نوعها بين مصر والسعودية، فهناك تاريخ من المناورات البحرية التي تمت في البحر لأحمر"، ورجح فكرة أن تكون هذه المناورة بداية لتدخل بري في اليمن؛ لأنها تفيد في عملية تعرف كلا الجانبين على بعض، وتبادل الخبرات، وحل المشكلات التي يمكن أن تقابلهم، من حيث التدريب على أرض مشابهة".
وقال أحمد رجائي عطية، مؤسس الفرقة 777، إن "دول المناورة عبارة عن حلف مشترك، لذا لابد من التدريب سويا، واختيار مكان التدريب يأتي وفقا للأهداف التكتيكية، وكلما تم الإسراع في تنفيذ المناورة كان ذلك أفضل".
وأضاف "هذه المناورة تأتي في إطار تنفيذ الاقتراح العربي بتشكيل قوة عربية مشتركة والتي ستكون قوات البلدين النواة الأساسية لها، وستكون جميع الأجهزة الحربية متاحة وكذلك كل الأسلحة ويتوقف حجم القوات المشاركة فيها على طبيعة المهمة المستهدفة"، متوقعًا أن "تكون بداية لعدد من المناورات، ولن تكون مرة واحدة خلال العام بل مرتان فأكثر".
وعن أهدافها أوضح أن "الغرض منها تدريب قوات الجيوش العربية على مواجهة المخاطر الجديدة، وتطوير فنون القتال البري والبحري الجوي، والتقارب في المفاهيم والعقائد العسكرية وتبادل الخبرات في التخطيط والتنفيذ وأساليب القيادة والسيطرة والتعاون لتنفيذ المهام المخططة والطارئة بدقة عالية وكفاءة عالية".