نصار يؤكد أهمية دور المؤسسات العلمية والثقافية في مواجهة الإرهاب
أكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أن الإرهاب الآن لم يعد يوجه فقط لمناهضة فكرة عنصرية أو ثقافية ولكن أصبح يوجه إلى تفكيك الدولة، موضحا أن كثيرا من الدول عملت ومازالت على تغذية الإرهاب تحت وهم زعمائها، ففككت دولا مثل العراق وسوريا وليبيا.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر "الإرهاب وتأثيره على العلاقات العربية الإفريقية" اليوم الأربعاء الذي يعقده معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة اليوم ويستمر حتى غدا الخميس بمقر المعهد بحضور الدكتور إبراهيم نصر الدين، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة وأحد أهم علماء الفكر الإفريقي، ومقرر عام المؤتمر والدكتور حسن صبحي، عميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية.
وقال جابر نصار: "حان الآن دور المؤسسات العلمية والفكرية والثقافية لمواجهة الإرهاب بالفكر بجانب المواجهة الأمنية للدولة".
وأضاف: "أن الإرهاب يتخذ الدين منبرا له لتبرير أفعاله، وهو أمر منافي للعقل وفكر وفلسفة الأديان السماوية، فلم يرسل الله الرسل كي يقتلوا أو مغانم سياسية، بل لهداية البشر"، موضحا أن المعركة مع الإرهاب أصبحت معركة وجود للبشرية، لأنه لإيطال دولة إلا وانتقل إلى غيرها، لذلك لابد أن تتوحد الدول الآن لمواجهته .
ولفت نصار إلى أن المواجهة الأمنية للإرهاب قد تعطل وتحد وتمنع، لكنها لاتقتلعه، لذلك لابد أن تكون المواجهة ثقافية وفكرية وشعبية، وهذا دور الجهات العلمية والبحثية، من هنا جاءت أهمية هذا المؤتمر، فلم تعد الحكومات لديها ترف غض الطرف عن هذه القضية الخطيرة ومواجهتها بمساعدة ومساندة الجهات الثقافية والفكرية والعلمية.
وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر أكد الدكتور إبراهيم نصر الدين أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة وأحد أهم علماء الفكر الإفريقي، ومقرر عام المؤتمر، أن هذا المؤتمر يأتي في وقت تخوض فيه مصر حربا شرسة ضد الإرهاب داخل حدودها، ما وضع هذه الظاهرة في مقدمة القضايا الأجدر بالدراسة، خاصة بالنسبة لدارسي العلوم السياسية، خاصة في ظل مايشهده المحيط الإقليمي لمصر عربيا وافريقيا من مواجهات مماثلة، دفعت للنظر إلى ظاهرة الإرهاب من منظور أكثر شمولا، وهذا ما يؤكده دور الجهات العلمية والبحثية والفكرية والثقافية في مواجهة ذلك الخطر الداهم للقارة الإفريقية.
وأشار نصر الدين، إلى أن المؤتمر لا تقتصر مناقشاته على النظرة القاصرة والتي تقضى بأن الجماعات الإسلامية هم من صنعوا الإرهاب في العالم، إنما تمتد لتبرز دور الجماعات الأصولية في إفريقيا والمتفقة في السمات والأهداف مع بعضها البعض، مثل المنظمة الصهيونية العالمية ورابطة الأفريكانرز، مشيرا إلى أن الإرهاب يتسرب من محيطه الإقليمى لينتشر في أنحاء الكون".