القمة العربية .. والتحديات الإقليمية والدولية
والتى بموجبها اتحدت الدول العربية سنة 1948 لمواجهة العدو الصهيونى، وتم التوقيع على اتفاقية الدفاع العربى المشترك وتكوين قوة عربية «عسكرية مشتركة رادعة لمواجهة أى عدوان على الدول العربية» بعد غزو العراق للكويت تكونت قوات «ردع الجزيرة» لدول مجلس التعاون الخليجى لتأمين دول الخليج واستقرارها.
يتم عقد القمة العربية وسط عدد كبير من الأزمات الداخلية والتحديات الدولية من الدول الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وأطماع فرنسا وألمانيا، وأطماع أردوغان الحالم بعودة الإمبراطورية العثمانية التى تتمدد فى الوطن العربى، ويكون هو خليفتها، وباستخدام ذراع عربية وهى قطر، التى تمول الإرهابيين وتوفر لهم السلاح والتدريب على الأراضى العربية فى ليبيا والسودان والحدود السورية والتركية.
يتم عقد القمة العربية وسط أنباء بعقد اتفاق بين أمريكا وإيران يوقف تخصيب اليورانيوم لمدة عشر سنوات لإعاقة وصول إيران لتصنيع القنبلة النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وإطلاق يدها وهيمنتها فى المنطقة. فالنفوذ الإيرانى يتمدد فى العراق واليمن وسوريا ولبنان. وبالطبع يساعد ذلك أمريكا على بقاء منطقة الشرق الأسط مشتعلة بالحروب الطائفية الشيعية السنية مما يساعد على استمرارالدول العربية فى حالة إنهاك لاقتصادها وجيوشها هذا بجانب استمرار مخطط تفتيت الدول العربية عن طريق مايسمى بالجيل الرابع من الحروب باستخدام جميع وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى لبث الفرقة واستغلال الخلافات العرقية والطائفية والمذهبية لإشعال الحروب والصراعات داخل الدول العربية لإضعافها وإضعاف جيوشها وانهيارها اقتصاديًا وهاهى دول العراق وسوريا وليبيا واليمن دليل حى على هذا المخطط يتم عقد القمة العربية وسط صعود اليمين الصهيونى إلى الحكم واستمرار سياسات التهويد والاستيطان والاعتداء وإغلاق باب المفاوضات ورفض نتنياهو لحل إقامة الدولتين وإصراره على إقامة الدولة اليهودية يتم عقد القمة العربية وسط تصعيد المخطط الصهيو أمريكى إخوانى لتصفية القضية الفلسطينية ونقل الفلسطينيين إلى سيناء والأردن مع استمرار دعم جماعة الإخوان الإرهابية للوصول إلى الحكم لتنفيذ مخطط تقسيم الوطن العربى إلى دويلات يسهل الهيمنة عليها.
كما يتم عقد القمة العربية وسط تفاقم الأزمة السورية بسقوط أكثر من مائتى ألف قتيل ومئات اللآلاف من المصابين وملايين اللاجئين مع استمرار الاقتتال بين جميع الأطراف وتسليح الدول الكبرى وبعض الدول العربية للعناصر الإرهابية وإصرار أمريكا على تسليح وتدريب «المعارضة المعتدلة السلمية»!! مما يسهم فى تدمير سوريا وضياعها بين مطرقة الاستبداد وسندان الإرهاب والطائفية يتم عقد القمة العربية وليبيا ممزقة بعد دخول الناتو لإسقاط نظام القذافى و استمرار الأطراف الدولية فى إشعال الفتن والاقتتال لضمان تدفق النفط بأرخص الأثمان وزيادة مبيعات الأسلحة لكل الأطراف المتقاتلة يتم عقد القمة العربية والعراق ممزقة ينطلق من على أرضها تنظيم داعش الإرهابى الذى صنعته ورعته أمريكا لتنفيذ مخططها يتم عقد القمة العربية واليمن بدأ يدور فيها حرب أهلية بين السنة والشيعة وغيرهما من الفصائل مما ىهدد وحدة اليمن واستقرار الدول العربية.
ليس سراً يا سادة أننا كنا دائماً لانجنى خيراً من قمم عربية ضعيفة يتم عقدها وسط إعلاء الانقسامات والخلافات والمصالح وكانت القمم تنتهى ياللعار ببيانات الشجب والإدانة أو بإحالة القضايا إلى مجلس الأمن لحلها!!
لقد أوصت الدورة 143 لمجلس الجامعة العربية، والتى تم عقدها أوائل هذا الشهر، بتفعيل مجلس الدفاع العربى المشترك للجامعة العربية لمواجهة الأخطار المحدقة بجميع الدول، والتى تهدد الأمن القومى العربى.
وأوصت بتشكيل هذه القوة العربية العسكرية الأمنية المشتركة، ويكون من مهام هذه القوة التدخل السريع لمكافحة الإرهاب والمساعدة فى عمليات حفظ السلام وتأمين عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين، وتبادل المعلومات لمساعدة الحكومات على صيانة الأمن والاستقرار، وإعادة بناء قدراتها ومؤسساتها الوطنية.
إن الوطن العربى والشعوب العربية، والتى تجمعها عوامل مشتركة فى التاريخ والجغرافيا واللغة والهوية الثقافية والعقيدة الدينية والحضارة الممتدة، تلك الشعوب التى تهب دائمًا للدفاع عن الأرض، هل يمكن أن تحلم وسط هذه التحديات بتحقيق هدف قوة الدفاع العربى المشترك؟ هل تطمع فى توافق عربى لاستعادة دور الجامعة العربية كمظلة لعمل مشترك لصالح الشعوب العربية؟