5 أهداف تكشف أهمية مشاركة زعماء أفريقيا بالمؤتمر الاقتصادي
وجوه سمراء لم نعهد مجيئها في مؤتمرات اقتصادية كبرى، لاسيما مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي يعد أكبر حدث اقتصادي تعول عليه الحكومة لدفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام.
ولطالما عانت دول القارة السمراء من أزمات اقتصادية ومجاعات واقتتال أهلي من أجل كسرة خبز، إلا أن زعماء تلك الدول حرصوا على مشاركة مصر أكبر حدث اقتصادي تنظمه وتستضيفه منذ ما يقرب من 4 سنوات، شهدت خلالها اضطرابات سياسية وأمنية، إعلانا عن دعمهم للخطوات المصرية من أجل استعادة مكانتها على الخريطة الاستثمارية العالمية.
حرص عدد من القادة والزعماء الأفارقة على الحضور إلى مدينة شرم الشيخ وعلى رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير ونائب رئيس دول تنزانيا محمد غريب بلال، الرئيس المالي إبراهيم بكر كايتا، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، رئيس وزراء إثيوبيا هيلا مريام ديسالين.
كانت كلمة الرئيس السوداني عمر البشير الأبرز بين زعماء القارة السمراء، حيث دعا إلى تنفيذ مشروع مصري سوادني لإنتاج الحبوب والزراعات، وخلق منطقة تجارة حرة بين البلدين وزيادة حجم التجارة بين البلدين.
وقال البشير، في كلمته في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ، إن تلك الشراكة بين مصر والسودان هدية لشعب وادي النيل ودعما حقيقيا لاقتصاد البلدين، فيما اكتفى الرئيس الصومالي دعا المستثمرين الأجانب إلى الاستثمار في أفريقيا عبر بوابة مصر.
كلمة رئيس الوزراء الأثيوبي أثارت ضحك الرئيس السيسي والتي قال فيها "إن ما يحدث في مصر هو ضرر في أثيوبيا والرفاهية في مصر هي رفاهية لأثيوبيا، لذا لقد قررنا السباحة معا".
- تحقيق التكامل وخلق سوق مشتركة:
ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بالتعليق على مجيء الدول الأفريقية التي يملؤها الفقر، إلا أن الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، يرى أن التعاون التجاري بين مصر ودول أفريقيا سيحقق نتائج مثمرة للغاية، مشددا على أن الشراكة بين الجانبين المصري والأفريقي يجب أن يرتكز على جانبين وهما تحقيق التكامل بين المواد الخام المتوافرة بدول أفريقيا والخبرة البشرية المصرية وفتح مجالات جديدة للتجارة واستغلال السوق الأفريقي في الترويج للمنتج المصري.
وأضاف "أن استثماراتنا في الدول الأفريقية ستساهم في خلق سوق أفريقية مشتركة تمهد لفتح مجال كبير للاستثمار داخل مصر خلال الفترة المقبلة".
- ثروات دول أفريقيا الهائلة:
وأشار دكتور عمرو صالح، مستشار البنك الدولي سابقا، إلى أن دعوة الدول الأفريقية للمشاركة في فعاليات المؤتمر الاقتصادي ليست مشاركة رمزية، فالدول الأفريقية لديها ثروات هائلة واستثمارات ينشط بها القطاع الخاص خاصة في دول غرب أفريقيا التي تتجه نحو تحقيق التنمية الاقتصادية وتتمتع باستثمارات أجنبية، مشددا على أن مصر يمكنها أن تكون شريك تجاري قوي مع دول الجوار الأفريقي لتحقيق التكامل بين رأس المال البشري والمواد الخام التي تزخر بها دول أفريقيا.
- توطيد العلاقات والاستثمار المشترك:
وأكد الدكتور محمود عبد الحي، مدير معهد التخطيط القومي سابقا، على أن طرح المشروعات المشتركة والتعاون مع دول أفريقيا سيساهم في توطيد العلاقات مع القارة السمراء وخاصة فيما يتعلق بمشروعات إنتاج الحبوب واللحوم وبناء السدود.
ووافقه الرأي، الخبير الاقتصادي، دكتور حامد أبو جمرة، حيث قال إن المشاركة الأفريقية يمكن في إطارها تحقيق استثمار مشترك يفيد الجميع مثل مشروع قناة السويس، استغلال الطاقة الشمسية، والتعاون مع دول أفريقيا لتنمية الموارد المائية واستغلال مياه المحيطات في مجال الزراعة وتوليد الكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى استخدام السوق الأفريقي في تصريف البضائع وخلق سوق جديد للمنتج المصري.