ثورة يناير.. ثورة شعب مصر العظيم
صباح الخير يا شعب مصر العظيم، ارفع رأسك فوق أنت مصرى، صباح الخير يا بهية، يا مصر يا عفية، يا مهرة يا ولادة يا صابرة يا طاهرة يا صامدة. صباح الخير يا شيماء، يا فرحة وأمل، يا دمعة حزن على خدودنا، يا شهيدة رصاصات الغدر، يا صاحبة الأيادى الممدودة بالورود فى وجه الدخان والعنف والبارود.
ربما يكون دمك الطاهر الذى سال على أرض الميدان بجوار دماء زملائك من الشهداء منذ 25 يناير حتى الآن، سبباً فى سرعة التحقيقات لنصل إلى القاتل الغادر الجبان، ونحل اللغز المسمى «من القاتل»، حتى تهدأ نار قلوب أهالى مصر المحروسة.
ربما يكون استشهادك سبباً فى سرعة تخصيص دوائر متفرغة حقيقية لتحقيق العدالة الناجزة. ربما يكون استشهادك سبباً فى إعادة تأهيل وهيكلة وتثقيف أبناء جهاز الشرطة للحفاظ على حقوق الإنسان، والمحافظة على الخيط الرفيع بين الأمن ومواجهة العنف، وبين انتهاك الحريات. تلك الحريات المنصوص عليها فى دستور مصر 2014، منها المادة 51: «الكرامة حق لكل إنسان ولا يجوز المساس به» والمادة 53: «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم.....والتمييز والحض على الكراهية جريمة يعاقب عليها القانون». والمادة 59: «الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها ولكل مقيم على أراضيها». والمادة 73: «للمواطنين حق تنظيم الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات وجميع أشكال الاحتجاجات السلمية غير حاملين سلاحاً من أى نوع بإخطار، وعلى النحو الذى ينظمه القانون.... وحق الاجتماع الخاص سلمياً مكفول دون الحاجة إلى إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضوره أو مراقبته أو التنصت عليه».
يا سادة يا مسئولون، حق التعبير السلمى مكفول، وتنظيمه ليس مرفوضاً، ولكن تقييده أو تجريمه أو منعه مرفوض مرفوض مرفوض. دولة سيادة القانون مطلوبة لتطبيقها على كل من يقترف جريمة فى حق هذا الوطن، فالجماعات الإرهابية بجميع مسمياتها وأشكالها تعيث فى الأرض فساداً وتدميراً وتخريباً. ولابد من الحزم فى مواجهتها وفقا لقانون العقوبات. الوطن واحد والحزن والألم واحد، والحلم والأمل والاستقرار والبناء حلم يضمنا لم يتحقق بعد. ولكننا سنسعى لتحقيقه حتى تكتمل الثورة.
الشعب العظيم مستمر، مستيقظ ليشارك بالفكر والجهد والبناء والعرق والمال. وفى نفس الوقت يراقب ويحاسب حتى تتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة واستقلال الإرادة الوطنية. صباح الخير يا شعب مصر، يا صامد يا ثائر فى وجه الفاسد والظالم ووجه المتاجر بالدين. يا عظيم يا صابر على صعوبة الحياة والمعيشة، يا منتظر التغيير للأحسن لك ولأولادك ولأحفادك من بعدك.
صباح الخير وأنت «عامل اللى عليك وأكثر». تتصدى وتساند الشرطة فى مكافحة العنف والإرهاب، تتحمل الظروف الصعبة لكنك غير خاضع أو خانع. تقدر الظروف ولكن تعرف أنه لابد من تغييرها، ولن تسمح لأحد من الذين يطلون برءوسهم من أعداء الثورة مرة ثانية، يحاولون العودة لسرقة ثروات بلدك أو لأكل قوت أولادك وشرب عرقك، أو لبيع أرضك. لن تسمح بالعودة إلى الوراء مرة أخرى، لأن الأمور مقلوبة: 10% من أغنى أغنياء مصر يحصلون على 40% من ناتج البلد، و10% من أفقر فقراء مصر يحصلون على 2% من ناتج البلد!.
أربع سنوات تمر على الثورة، ولسه بنحلم نتقدم ونطير لفوق فى السما، والطيران يحتاج جناحين، والجناحان هما الحريات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. لا يمكن الطيران بجناح واحد والآخر مكسور. لا يمكن السير إلا بقدمين ثابتتين وعينين ناظرتين للأمام، وعقول تخطط للحاضر والمستقبل.
آن الأوان يا مصر بعد مرور أربع سنوات أن تتوفر الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية ولكل أعضاء السلطة التنفيذية القادمة بعد البرلمان لوضع رؤية مستقبلية لتنمية اقتصادية حقيقية تقوم على سواعد المصريين وعلى الثروة البشرية المصرية. تقوم على عدالة توزيع الثروة، وحسن استخدام الموارد الطبيعية، وتطبيق الضرائب التصاعدية مثل كل الدول التى تصل الضرائب فيها إلى 50% وأكثر، بينما يقف نموها عندنا عند 25%.
آن الأوان يا مصر لسن قوانين لحماية اقتصادنا وشعبنا من حفنة الاحتكاريين الذين يطلقون على أنفسهم رجال أعمال، وهم رجال السلطة والفساد والمال. آن الأوان لإعادة تشغيل مصانعنا المغلقة، وإعادة تشغيل المصانع والشركات التى عادت لنا بحكم قضائى نهائى. آن الأوان للقضاء على البطالة بالتنمية الشاملة للزراعة والصناعة. آن الأوان لمحاربة الفقر اعتماداً على مواردنا الذاتية والدور القوى للدولة. آن الأوان لوضع خطة خمسية أولى وثانية وثالثة للنهوض بالاقتصاد المصرى تعتمد على القطاع العام والقطاع التعاونى بمشاركة القطاع الخاص وفق خطتنا واحتياجاتنا، وليس القطاع الخاص المحلى والأجنبى الذى يستحوذ على شركاتنا ومؤسساتنا ويقترض من أموال بنوكنا ليعمل بها ما يريد ويحقق أرباحاً خيالية ينزحها إلى الخارج بمعنى «من ذقنه وافتل له».
آن الأوان يامصر لإقرار حق أقصى حقيقى للأجور يربط كل ما يتحصل عليه كبار الموظفين من كل الجهات بالرقم القومى حتى لا يتضاعف دخل المنتدبين فى أماكن متعددة. آن الأوان لإقرار حد أدنى حقيقى للأجر الأساسى الذى يحتسب عليه الأجازات والمعاش، ولا يقل عن 80% من الأجر الإجمالى، ولا تزيد الحوافز والأجر المتغير على 20%.
آن الأوان يا شعب مصر أن تشارك وتبنى وتراقب وتحاسب من أجل تحقيق حلم ثورتنا وشبابنا وشهدائنا.