دراما رمضان بين الكثير من المآسى والقليل من الابتسام
غلبت الدراما السوداء على دراما رمضان، وامتلأت القنوات بكم هائل من المسلسلات التى عكست صورة سيريالية لمجتمع يسيطر عليه كل أشكال العنف والانحرافات والفساد والقهر لدى كل فئات المجتمع، وتعبت الأسر المصرية من هذا الكم الكبير من المبالغة فى المآسى وناشدتنى الكثير من السيدات والشابات أن أكتب ضد الصورة السيئة التى بدت عليها المرأة المصرية فى كل الفئات فى معظم المسلسلات، حيث تم تقديم حالة غريبة من الفساد وتعاطى المخدرات والدعارة السهلة والعربدة والجنس المكشوف والانحرافات والمؤامرات المبتذلة، والسجون المليئة بالفقيرات المنحرفات والشذوذ والخيانة.
والحقيقة أن الدراما هذا العام شابها ما شاب المجتمع من حالة الاكتئاب والفوضى والمؤامرات والفساد والخيانة وكثير من البلطجة ومحاولات تدمير المجتمع من خلال مخطط دولى رهيب، ولأن الدراما دائماً تبحث عن الجديد وغير المألوف فإنها عكست صورة سيئة للمجتمع المصرى، وأعتقد أن هذا الاتجاه الذى ساد والذى اعتقد أنه لم يكن وليد الصدفة، وأن بعضه تم عمداً حيث تم ضخ أكثر من مليار دولار فى دراما هذا العام، كما أن بعض المسلسلات دأبت على تشويه صورة رجال الشرطة، وكأن الانحراف هو المتسيد بين هذه الفئة من المجتمع، وإن كانت جميعها قد اعتمدت على بطل أو بطلة تدور حولها الأحداث، وألخص رأيى باختصار فى بعض المسلسلات فى تلغرافات سريعة:
«صاحب السعادة» فى رأيى من أرقى ماقدم، حيث إنه كوميديا اجتماعية تصلح لمشاهدة الأسرة المصرية من خلال رب أسرة يجمع أسرته ويحاول حل مشاكلها الكثيرة، ويرتبط الجميع برباط الحب، وهو مسلسل خفيف الدم لملك الكوميديا عادل إمام، ليس به الفجاجة والعنف والدماء التى ملأت الشاشات طوال الشهر، وربما يذكرنا ببعض القصص الاجتماعية التى قدمت فى أفلام من قبل، لكن يحسب له أنه يهدف إلى رسم ابتسامة لكل أفراد الأسرة من خلال بث قيمة الحب بين أفراد الأسرة .
«جبل الحلال» دراما تدخل إلى العالم الشائك لتهريب الآثار وبيع الأسلحة والمافيا، واستطاع محمود عبد العزيز أن يقدم حالة مختلفة عن بقية المسلسلات فى جو مشبع بسطوة المال الحرام، والمتغلغل فى العصابات الدولية التى تستبيح منطقتنا، وسفك الدماء والتصفيات الجسدية، وايضاً بالعلاقات الغريبة والمتشابكة، والخيانة والنساء الباحثات عن النفوذ والمال والحماية، وهو رغم العنف والجرائم فيه إلا أنه مسلسل متميز.
«السيدة الأولى» فى رأيى تاه بين استلهام الواقع وبين خيال المؤلف، فلم نعرف أين هذا الرئيس؟ وأين هذه السيدة التى تقوم بكل هذه الجرائم الدموية؟ وفى رأيى أنه كان يجب أن يقال إنه مقتبس من عمل أجنبى، أو أن يتم تقديم مسئول كبير دون تحديد كلمة الرئيس، فلم يمر على المجتمع المصرى فى تاريخه رئيس متزوج ثم يطلق زوجته بسبب فضيحة لها فى كباريه، إن غادة عبدالرازق يمكن أن تستثمر نجاحها السابق فى عمل يقدم رسالة هادفة للمجتمع.
«الصياد» مسلسل يغلب عليه الأكشن وجو المسلسلات الأجنبية والمبالغة فى مشاهد الدماء والقتل والذبح التى يقوم بها البطل يوسف الشريف الحزين والغاضب من اغتيال وحشى لزوجته وابنته، وأعتقد أنه كان يمكن أن يقدم الانتقام من المجرمين دون الإغراق فى مشاهد الدماء فى الشهر الكريم،،،،، وللحديث بقية مع باقى المسلسلات.