صحف الإمارات تركز على الأزمة العراقية
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم، الأحد، فى مقالاتها الافتتاحية بالمشهد السياسي والأمني العراقي، داعية الساسة العراقيين إلى وحدة المواقف والتنازل عن رغبات السلطة من أجل العراق ووحدته، كما تناولت الحرب ضد الإرهاب مطالبة بضرورة التعاون الدولي في مواجهته.
وتساءلت صحيفة (الخليج) تحت عنوان "من أجل العراق" لماذا يسد نوري المالكي رئيس حكومة العراق المنتهية ولايته كل السبل التي قد تؤدي إلى حل للخروج بالعراق من لعنة المحاصصة الطائفية، حيث جاءت بهذه الكارثة التي حلت عليه.. لماذا يصم المالكي أذنيه عن نداءات العقل التي تصدر عن المراجع الدينية والسياسية التي تدعوه إلى اتقاء الله بالعراق والخروج من الحكم بسلام كي يسلم العراق؟
وأضافت أنه إذا كان الاحتلال الأمريكي تعمد تحطيم العراق وضرب قوته وتدميره وقتل أبنائه من خلال حل مؤسساته العسكرية وشن حرب همجية وتمزيق وحدته الوطنية عبر محاصصة طائفية ومذهبية فالأحرى بالساسة العراقيين إن كانوا فعلا أوفياء لبلدهم ولشعبهم العظيم أن يقلبوا الصفحات السوداء التى هى نتاج تاريخ الاحتلال ويكتبوا تاريخا جديدا يشكل امتدادا لتاريخ عريق وضع اللبنات الأولى للحضارة الإنسانية.
من جانبها، قالت صحيفة "البيان" إن أسباب انهيار الوضع الأمنى فى العراق ترتبط مباشرة بتعثر التوافق السياسى بين الفرقاء وعدم توصلهم إلى مناخ موحد لإنقاذ العملية السياسية مما هى فيه اليوم فالعراقيون كانوا يأملون تشكيل البرلمان الجديد للحكومة في القريب العاجل وتوجيه رسالة طمأنة للخارج والداخل بأنهم قادرون ومستعدون لتحمل المسؤولية والمهام الجسام لكن تمسك كل طرف بمواقفه ومواقعة خلق أجواء اعتاشت فى ظلها المجموعات الإرهابية وتمكنت من تحقيق وجودها على الأرض.
وشددت على أن الوحدة في المواقف والتنازل عن رغبات السلطة من أجل العراق ووحدته عنصر مهم يحسب لمن يكون في مستوى المسؤولية والتاريخ يسجل لمن يريد الحفاظ على مكتسبات العملية السياسية والحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا.
بدورها، قالت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها تحت عنوان "التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب" إن الظروف السياسية والدولية جعلت الحرب ضد الإرهاب جزءا مهما من الاستراتيجية الأمريكية الطويلة المدى ولكنها تقاطعت مع رغبة عارمة للدول الأخرى في أوروبا وإفريقيا وآسيا والمنطقة العربية وأستراليا للمشاركة في الحرب ليس من باب الوكالة ولكن من منطلق الأصالة، خاصة وأن الإرهاب أصبح ظاهرة واحدة بالتأثر والتأثير خاصة عندما ربطت كل جماعة نفسها بجذور الإرهاب إيديولوجيا وليس تنظيميا.. وهذه العلاقة جاءت في إطار "التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب".
وقالت إن كل الدول التي تحارب الإرهاب في مختلف مناطق العالم تحاربه بالأصالة عن نفسها لأنها جميعا ترى الخطر الداهم الذي تمثله ظاهرة أخذت تنتشر مثل النار في الهشيم مستفيدة من كم هائل من العوامل التي ينبغي على الباحثين في علم النفس والاقتصاد والدراسات الاجتماعية دراستها وتحليلها للتوصل إلى معرفة شاملة وكاملة بظاهرة الإرهاب والاتفاق على توصيفه وتعريفه وتحديد أسبابه ودوافعه .
وأضافت الصحيفة أن "مثل ما تحالفت الدول لمناهضة الظاهرة الإرهابية تحالفت أيضا جماعات الإرهاب عبر تنسيق في البداية ثم توحيد الحركات المماثلة مستفيدة من الزخم الإعلامي الذي افتعله الإعلام الأميركي حتى أصبح الإرهاب في مخيلة الجميع بانه "العدو الدولي الأول".
وخلصت "الوطن" إلى التأكيد أنه نتيجة لتطور الحرب ضد الإرهاب اتجهت واشنطن إلى بناء استراتيجية جديدة تسميه "القيادة من الخلف" كي لا تتورط مرة أخرى في حرب مباشرة في دول أخرى بعد أفغانستان والعراق .