أسرة الأسير الطوس لـ"الدستور": قضى 4 عقود داخل سجون الاحتلال.. والقاهرة بيته الثانى
استمرارًا لسلسلة اللقاءات التي أجرتها "الدستور" مع الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تواصلنا مع أسرة الأسير المحرر محمد الطوس الذى قضى 39 عامًا في سجون الاحتلال، وكشف نجله لنا تفاصيل اعتقاله وكيف قضى 4 عقود داخل السجون.
قال ثائر الطوس، نجل الأسير المحرر، إن والده من مواليد 6 مارس 1955، عمل على تشكيل مجموعة فدائية سُميت بـ"جبل الخليل"، كان هو قائدها وكان معه رفاقه الشهيد محمد عدوان والشهيد محمد النجار والشهيد محمد غنيمات والشهيد علي خلايلة، استشهدوا في كمين مسلح للمجموعة، بعد أن كانت لديهم النية لمغادرة الوطن بعد عمليات بطولية ضد الاحتلال، وتمت محاصرتهم في كمين مسلح في 6 أكتوبر 1985 نتج عنه استشهاد مجموعة جبل الخليل وأصيب الطوس بجراح حرجة نُقل على إثرها إلى مستشفى في الداخل الإسرائيلي، ومن ثم قضي حكمًا بالمؤبد داخل سجون الاحتلال.
وأضاف الطوس الابن، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك عشرات الصفقات التي جرت قبل هذه المرة، وكان يستثنى منها بقرارات من الاحتلال، وحتى الصفقة الأخيرة التى حرر خلالها بعد 39 عامًا في سجون الاحتلال.
وتابع الطوس: "لديه ولدان وبنت، أنا أصغرهم سنًا عمري من عمر اعتقال والدي 39 عامًا، هدم الاحتلال في فترة سجنه بيتنا 3 مرات متواصلة، تعرضنا كثيرًا للعذاب والمضايقات وأشكال من التعذيب النفسي والاجتماعي، أثناء فترة اعتقال والدي، والدتي توفيت عام 2015 نتيجة جلطة دماغية حادة بعدما أُبلغت من والدي أنه سيكون ضمن الأسرى المفرج عنهم في صفقة الوفاء للرئيس محمود عباس، وتم استثناؤه في هذه الصفقة وعلى إثرها أصيبت بجلطة دماغية ودخلت في غيبوبة لمدة عام ومن ثم توفيت عام 2015".
تلقينا نبأ الإفراج عنه قبل الصفقة بساعات
وحول قرار الإفراج الأخير، قال الطوس: "تلقيت نبأ الإفراج عنه قبيل الصفقة بساعات قليلة"، بعدما اتصل والده به هاتفيًا من داخل السجن، لافتًا إلى أن الاحتلال يسمح للأسرى المقرر الإفراج عنهم وإبعادهم خارج البلاد بإجراء اتصال هاتفي لذويهم، وبالفعل اتصل به والده، مشيرًا إلى أنه أبلغهم بأنه سيتم إبعاده إلى القاهرة، وتحدث معه وتأكد أنه أصبح خارج السجن، "كانت فرحة لا توصف بالرغم من الألم أنه يخرج بعد ما يقارب الـ40 عامًا من السجن"، لافتًا إلى أن والده يعاني من مشاكل صحية نتيجة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال منها ضعف النظر الحاد ومشاكل في المعدة والأسنان وبعض المشكلات الصحية.
وتابع الطوس: "أحفاده وأبناؤه بداخلهم فرحة كبيرة جدًا جدًا لا توصف بكلمات، وبعد غياب 39 عامًا لم يرَ فيها أبناءه وأحفاده أصبح الآن معهم يتحدث معهم ويتعرف عليهم عن قرب".
وأكد الطوس أن والده يعتبر مصر بلده وبيته الثاني، بالرغم من البعد عن وطنه، لكنه سعيد جدًا بتواجده في القاهرة ورؤية أسرته وأهله بعد غياب 4 عقود، مشددًا على أن والده يتمتع بعقلية فذة وقوية، ولديه ذاكرة حديدية في كل ما مر به من أحداث وما مرت به القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والوطن العربي والعالم أجمع.