رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذعر وأومر عاجلة.. الزلازل البحرية تضرب اليونان ومخاوف من النشاط البركاني

جزر اليونان
جزر اليونان

شهدت جزيرة سانتوريني الوجهة السياحية الشهيرة في اليونان، سلسلة من الزلازل البحرية التي دفعت السلطات إلى وضع خطط طوارئ تحسبًا لعملية إخلاء محتملة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان والسياح، وسط مخاوف من العلماء احتمال وجود نشاط بركاني.

ورغم أن السلطات لم تصدر بعد أمرًا رسميًا بالإخلاء إلا أن العديد من سكان الجزيرة البالغ عددهم 15 ألفشخص بدأوا بالفعل في مغادرتها عبر الطائرات والعبّارات، بينما قضى آخرون ليلتهم في سياراتهم أو في مناطق آمنة حددتها السلطات.

الزلازل البحرية تطارد اليونان وتثير الذعر بسبب النشاط البركاني

وأكدت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنه على مدار الأيام القليلة الماضية، تم تسجيل أكثر من 200 هزة أرضية تحت سطح البحر في محيط عدة جزر في بحر إيجه، وبلغت أقوى هذه الهزات قوة 4.9 درجة على مقياس ريختر، وفي صباح اليوم التالي، وقعت هزة أخرى بقوة 4.2 درجة شمال غرب جزيرة أنافي الصغيرة، القريبة من سانتوريني. 

وتابعت أنه على الرغم من تأكيد الخبراء أن هذه الهزات غير مرتبطة مباشرة ببركان سانتوريني الشهير، الذي تسبب في واحدة من أكبر الثورات البركانية في التاريخ البشري، إلا أن التوتر لا يزال يخيم على السكان.

وفي مدينة فيرا، العاصمة الرئيسية للجزيرة، خصصت السلطات المحلية نقاط تجمع للسكان تحسبًا لعملية إجلاء محتملة. 

وأكد عمدة المدينة، نيكوس زورزوس، أن هذه التدابير احترازية ولا تعني بالضرورة أن هناك كارثة وشيكة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إغلاق المدارس في سانتوريني والجزر المجاورة كإجراء احترازي لحماية الطلاب، كما أُقيمت خيام إغاثة في ملاعب مفتوحة لاستقبال الفارين من منازلهم، وطلبت السلطات من السكان تفريغ أحواض السباحة من المياه لتجنب أي انهيارات محتملة في حال وقوع زلزال أقوى.

وحذر جيراسيموس بابادوبولوس، أحد أبرز علماء الزلازل في اليونان، حذر من أن سلسلة الهزات الأخيرة، التي تظهر على خرائط الزلازل كنقاط متزايدة بين جزر سانتوريني وإيوس وأمورجوس وأنافي، قد تكون مقدمة لهزة أقوى. 

من جانبه، قال إفثيميوس ليكاس، رئيس منظمة التخطيط والحماية من الزلازل، إن هناك احتمالًا ضعيفًا لحدوث زلزال بقوة 5.5 درجة، لكنه استبعد وقوع زلزال أقوى من 6 درجات. 

ودعا رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس إلى الهدوء، مؤكدًا أن الحكومة تراقب الوضع عن كثب. 

وأضاف خلال تصريح من بروكسل: "أطلب من سكان الجزيرة، قبل كل شيء، أن يظلوا هادئين".

في الوقت نفسه، تواصل فرق الإغاثة عمليات التأهب، حيث أرسلت فرق إنقاذ مع كلاب مدربة وطائرات مسيرة لمراقبة الوضع، كما تم نشر فرق طوارئ إضافية على الجزيرة كإجراء احترازي. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم إمكانية التنبؤ بما إذا كانت هذه الهزات ستؤدي إلى زلزال أكبر، فإن الخبراء يحذرون من أن المنطقة قادرة على إنتاج زلزال بقوة 6 درجات، لا سيما أن بحر إيجه يحتوي على عدة خطوط صدع جيولوجية نشطة. 

يعود القلق المتزايد إلى تاريخ سانتوريني البركاني، حيث شهدت الجزيرة في عام 1600 قبل الميلاد واحدة من أعنف الثورات البركانية في العالم، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وإحداث موجات تسونامي ضربت جزيرة كريت ومناطق بعيدة مثل مصر. 

وفي 1990، تم تصنيف بركان سانتوريني ضمن قائمة "البراكين العقدية" التي تحتاج إلى مراقبة مستمرة بسبب خطورتها وقربها من مناطق مأهولة بالسكان.