3 ركائز تُحول مصر إلى قوة تعدينية عالمية وتفتح أبواب الاستثمار
في ظل التوجه العالمي نحو التحول الأخضر وزيادة الطلب على المعادن الحرجة مثل الليثيوم والكوبالت، والفاناديوم والسيليكون والبلاتين والنيكل، تُسرع مصر الخطى لتحويل قطاع التعدين إلى قاطرة اقتصادية تدعم تحقيق رؤية 2030.
3 ركائز تُحول مصر إلى قوة تعدينية عالمية
وخلال مشاركته في مؤتمر إندابا للتعدين 2025 بجنوب أفريقيا، أكبر تجمع تعديني في أفريقيا، كشف المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، عن استراتيجية مصرية طموحة تعتمد على 3 ركائز أساسية لتحقيق نقلة نوعية في القطاع، وجذب استثمارات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
وأكد المهندس كريم بدوي أن الحكومة المصرية تعمل على تحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية ذات دور استثماري فاعل، وذلك عبر، تعظيم العوائد المالية من خلال إدارة موارد التعدين بشكل احترافي، وكذلك إطلاق شراكات مع القطاع الخاص لتنفيذ مشروعات استكشاف واستغلال المعادن، بالإضافة إلى تحديث التشريعات لتسهيل إصدار التراخيص وتقليل الإجراءات البيروقراطية.
وقال بدوي: "هدفنا هو زيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي من 1% إلى 5- 6% خلال السنوات الخمس المقبلة".
وأعلن الوزير المصري عن إطلاق نموذج اتفاقية استغلال المعادن المُحدث، الذي يُعد نقلة نوعية في سياسات الاستثمار التعديني بمصر، حيث يرتكز على:
- ضمان الشفافية: من خلال بنود واضحة تُحدد حقوق وواجبات جميع الأطراف.
- المرونة في تقاسم المخاطر: عبر آليات تمويل مبتكرة تشجع الشركات العالمية على الدخول في مشروعات طويلة الأجل.
- الحوافز الضريبية: خاصة للمشروعات التي تعتمد على تقنيات صديقة للبيئة أو تُسهم في تنمية المجتمعات المحلية.
وأضاف بدوي: "الاتفاقية الجديدة ستجعل مصر من أكثر الدول جذبًا للاستثمارات التعدينية في المنطقة".
الركيزة الثالثة: بوابة التعدين المصرية.. ثورة رقمية في صناعة الثروات
في إطار التحول الرقمي الذي تشهده مصر، أعلن الوزير عن إطلاق "بوابة التعدين المصرية"، التي ستكون منصة شاملة تقدم:
1- بيانات جيولوجية تفصيلية تشمل خرائط التوزيع الجغرافي للمعادن وتقديرات الاحتياطيات.
2- معلومات استثمارية عن الفرص المتاحة ومتطلبات الحصول على التراخيص.
3- خدمات إلكترونية مثل تقديم الطلبات عبر الإنترنت ومتابعة الإجراءات في الوقت الفعلي.
وقال بدوي: "البوابة ستضع مصر على خريطة الاستثمار التعديني العالمي، تمامًا كما فعلت بوابة EUG في قطاع البترول".
قلب استراتيجية التعدين المصري
كما أكد الوزير أن مصر تتبنى نهجًا متوازنًا يجمع بين الاستغلال الاقتصادي للموارد والحفاظ على البيئة، من خلال:
-اعتماد تقنيات التعدين الخضراء، كاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل المناجم وتدوير المياه لتقليل الاستهلاك.
- معالجة المخلفات التعدينية عبر مشروعات تحويلها إلى مواد بناء أو استخلاص المعادن الثانوية منها.
التعاون الأفريقي.. مفتاح تعظيم القيمة المضافة
خلال مشاركته في الجلسة الوزارية تحت عنوان "مستقبل تعديني أفريقي مشترك"، شدد بدوي على أهمية بناء شراكات مع دول القارة، مثل جنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية، لتحقيق:
1- التكامل التكنولوجي عبر تبادل الخبرات في مجالات الاستكشاف والاستخراج.
2- تصنيع المنتجات التعدينية محليا بدلًا من تصدير الخامات كمواد أولية.
3- إنشاء سلسلة إمداد أفريقية لدعم صناعات الطاقة النظيفة مثل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية.
وأعلن المهندس كريم بدوي أن مصر ستستضيف القمة الأفريقية للتعدين 2026 لتعزيز هذا التعاون، مؤكدًا أن أفريقيا ليست قارة فقيرة، إنها كنز من الثروات ينتظر من يستغله بحكمة، والتعاون بين دولنا هو السبيل لتحويل هذه الثروات إلى تنمية حقيقية.