كيف واجهت مصر محاولة تصفية "القضية الفلسطينية" على مدار عقود؟
كانت مصر دائمًا في طليعة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، وخاصة في مواجهة محاولات تهجيرهم من أراضيهم عبر مختلف العهود، حيث اتخذت مواقف قوية ورافضة لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وكانت تشدد على حق العودة وإقامة دولتهم المستقلة.
نستعرض في السياق، جهود مصر وإجراءاتها على مدار عقود، لرفض مخططات تهجير الفلسطينيين أو توطينهم خارج أرضهم.
جمال عبدالناصر عمل على تأصيل الهوية الفلسطينية
جمال عبد الناصر كان من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، وقد رفض بشكل قاطع أي مخطط لتهجير الفلسطينيين. كما كان له دور محوري في تأصيل الهوية الفلسطينية في وجه المحاولات الإسرائيلية لتوطين الفلسطينيين في دول الجوار.
في عام 1956، بعد العدوان الثلاثي، واصل عبد الناصر موقفه الرافض لأي فكرة قد تضر بحقوق الفلسطينيين، وكان دائمًا يرفض أي مقترحات تهدف إلى توطين الفلسطينيين في مصر أو في أي دول أخرى.
في خطاباته، كان عبد الناصر يرفض الحلول التهجيرية ويؤكد أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
السادات دعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة
الرئيس أنور السادات، في سياق توقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1978، الذي أسفر عن السلام المصري الإسرائيلي، كان دائمًا يؤكد في جميع خطاباته رفض مصر التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
السادات كان يدرك تمامًا خطورة مشروعات التوطين التي كانت تستهدف مصر والدول المجاورة لفلسطين، حيث كان يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
في خطاباته الدولية والعربية، كان أنور السادات يشدد على رفض توطين الفلسطينيين في أي دول أخرى، وكان يطالب بعودة الفلسطينيين إلى أرضهم.
مصر دعمت حق العودة في عهد مبارك
في عهد حسني مبارك، استمرت مصر في رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم في دول أخرى. وفي ظل التطورات السياسية في المنطقة، كانت مصر دائمًا تشدد على دعم حق العودة لهم.
مصر تحت قيادة مبارك كانت في الخط الأمامي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ورفضت بشكل قاطع أي مخططات لتهجيرهم أو لتوطينهم في أراض غير فلسطينية.
كما كانت مصر تدعم بشكل كبير المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل وتسعى دائمًا إلى حل يقوم على أساس حل الدولتين.
السيسي يتصدى لمخطط التهجير بكل حزم
الرئيس عبدالفتاح السيسي كان حازمًا في رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، سواء من غزة أو من أي منطقة فلسطينية أخرى.. وخاصة بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023 والإعلان عن فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، بالإضافة إلى التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي ترامب عن تهجير سكان غزة إلى دول الجوار، وهذا ما قوبل برفض شديد من قبل الدولة المصرية بموقف رسمي تصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي، وموقف شعبي، عبر عنه آلاف المصريين الذين احتشدوا في الساعات الأخيرة أمام معبر رفح لرفض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية بأي حال من الأحوال.
ومنذ رئاسة السيسي لمصر، شدد في عدة مناسبات على أن مصر لن تسمح بتوطين الفلسطينيين في أراضيها أو في أي دولة أخرى.. واعتبر أن هذا يشكل مساسًا بالحقوق الفلسطينية.
في القمة العربية والمنتديات الدولية، مصر تحت قيادته أكدت على ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددة على رفض أي مشاريع أو محاولات لتهجير الفلسطينيين.
السيسي في تصريحات عديدة شدد على أن قطاع غزة هو جزء من الأراضي الفلسطينية، وأن مصر ترفض أي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تغيير الواقع الديمغرافي في غزة.
كما عملت مصر تحت قيادة السيسي على مواصلة فتح معبر رفح بانتظام، مما ساعد في إدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من العدوان الإسرائيلي.