الناقد محمد بدوي: نجيب محفوظ "محطة أساسية" في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي
![جريدة الدستور](images/no.jpg)
في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، نظمت "قاعة فكر وإبداع" ندوة لمناقشة كتاب "سردية نجيب محفوظ" للناقد البارز د. محمد بدوي، الصادر ضمن سلسلة "اقرأ". شارك في النقاش الناقدان د. سمير مندي ود. رضا عطية، فيما أدار الندوة الكاتب والشاعر عيد عبد الحليم.
جاءت الندوة في سياق الاحتفاء المستمر بتجربة الأديب الكبير نجيب محفوظ، حيث سلطت الضوء على رؤية محمد بدوي لطبيعة السرد المحفوظي، وكيف تحوّل صاحب "الثلاثية" إلى رمز ثقافي تتداخل في صورته الحقائق التاريخية مع التخييل الأدبي، ليصبح جزءًا من وعي الجماعة الثقافية في مصر والعالم العربي.
نجيب محفوظ.. من كاتب إلى سردية ثقافية
في مداخلته، أوضح د. محمد بدوي أن نجيب محفوظ ليس مجرد كاتب مهم في الثقافة المصرية، بل يمثل "محطة أساسية" في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي. وقال:
"نجيب محفوظ لا يمثل فقط تجربة أدبية عظيمة، بل هو مواطن صالح بالمفهوم الثقافي، شكًل وعي أجيال متعاقبة. وكما هو معتاد، كثرت الكتابات حول محفوظ بعد حصوله على نوبل، وهذا يعكس نزعة متجذرة في ثقافتنا للبحث عن الاعتراف من الغرب. لكن الأهم من هذا هو كيف تحول نجيب محفوظ إلى سردية، أي إلى حكاية متداخلة بين المتخيل والواقعي، تنتج دلالات معينة حول البطولات الفردية والجماعية".
وأضاف بدوي أنه قرر العمل على محفوظ لمدة 15 عامًا بسبب طوفان الكتب التي صدرت عنه دون قيمة نقدية حقيقية. وقال:
"مصر لم تُنجب سوى أديبين بحجم طه حسين ونجيب محفوظ، ولكل منهما عالمه ومشروعه الفكري والأدبي. لكن ما يجمع بينهما هو أنهما مواطنان مصريان، يتشبثان بأكثر القيم صلابة في تاريخنا. لهذا، كان ضروريًا أن أتأمل في كيفية تشكل سردية نجيب محفوظ، وكيف أصبح صوت الجماعة الثقافية التي تبنته، ورأت فيه تجسيدًا لمشروعها الفكري والأدبي".
وأشار إلى أن الدراسات الحديثة في النقد الثقافي والتاريخانية الجديدة تسلط الضوء على العلاقة بين الحياة والثقافة، معتبرًا أن نجيب محفوظ كان نموذجًا مثاليًا لهذه العلاقة، إذ كان يقتفي أثر نفسه باستمرار، ويعيد مساءلة مشروعه الإبداعي في كل مرحلة جديدة من مسيرته الأدبية. وأوضح قائلًا:
"نجيب محفوظ كان فنانًا لا يستمع إلا إلى صوته الداخلي، يغامر دون التفكير في المواءمة الاجتماعية أو إرضاء الذائقة السائدة. بدأ مشروعه بتأسيس الرواية التاريخية، لكنه أدرك سريعًا ضرورة التحول إلى شكل آخر من الكتابة، فبدأ في إعادة كتابة التاريخ البشري من خلال رموز الخير والشر، مدافعًا عن القيم التي آمن بها. ثم جاء الانقلاب على الذات، حيث بدأ في مساءلة الواقع ونقده بشكل حاد. وفي نهاية حياته، حوّل سيرته الشخصية إلى نص أدبي، وكأن مشروعه الروائي لم يكن مجرد إبداع فني، بل كان أيضًا عملية مستمرة من البحث عن الحقيقة وإعادة تأملها".
وأكد بدوي أنه لا يجد في الثقافة العربية مشروعًا مكتملًا بحجم مشروع نجيب محفوظ، خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن الحرية والعقلانية.
وقال:
"لهذا السبب، قررت أن أنذر ما بقي من عمري لدراسة نجيب محفوظ، ليس فقط باعتباره روائيًا عظيمًا، ولكن أيضًا كظاهرة ثقافية تستحق التأمل العميق
ندوة نجيب محفوظ بمعرض الكتاب
![1b0406b2-d927-42f8-a28d-152aea2171a0](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![3a0ab4a8-ca50-412c-9f88-770af6961ec1](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![7a9c2141-a15a-4a83-9c35-6896203d94e3](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![8b116157-da21-47a4-b6e7-b05b3fe2c819](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![8eec5ca4-b668-4bcd-98f1-9815c491e421 (1)](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![8eec5ca4-b668-4bcd-98f1-9815c491e421](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![9e6543dc-df36-42df-b87a-cb2378d2688a](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![79b13df5-6207-4429-8f91-5a8f69d443e7](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![3476a075-5141-47ef-807c-e32704a71c8b](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![ac6b3a2d-afb6-4d2a-b9b2-9dd417a5d003](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![c9e50d6b-9e43-4146-9fb7-15233aaac572](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![d1789d6d-ee06-4b02-ba0c-9b20815a149b](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![d4533955-b678-4848-a85c-ab8800a6d84d (1)](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![d4533955-b678-4848-a85c-ab8800a6d84d](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![eb6774a5-b25a-481a-bde7-a070c0c07a9b](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![f26e937b-a361-4782-a2d1-b3e6f36830a0 (1)](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)
![f26e937b-a361-4782-a2d1-b3e6f36830a0](/themes/dostor/assets/images/no.jpg)