رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جماعة الإخوان: تاريخ مشبوه من التحالفات الإرهابية والأجندات الإقليمية

الإخوان المسلمون
الإخوان المسلمون

لطالما كان تاريخ جماعة الإخوان المسلمين مليئًا بالعلاقات المشبوهة والارتباطات مع قوى إقليمية ودولية تسعى إلى تنفيذ أجندات معادية لمصالح دول المنطقة، وذلك منذ تأسيسها في عام 1928 على يد حسن البنا، إذ كان لجماعة الإخوان المسلمين دور كبير في الحركات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، حيث نشأت لتكون حركة إسلامية دعوية، لكنها سرعان ما تحولت إلى منظمة سياسية ذات أهداف وأجندات معقدة تتجاوز حدود الدين إلى ما هو أبعد.

الارتباطات الإخوانية مع التنظيمات الإرهابية

على مر العقود، ارتبطت جماعة الإخوان المسلمين بعلاقات وثيقة مع العديد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تسعى إلى تحقيق أجندات تخريبية في المنطقة، وذلك بداية من القاعدة وجماعة الجهاد الإسلامي، وصولًا إلى تنظيم داعش، إذ كانت الإخوان بمثابة الحاضنة الأولى لعدد من الأيديولوجيات المتطرفة التي تبنت العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها، وفي فترات متعددة من تاريخها، شكلت الجماعة جسرًا بين الأنظمة السياسية العربية والجماعات الإرهابية، حيث كانت تروج لفكرة "الجهاد" وتستغل مشاعر الانتماء الديني لتحقيق مصالح سياسية.

علاقات الإخوان بالتنظيمات الجهادية

علاقة جماعة الإخوان بتنظيم القاعدة تعد من أبرز الأمثلة على كيف استخدمت الجماعة الأجندات الإقليمية المعادية لتحقيق مصالحها، إذ كان العديد من قادة القاعدة، مثل أسامة بن لادن وأبوبكر البغدادي، قد مروا بفترة من الزمن في صفوف جماعة الإخوان، قبل أن ينشئوا تنظيماتهم الإرهابية الخاصة، وهذه العلاقة لم تقتصر فقط على الفكر، بل امتدت إلى الدعم اللوجستي والتنظيمي، حيث تواطأت الجماعة مع تلك الحركات لتأسيس شبكة من العنف والإرهاب في المنطقة.

الارتباط مع جماعات مسلحة في سيناء والعلاقات مع داعش

لم تقتصر علاقات الإخوان على دعم التنظيمات الإرهابية في الخارج فحسب، بل كانت الجماعة تدير شبكة معقدة من التنظيمات المسلحة داخل مصر نفسها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، العلاقات التي أقامتها الجماعة مع التكفيريين في سيناء، الذين استغلوا الوضع السياسي المتأزم في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 لشن عمليات مسلحة ضد الجيش والشرطة، هذا التفاعل بين الإخوان والجماعات المسلحة في سيناء ساعد في تأجيج العنف وزيادة حدة التوترات الأمنية في المنطقة.

دور الإخوان في الأزمة السورية والعلاقة مع القوى الإقليمية

واحدة من أبرز المحطات التي كشفت عن الأجندات الإقليمية لجماعة الإخوان كانت في الأزمة السورية، فبينما كانت سوريا تشهد حربًا ضارية بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، كانت جماعة الإخوان تلعب دورًا مهمًا في دعم الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد الحكومة السورية، لصالح الدول كانت تسعى إلى تنفيذ أجندات خاصة بها في المنطقة، من خلال إضعاف النظام السوري وحلفائه، بينما استخدم الإخوان هذا  الدعم لتحقيق أهدافهم السياسية في المنطقة، بما في ذلك إقامة حكم إسلامي في سوريا.

الإخوان ومخططات تقسيم الدول العربية

من خلال الارتباطات الإقليمية مع بعض القوى الأجنبية، سعت جماعة الإخوان المسلمين إلى تنفيذ مخططات لتقسيم الدول العربية، وهو ما كشفته بعض اعترافات القيادات الإخوانية، على سبيل المثال، ما كشفه عاصم عبدالماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، عن مخططات الإخوان لتفكيك الجيش المصري وإضعافه، وذلك عبر استغلال أحداث الاعتصام في رابعة العدوية،  هذه المخططات كانت تهدف إلى إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم، لكنها في ذات الوقت كانت تسعى لإعادة هيكلة المنطقة بما يخدم مصالح الإخوان والحلفاء الإقليميين.

ومن خلال تاريخها أثبتت جماعة الإخوان المسلمين، رغم ادعاءاتها المستمرة بأنها حركة دعوية إسلامية أنها كانت تسعى لتحقيق أجندات سياسية إقليمية معقدة، حيث استخدمت الدين كوسيلة لتغطية أهدافها التي تتجاوز الدين إلى السيطرة على السلطة السياسية وتنفيذ مخططات تقسيمية في المنطقة، وعبر دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة وتوسيع نطاق العنف والتطرف، كشفت الجماعة عن وجهها الحقيقي الذي يستغل الأزمات الإقليمية لمصلحتها الخاصة.