رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير "الألكسو" لـ الدستور: نعمل على تقديم الدعم التقني للدول العربية (2)

جريدة الدستور

قال محمد ولد أعمر رئيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو " إن النزاعات تسببت في تشريد أعداد كبيرة من الطلاب والمعلمين حيث تضطر العديد من العائلات للنزوح من مناطقها.

وأضاف في حواره مع الدستور، أن النزاعات تسببت في أعباء على المدارس في المناطق المضيفة ويؤدي إلى اكتظاظ الفصول الدراسية وتدني جودة التعليم والتسرب التعليمي.


 
◄هل رصدتكم حجم تدمير المؤسسات التعليمية في مناطق النزاعات العربية؟

 

نعم، تقوم “الألكسو” برصد وتحليل وضع المؤسسات التعليمية في المناطق المتأثرة بالنزاعات في العالم العربي من خلال مرصدها ، الذي يُعنى بجمع البيانات وتوثيق الأضرار التي لحقت بالمنظومة التعليمية في هذه المناطق.

و تعد النزاعات المسلحة من أكثر التحديات التي تهدد التعليم في بعض الدول العربية، حيث تؤدي إلى تدمير المدارس والبنية التحتية التعليمية، وتعرض حياة الطلاب والمعلمين للخطر، مما يتسبب في تعطيل العملية التعليمية وتراجع جودة التعليم.

◄أبرز الآثار التي رصدتها الألكسو على المؤسسات التعليمية في مناطق النزاع؟ 

تؤكد تقارير الألكسو أن النزاعات تؤدي إلى تدمير عدد كبير من المدارس والبنية التحتية التعليمية، مثل المرافق الصحية والمكتبات والمختبرات، مما يعرقل قدرة الأطفال على الوصول إلى بيئة تعليمية ملائمة.

وتسببت النزاعات في تشريد أعداد كبيرة من الطلاب والمعلمين، حيث تضطر العائلات إلى النزوح من مناطقها، مما يخلق أعباء على المدارس في المناطق المضيفة ويؤدي إلى اكتظاظ الفصول الدراسية وتدني جودة التعليم والتسرب التعليمي، كما يشير رصد الألكسو إلى أن الصراعات تؤدي إلى تزايد معدلات الأمية، خاصةً بين الأطفال، بسبب انقطاعهم عن التعليم لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تدنٍّ في مستويات التعليم وتراجع مهارات القراءة والكتابة.

وتؤكد “الألكسو” أن النزاعات تؤدي إلى آثار نفسية خطيرة على الطلاب والمعلمين، حيث يعانون من التوتر والقلق، مما يؤثر على قدرتهم على التركيز والتعلم. وتحتاج هذه الفئة إلى دعم نفسي واجتماعي لاستعادة استقرارهم وإعادة تأهيلهم.

واقرأ:
مدير "الألكسو" للدستور: المنظمة تتبنى استراتيجية تهدف لتعزيز الهوية العربية (الجزء الاول )

 

◄ وما جهود الألكسو لتعويض هذا الدمار؟

يعمل مرصد الألكسو على توثيق الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية وتحديد الاحتياجات العاجلة لإعادة تأهيلها، ويقوم بتزويد الجهات المعنية بهذه البيانات لاتخاذ الإجراءات المناسبة، ونسعى إلى التعاون مع منظمات دولية مثل اليونسكو واليونيسف لتنسيق الجهود الرامية إلى توفير بيئة تعليمية آمنة للأطفال في مناطق النزاع، كما نعمل على تنفيذ برامج تعليمية في حالات الطوارئ، بما في ذلك توفير محتوى تعليمي رقمي على منصة الألكسو المفتوحة، مع تقديم الدعم النفسي للأطفال المتأثرين بالنزاعات، لضمان استمرارية التعليم وتقليل الفاقد التعليمي.

وتسعى الألكسو إلى رفع مستوى الوعي بين الحكومات والمجتمعات المحلية حول أهمية حماية المؤسسات التعليمية، وتجنب استهدافها أو استخدامها لأغراض غير تعليمية، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.


◄هل المناهج العربية بحاجة للمراجعة وإعادة التقييم؟

نعم، ترى الألكسو أن المناهج التعليمية في الدول العربية بحاجة إلى مراجعة وتقييم شاملين.

 وقد عبرت الألكسو عن هذه الرؤية انطلاقًا من قناعتها بأن المناهج الحالية في بعض الدول العربية لا تواكب التغيرات السريعة في العالم، سواء من حيث متطلبات سوق العمل أو التطورات التكنولوجية والعلمية. 

وتؤمن الألكسو أن تطوير المناهج هو خطوة ضرورية لتحقيق جودة التعليم، وتعزيز الابتكار، وتلبية احتياجات الطلاب وأولويات التنمية الوطنية.

◄ما الأسباب التي تدفع الألكسو إلى الدعوة لمراجعة المناهج؟

مع التحول الرقمي والتطورات التكنولوجية السريعة، تعتقد الألكسو أن المناهج بحاجة إلى دمج تقنيات حديثة وتطوير مهارات مثل التفكير النقدي والتحليل وحل المشكلات والتعلم الذاتي، مما يسهم في إعداد الطلاب بشكل أفضل للعصر الرقمي.

و ترى الألكسو أن بعض المناهج العربية تركز بشكل كبير على التلقين والحفظ، بدلًا من تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وتدعو إلى تحويل التعليم إلى نهج شامل يركز على الفهم والتطبيق.

وتشير الألكسو إلى أن المناهج الحالية لا تتماشى بشكل كافٍ مع متطلبات سوق العمل الحديث، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهذا التفاوت يؤدي إلى زيادة نسبة البطالة بين الشباب وضعف تنافسية القوى العاملة العربية.

ومع تزايد القضايا البيئية والمناخية، ترى الألكسو أن المناهج بحاجة إلى تعزيز الوعي البيئي وتدريس مبادئ التنمية المستدامة، لضمان أن يكون الطلاب أكثر وعيًا بالتحديات البيئية والتنموية، وتواجه المجتمعات العربية تحديات تتعلق بالهوية الثقافية بسبب العولمة. لذلك تدعو الألكسو إلى إدراج مواد وأنشطة تعليمية تعزز الوعي بالهوية الثقافية العربية، وترسخ قيم التسامح والانتماء للمجتمع.

◄ما هى خطوات الألكسو في هذا المجال ؟

تعمل الألكسو على تقديم الدعم الفني والتقني للدول العربية من أجل تطوير مناهج حديثة، وتوفير أطر ومناهج تربوية تتماشى مع متطلبات العصر، وتدعم الألكسو تطوير المناهج الرقمية وإدماج التكنولوجيا في التعليم، مثل تطوير المحتويات الرقمية وتوفير منصات تعليمية متكاملة، وتدعو الألكسو إلى إدخال تعليم متعدد التخصصات يمكّن الطلاب من استكشاف عدة مجالات والربط بينها، مما يساعدهم في التفكير بشكل أعمق وتطوير مهارات متنوعة، وتؤمن الألكسو بأن تطوير المناهج لا يكتمل بدون تدريب المعلمين وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من تطبيق المناهج الحديثة بفعالية.

وتحرص الألكسو على تقديم معايير وأطر مشتركة تساعد في تطوير المناهج على مستوى الدول العربية، مع احترام خصوصية كل دولة، بما يضمن تلبية الاحتياجات الوطنية والإقليمية.

وترى الألكسو أن المناهج التعليمية في الدول العربية تحتاج إلى مراجعة وتحديث شاملين، بحيث تركز على تطوير مهارات التفكير النقدي، والاستجابة لمتطلبات سوق العمل، وتعزيز الهوية العربية، وزيادة الوعي بالقضايا البيئية والتنموية. ومن خلال دعمها للدول العشربية، تسعى الألكسو إلى تحقيق تعليم حديث شامل يستجيب للتحديات الحالية والمستقبلية.

◄ حدثنا عن استراتيجية وأهداف منظمة "الألكسو"؟ 

استراتيجية الألكسو منبثقة عن عدد من الاستراتيجيات التي تعمل على تطوير المسيرة التربوية والثقافية والتعليمية والعلمية في الوطن العربي، ومن بين تلك الاستراتيجيات التي تعتمد عليها الألكسو في تحقيق رؤيتها ورسالتها الاستراتيجية العربي للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار التي أوكلت القمة العربية الثامنة والعشرون المنعقدة في المملكة الأردنية الهاشمية في عام 2017 مهمة متابعة تنفيذها إلى المنظمة، حيث تهدف هذه الاستراتيجية من خلال عدد من السياسات واليات التنفيذ المرتبطة بها إلى دعم الحركة العلمية والبحث العلمي في الوطن العربي والنهوض به ليصل إلى مصاف الدول المتقدمة. 


◄برأيك لماذا يهاجر الباحثين العرب للدول الغربية؟ 

تشكل العديد من العوامل أسبابًا مهمة تدفع بالعقول العربية للهجرة إلى خارج اوطانهم حيث من أهم تلك العوامل: 
الأزمات والصراعات السياسية في عدد من الدول العربية مما يدفع بعدد كبير من العقول العربية إلى الهجرة خارج أوطانها، والأوضاع الاقتصادية وقلة الامكانيات المادية المتاحة للعلماء والخبراء والباحثين سواء من حيث معدل الرواتب التي تدفع لهم او الامكانيات المادية من مختبرات ومواد ووسائل وتسهيلات للمشاركة في المؤتمرات والمنتديات وهي اساسيات من اللازم توفرها لتأدية بحوثهم العلمية، و⁠الاجراءات البيروقراطية من اجراءات ادارية ومالية و التي تقف عائقًا دون تمويل البحث العلمي ودفع عجلة البحث العلمي.


◄وكيف يمكن استقطابهم في الحاضنة العربية؟

 يُمكن استقطابهم من خلال إشراكهم في تحسين مستوى البحث العلمي ورفع كفاءة الباحثين في الوطن العربي والاستفادة من خبراتهم ورؤاهم في معالجة التحديات التي تواجهها اوطانهم في المجالات الصحية والبيئية والزراعية ….الخ وكذلك دعوتهم للمشاركة كخبراء  في رسم الاستراتيجيات والخطط التنموية، بالإضافة إلى دعوتهم لتشبيك مؤسساتهم ومراكزهم البحثية العالمية التي يعملون بها مع مؤسساتهم العربية الام. وهذا ما تقوم به حاليًا المنظمة حيث دعت العديد من العقول العربية المهاجرة للمشاركة الفاعلة في العديد من المنتديات والدورات التي تقيمها، بالإضافة إلى تشكيل فرق منهم تساهم مع الألكسو في رسم استراتيجيات من اهمها استراتيجية الألكسو لتنمية الابداع في مؤسسات التعليم العالي العربية. 


◄هل العقول العربية قادرة على المنافسة عالميا؟

نعم العقول العربية قادرة على المنافسة عالميًا، بل يُمكن القول أن  كثيرًا من العقول العربية هى من أعطت العديد العديد من المؤسسات ومراكز البحث العالمية قوة المنافسة من  خلال ما قدمته من نتاج علمي متميز ساهم في تطور وتقدم البشرية، والأمثلة على ذلك كثيرة

◄ حدثنا عن دور "الألكسو" كحاضنة للبحث العلمي؟

كما تحدثت سابقًا فإن المنظمة تعمل على متابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار التي أوكلت القمة العربية الثامنة والعشرون للمنظمة مهمة متابعة تنفيذها، ويوجد في المنظمة إدارة متخصصة للعلوم والبحث العلمي، توليها المنظمة الرعاية والاهتمام للمساهمة الفاعلة في إحتضان البحث العلمي والريادة والابتكار والمساهمة في الفاعلة في دعم عجلته، ولتحقيق ذلك أطلقت المنظمة مبادرة إنشاء صندوق الالكسو لدعم البحث العلمي والريادة والابتكار، وهو مشروع ريادي يهدف إلى دعم البحث العلمي في مختلف المجالات من خلال برامج مختلفة مثل برنامج الزائر العلمي، وبرنامج تعزيز الباحثات العربيات، وبرنامج الاستفادة من العقول العربية المهاجرة، وكذلك برامج التعاون العلمي الدولي وتشجيع الريادة لدى الفئات الشابة.

إضافةً لذلك أطلقت المنظمة مشاريع مختلفة لتقديم الدعم الفني  للشركات الناشئة والمبتكرة وخاصة تلك الشركات التي يُنشئها شباب عربي لمعالجة  تحديات بيئية او زراعية او صحية تواجهها المجتمعات العربية، اضافة لذلك تعقد المنظمة سنويا مخيمات للإبداع والابتكار يجتمع فيها شباب من كافة الدول العربية يطرحون فيها افكار ريادية وابتكارية في مجالات عديدة ويتم ربطهم في هذه المخيمات مع عدد من الخبراء المتخصصين وحاضنات الابتكار ومؤسسات التمويل

وتولي المنظمة اهتمامها بالباحثات العربيات ولذلك خصصت المنظمة ملتقى سنوي للباحثات العربيات بهدف التعريف بإنجازاتهن وكذلك اشراكهن كعنصر أساسي في رسم السياسات العلمية.

وحيث أن الجامعات العربية هى موطن البحث العلمي، فإن المنظمة تولي الجامعات العربية الاهتمام والرعاية وقد أطلقت المنظمة في العام الماضي ملتقى  الالكسو الاول لتؤامة الجامعات العربية، ونحن على ابواب عقد الملتقى الثاني الذي سيعقد قريبًا في جامعة الشارقة وبمشاركة زهاء مئة رئيس جامعةً ومؤسسة عربية بهدف ربط الجامعات العربية مع بعضها وتبادل التجربة والخبرات وتشكيل فرق بحثية من الجامعات العربية، إضافة لذلك إن الألكسو تنتنهج منهجية إشراك عدد كبير من أساتذة الجامعات العربية كخبراء في تنفيذ مشاريعها ودوراتها وورشات عملها.

◄هل تعتقد أن حجم الإنفاق العربي على البحث العلمي مناسبا؟

ما زال حجم الإنفاق العربي على البحث العلمي دون المأمول، وهو أقل بكثير مما تنفقة الدول المتقدمة، ومن اجل ذلك تعمل الألكسو على إنشاء صندوق الألكسو لدعم البحث العلمي الذي نسعى من خلاله لحشد الجهود العربية والعالمية لدعم البحث العلمي وتوفير اكبر قدر من الامكانيات المالية والمادية للارتقاء به والوصول فيه إلى مصاف الدول المتقدمة.