"جهود حاسمة".. التفاصيل الكاملة لاتفاق الهدنة المرتقب بين حماس وإسرائيل
كشفت تقارير صحفية عن قرب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل فى قطاع غزة، بعد حوالى ١٥ شهرًا من الحرب، وسط توقعات بأن يتم التوقيع الرسمى على الاتفاق خلال ساعات.
وبينت المصادر أن الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، كثفوا جهودهم لتحقيق اختراق فى المفاوضات المستمرة على مدار الساعة فى الدوحة، بحضور وفود من كل الأطراف، من أجل سد أى ثغرات تعوق التنفيذ.
وتتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، التى ستستمر ٤٢ يومًا، وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى ضمن جدول زمنى محكم.
وتشمل المرحلة انسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا وبعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان إلى منطقة بمحاذاة الحدود فى جميع مناطق قطاع غزة، بما فى ذلك وادى غزة «محور نتساريم وميدان الكويت»، ووقف النشاط الجوى الإسرائيلى، وتعليق مؤقت للطيران الاستطلاعى والعسكرى الإسرائيلى فى القطاع لمدة ١٠ ساعات يوميًا، ويمتد لـ١٢ ساعة يوميًا خلال أيام إطلاق سراح المحتجزين فى غزة والأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.
وتم تقسيم المرحلة إلى عدة أيام، حيث يشهد اليوم السابع، بعد إطلاق سراح ٧ من الأسرى، انسحاب القوات الإسرائيلية تمامًا من شارع الرشيد شرقًا إلى شارع صلاح الدين، وتفكيك المواقع والمنشآت العسكرية فى هذه المنطقة بالكامل، وبدء عودة النازحين إلى مناطق سكنهم دون حمل السلاح أثناء العودة، وحرية الحركة للسكان فى جميع مناطق القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد بدءًا من اليوم الأول ودون معوقات.
ويشهد اليوم الثانى والعشرين انسحاب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع، خاصة محور نتساريم ومحور ميدان الكويت، شرق شارع صلاح الدين إلى منطقة قريبة من الحدود، وتفكيك المواقع والمنشآت العسكرية تمامًا، واستمرار عودة النازحين إلى أماكن سكنهم «دون حمل سلاح»، واستمرار حرية التنقل للسكان فى جميع مناطق القطاع.
ويتم إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود بدءًا من اليوم الأول، بواقع ٦٠٠ شاحنة يوميًا، منها ٥٠ شاحنة وقود، على أن يتم تخصيص ٣٠٠ شاحنة للشمال، ويتم إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء، والمعدات اللازمة لإزالة الركام، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز فى جميع مناطق القطاع.
أما بخصوص تبادل الرهائن والأسرى بين الجانبين، فيتم الإفراج عن المدنيين من النساء والأطفال الإسرائيليين، حيث تطلق «حماس» سراح جميع المحتجزين الأحياء من النساء المدنيات والأطفال دون سن ١٩ عامًا، على أن تفرج تل أبيب مقابل كل محتجز يتم إطلاق سراحه عن ٣٠ أسيرًا طفلًا وامرأة فلسطينية، وفقًا لقوائم تقدمها الحركة حسب الأقدمية فى الاعتقال.
كما تطلق «حماس» سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من كبار السن فوق ٥٠ عامًا، والمرضى والجرحى المدنيين، ومقابل كل محتجز يتم إطلاق سراحه تطلق إسرائيل سراح ٣٠ أسيرًا من كبار السن والمرضى.
كما تطلق الحركة سراح جميع المجندات الإسرائيليات الأحياء، ومقابل كل مجندة تطلق إسرائيل سراح ٥٠ أسيرًا موزعين بين ٣٠ حكمًا مؤبدًا، و٢٠ بأحكام أخرى لا تزيد على ١٥ عامًا.
وتتم جدولة عملية تبادل الأسرى، بحيث يشهد اليوم الأول إطلاق «حماس» سراح ٣ أسرى إسرائيليين مدنيين، ويشهد اليوم السابع إطلاق «حماس» سراح ٤ أسرى إسرائيليين آخرين مدنيين. وبعد ذلك، تطلق «حماس» سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين إضافيين كل سبعة أيام، مع أولوية للنساء المدنيات والمجندات، وفى الأسبوع السادس تطلق «حماس» سراح جميع الأسرى المدنيين المتبقين، كما يتضمن نفس الأسبوع إطلاق سراح ٤٧ أسيرًا من صفقة «شاليط» المعاد اعتقالهم.
ويتضمن الاتفاق شروطًا إضافية، منها أن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لن يعاد اعتقالهم لنفس التهم السابقة، ولا يتم إجبارهم على التوقيع على أى وثيقة شريطة الإفراج، وأن تكون عملية التبادل مرتبطة بالالتزام الكامل ببنود الاتفاق.
كما ينص على استمرار إدخال المساعدات الإنسانية والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل المرافق الصحية، مع إنشاء ٦٠ ألف مسكن مؤقت «كرفان»، و٢٠٠ ألف خيمة للنازحين، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الركام وإعادة تأهيل البنية التحتية.
أما مفاوضات المرحلة الثانية، فتبدأ بشكل غير مباشر بين الطرفين، فى موعد أقصاه اليوم الـ١٦، حول شروط تنفيذ المرحلة، خاصة تبادل الأسرى، ويجب التوصل إلى اتفاقات حول هذا الموضوع قبل نهاية الأسبوع الخامس.
وتشمل المرحلة الثانية، التى تتضمن ٤٢ يومًا، إعلان الهدوء المستدام، ووقف دائم للعمليات العسكرية وجميع الأنشطة العدائية، ودخول هذا الوقف حيز التنفيذ قبل بدء تبادل الأسرى.
كما تتضمن إطلاق سراح بقية المدنيين والجنود الإسرائيليين الأحياء مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية خارج قطاع غزة.
كما تستغرق المرحلة الثالثة ٤٢ يومًا، وتتضمن تبادل الجثامين ورفات الموتى بعد التعرف عليهم، وتنفيذ خطة إعادة إعمار لمدة ٣ إلى ٥ سنوات، تشمل إعادة بناء المنازل والمبانى المدنية والبنية التحتية، وتعويض المتضررين، بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.