رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

90 حركة و3 ملايين قطعة سلاح.. هل تتجه السودان نحو الحرب الأهلية؟

نجلاء مرعي
نجلاء مرعي

قالت أستاذ العلوم السياسية الدولية والباحثة في الشأن الإفريقي، نجلاء مرعي، إن الأزمة في السودان تتصاعد بشكل خطير، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول المستقبل، فمنذ اندلاع النزاع في منتصف أبريل 2023، شهدنا تحولًا ملحوظًا في ديناميكية الصراع، أدى إلى تغييرات جذرية في واقع الحرب، مع اتساع رقعة القتال لتشمل أكثر من 70% من مساحة البلاد.

وأضافت مرعي، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن الأفق السياسي يبدو مغلقًا، مما يزيد من المخاوف بشأن سيناريو الفوضى الذي يحمل تداعيات كارثية محليًا وإقليميًا. 

وتشير المؤشرات إلى احتمال اتجاه السودان نحو حرب أهلية شاملة، خاصة في ظل تزايد عمليات الحشد القبلي وتسلح المواطنين، حيث يوجد حاليًا أكثر من 3 ملايين قطعة سلاح و90 حركة مسلحة تعمل في البلاد.

تأثير الأوضاع الإقليمية

 


تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الداخلية في البلدان المجاورة، مثل تشاد وإثيوبيا، تؤثر بشكل كبير على الأزمة السودانية، فاحتدام المعارك في مناطق الحدود يزيد من مخاوف انتقال الفوضى إلى الدول المجاورة، وتزايد هذه الفوضى قد يوفر بيئة مناسبة للجماعات المتشددة العابرة للحدود، مما يعقد الوضع الأمني أكثر.

ولفتت "مرعي" إلى أن عشر مبادرات إقليمية ودولية فشلت في إنهاء الحرب، حيث يتمسك كلا الطرفين بالحسم العسكري، مع عدم وجود أي مؤشرات على توجه نحو اتفاق لإنهاء النزاع، ويعكس ذلك عدم اكتراث الأطراف بمعاناة المدنيين وتبعات الأعمال العدائية على حياتهم.

وأشارت إلى أن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى مراحل حرجة. الحرب استنزفت موارد البلاد بشكل كبير، حيث أكدت تقارير مجلس حقوق الإنسان في جنيف أن الشعب السوداني يواجه أسوأ الأزمات الإنسانية. وتسهم ممارسات الإفلات من العقاب والتوترات العرقية في تفاقم هذه الأوضاع، مما يضع المدنيين في مرمى النيران ويعرضهم للهجمات العشوائية.

ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، تسببت الحرب في نزوح أكثر من 14 مليون شخص، وهو أسوأ نزوح على مستوى العالم لهذا العام. ولدينا 11 مليون نازح داخليًا وأكثر من 3 ملايين فروا إلى الدول المجاورة، بما في ذلك مصر.

الحاجة إلى تحركات دبلوماسية


وتابعت أن: جهود الإغاثة تواجه تحديات كبيرة، حيث لا تصل المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق بسبب الأوضاع الأمنية. إن الحاجة إلى تحركات دبلوماسية جادة تتزايد، وذلك لإعادة الاستقرار إلى السودان ولضمان الأمن والسلام الإقليميين. الحوار الشامل والتعاون الإقليمي يعتبران ضروريين للخروج من هذا المأزق.

واختتمت "مرعي" أنه يبقى الوضع في السودان متأزمًا، مما يتطلب اهتمامًا دوليًا عاجلًا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.