سارة وأخواتها
تعانى الرياضة المصرية من أزمة كبيرة بسبب بعض المسئولين عن الاتحادات، وتتمثل هذه الأزمة فى عدم إجادة فن استثمار المواهب خاصة فى ظل الإمكانات الكبيرة التى توفرها الدولة المصرية فى الوقت الحالى.
وتمتلك الرياضة المصرية العديد من المواهب و«الفلتات»، على رأسها الموهبة الفذة سارة سمير البطلة الأوليمبية فى رفع الأثقال وصاحبة ميداليتين أوليمبيتين والمرشحة بقوة للحصول على ميدالية أوليمبية ثالثة فى أوليمبياد لوس أنجلوس 2028 لكن يبدو أن مجلس إدارة اتحاد رفع الأثقال يسير ضد مصلحة البطلة وضد اللعبة بشكل عام ولا يجيد فن استثمار المواهب الذى أشرنا إليه فى البداية، وذلك باتخاذ قرارات دون دراسة كان آخرها مشاركة اللاعبة فى بطولة العالم التى اختتمت مؤخرًا بالبحرين.
حصلت سارة على ميداليتين فضيتين فى البطولة بمنافسات وزن 81 كجم، الأولى فى الخطف برفع ثقل 149 كجم، والثانية فى المجموع برفع 262 كجم، وبفارق 16 كيلو كاملة عن بطلة الصين لياو جويفانج صاحبة المركز الأول، ورغم أن ميداليتى سارة هو التتويج الوحيد لمنتخب مصر الذى شارك فى البطولة بلاعبين ولاعبتين فقط إلا أن أرقام بطلتنا الأوليمبية.
تراجعت بشكل كبير ولم تصل لأرقامها فى أوليمبياد باريس سواء فى الخطف أو الكلين والنطر، كما أنها حصلت فى البطولة الماضية على ثلاث ميداليات ذهبية وهو مؤشر خطير يؤدى إلى القلق حول حلم حصول اللاعبة على الميدالية الأوليمبية الثالثة، وتؤكد هذه الأرقام أن قرار مشاركة اللاعبة فى البطولة خطأ كبير، خاصة أنها لم تستعد لها بالصورة الصحيحة والكافية وكان يجب عدم مشاركتها والتفرغ للاستعداد للموسم الجديد بطريقة جيدة وبأسلوب علمى يتناسب مع سن اللاعبة وعمرها التدريبى حتى لا تتعرض لأى اصابات أو انتكاسات.
أما عن نتائج باقى لاعبى مصر فى البطولة فحققت رحمة أحمد المركز الرابع فى البطولة فى وزن 87 كجم بمنافسات السيدات.
وفى منافسات الرجال جاء محمود حسنى فى المركز الثامن بالترتيب العام فى ميزان 96 كجم، وفى منافسات وزن 102 كجم جاء ياسر حمدان فى المركز الـ24 والأخير وهى نتائج كارثية خاصة أن منتخبنا حصد فى البطولة الماضية 7 ميداليات منها 5 ميداليات ذهبية.
انتبهوا أيها السادة فإن رياضة رفع الأثقال منجم الميداليات المصرية فى الدورات الأوليمبية، تسير إلى الخلف بسبب سوء إدارة وتخطيط فى منظومة رفع الأثقال المصرية، وغياب واضح للخطط طويلة المدى التى تهدف إلى خلق أجيال جديدة من اللاعبين، وعدم وجود اهتمام بتطوير المواهب الشابة واكتشافها والدليل على ذلك مشاركتنا فى بطولة العالم بـ4 لاعبين فقط وهو عدد لا يتناسب إطلاقًا مع تاريخ رفع الأثقال المصرية التى كان لها حضور قوى فى كل بطولات العالم السابقة.
لكن يبدو أن اتحاد رفع الأثقال يعتمد فقط على لاعبة واحدة للحصول على ميداليات وهى بطلتنا سارة سمير وهو خطأ فادح قد يعرضها إلى مشاكل عديدة، لذا يجب التعامل معها باستراتيجية خاصة والحفاظ عليها لأطول وقت ممكن، خاصة أنها ثروة قومية ومعدن نفيس وأحد أعمدة الرياضة المصرية وعليها تعقد الآمال لرفع العلم المصرى فى أوليمبياد لوس أنجلوس وهو ما يجعلنا نتوجه بنداء عاجل وقبل فوات الأوان إلى اتحاد رفع الأثقال. أيها السادة حافظوا على سارة وأخواتها.