رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بلدية بيت لحم: احتفالات الميلاد هذا العام ستقتصر على الصلوات والشعائر الدينية

احتفالات الميلاد
احتفالات الميلاد ببلدية بيت لحم

عقدت بلدية بيت لحم المؤتمر الصحفي السنوي التقليدي لإطلاق رسالة الميلاد من بيت لحم، مهد السيد المسيح، إلى العالم، بالتعاون مع شركائها: وزارة السياحة والآثار، محافظة بيت لحم، وجهاز الشرطة الفلسطينية ببيت لحم، وذلك اليوم السبت الموافق 21/12/2024، في قاعة فيينا في بلدية بيت لحم.

وكان ذلك بحضور وزير السياحة والآثار هاني الحايك، وعطوفة محافظ بيت لحم محمد طه أبوعليا، ورئيس بلدية بيت لحم المحامي أنطون سلمان، ومدير شرطة محافظة بيت لحم سيادة العميد مراد قنداح، ونائب رئيس البلدية الأستاذ حنا حنانيا، ومدير مكتب الرئيس، منطقة الجنوب، الأخت رنا ملحم، ومدير مكتب اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شئون الكنائس في محافظة بيت لحم جهاد خير، والآباء الأجلاء، ورؤساء الأجهزة الأمنية، وعضو اللجنة والسيدات وأعضاء المجلس البلدي، وممثلى مؤسسات وجمعيات بيت لحم، وممثلى الوكالات الإعلامية والصحافة.

بدأ المؤتمر الصحفي، الذي تولت عرافته مسئولة الإعلام والترويج الآنسة روبينا صابات، بدقيقة صمت إجلالًا لأرواح شهداء الوطن، وشهيد اليوم الطفل محمد رشايدة الذي استشهد نتيجة انفجار من مخلفات الاحتلال، وتلاها وقفة اعتزاز وفخر للنشيد الوطني الفلسطيني. 

وافتتح رئيس بلدية بيت لحم، المحامي أنطون سلمان، المؤتمر بآيةٍ من الكتاب المقدس، استذكر فيها كلمات ملاك الرب للرعاة: "لا تَخافوا، ها إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ يَكونُ فَرحَ الشَّعبِ كُلِّه: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو المَسيحُ الرَّبّ".  بهذه العبارات التي حملت النور والسلام، بُشر العالم بميلاد الطفل يسوع، الذي كان نقطة تحول في تاريخ الإنسانية نحو قيم المحبة والعدل والسلام.

وأشار إلى أن مدينة بيت لحم، عاصمة الميلاد، ليست بعيدة عن معاناة شعبها الفلسطيني. فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعاني المدينة من عزلة خانقة نتيجة القيود المفروضة عليها، وتوقف السياحة، وإغلاق الأبواب أمام الحجاج، وتجمد الحركة الاقتصادية، ما فاقم معاناة المواطنين. ورغم كل ذلك، تبقى رسالة الميلاد شعلة أمل.

وفي هذا الإطار، أعلن رئيس بلدية بيت لحم، المحامي أنطون سلمان، عن أن احتفالات الميلاد هذا العام ستقتصر على الصلوات والشعائر الدينية تضامنًا مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين، ورفضًا للظلم والقهر الذي يتعرضون له. وأكد سلمان أن جوهر الميلاد يكمن في الإيمان والصلاة، وفي تجديد الأمل بالحرية والعدالة.

وأضاف: "من قلب بيت لحم، ندعو شعوب العالم المحبة للسلام إلى تبني قيم الميلاد؛ قيم المحبة، والعدل، والسلام. ودعاهم ليكونوا صوتًا للحق والإنسانية، متضامنين مع كل من يعاني الألم والجوع والاضطهاد".

وفي ختام رسالته، دعا سلمان الجميع للصلاة والعمل من أجل مستقبل أفضل تسوده قيم الحرية والكرامة، معتبرًا الميلاد فرصة لتجديد الإيمان بالأمل والسلام.

من جانبه، أشار وزير السياحة والآثار إلى أن هذه المناسبة تحمل أسمى معاني الإنسانية، حيث وُلد رسول السلام ليضيء برسالته السامية التي تدعو إلى التآخي والمحبة بين البشر. رغم المعاناة المستمرة التي يواجهها شعبنا بفعل العدوان والاحتلال، يثبت الفلسطينيون صمودهم وتمسكهم بحقهم المشروع في الحرية والاستقلال. مُشيرًا إلى أنه في ظل التحديات، خاصة التي تواجه قطاع السياحة نتيجة العدوان، تواصل وزارة السياحة والآثار جهودها للحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وتعزيز مكانة فلسطين السياحية عالميًا.

ونوّه بأنه بسبب توقف السياحة الوافدة الأجنبية، التي أصبحت لا تتعدى 3% من السياحة الوافدة قبل العدوان، يتكبّد قطاع السياحة خسائر فادحة تُقدر بأكثر من مليار دولار منذ بداية العدوان، منها حوالي 600 مليون دولار خسرتها بيت لحم وحدها، بالإضافة إلى الخسائر غير المباشرة. كما ارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 36%، وزادت نسبة الفقر، حيث إن حوالي 30% من سكان بيت لحم بلا مصدر دخل.

وأشار إلى أن إعلان قداسة البابا فرنسيس عن إدراج كنيسة المهد ضمن مواقع الحج لعام اليوبيل 2025 يشكل فرصة لدعم السياحة الفلسطينية. ووجّه دعوة للعالم لزيارة فلسطين، ودعم اقتصادها، والتضامن مع شعبها في نضاله المشروع لتحقيق الحرية والسلام، متمنيًا أن تحلّ أعياد الميلاد القادمة وقد تحققت أماني شعبنا في الاستقلال، ليصبح عيد الميلاد عيدًا للسلام والمحبة.

بدوره، شكر عطوفة المحافظ ممثلي الكنائس وبلدية بيت لحم على قرارهم الحكيم باقتصار الاحتفالات الميلادية المجيدة على الشعائر الدينية. وأكد أن الاحتلال يسعى إلى خلق بيئة طاردة للحياة من خلال ممارساته اليومية وانتهاكات المستوطنين المدعومة من الجيش الإسرائيلي، خاصة في محافظة بيت لحم، التي تواجه استهدافًا ممنهجًا مماثلًا للقدس، ومحاصرة منذ أكثر من 450 يومًا بفعل الإغلاقات التي تفصل المدن والقرى.

وأشار إلى أن بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام وبوابة فلسطين إلى العالم، ترسل رسالة سلام ومحبة إلى شعوب الأرض، لعل هذا العالم الذي يتجاهل معاناة الفلسطينيين يسمع صوتهم عبر هذه المدينة. ورغم الحزن الذي يخيّم على أعياد الميلاد في فلسطين هذا العام، أشار عطوفته إلى بقاء الأمل متجذرًا في وحدة الشعب الفلسطيني.

كما أشاد بجهود المؤسسة الأمنية في التصدي للسلوكيات السلبية والحفاظ على الأمن والأمان. وختم بتمنياته بأعياد ميلاد مجيدة، "مع الأمل بأن تكون الاحتفالات القادمة في القدس وبيت لحم وقد نال شعبنا حريته واستقلاله".

من ناحيته، قدم مدير شرطة محافظة بيت لحم، باسم قيادة الشرطة الفلسطينية، ممثلة بسيادة اللواء علام السقا مدير عام الشرطة، وباسم قادة ومدراء المؤسسة الأمنية في محافظة بيت لحم، التهاني والتبريكات لأبناء الطوائف المسيحية بمناسبة اقتراب أعياد الميلاد المجيدة، متمنيًا أعيادًا آمنة وسعيدة، ومؤكدًا التزام القيادة الفلسطينية بتوفير الأجواء المناسبة للأعياد الميلادية المجيدة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى.

وأوضح أن خطة العمل تشمل نشر العناصر في المواقع المركزية المحيطة بكنيسة المهد والطرقات المؤدية إليها، مع تنفيذ إجراءات تنظيمية تتضمن إغلاق بعض الطرق وتحويل حركة السير إلى مسارات بديلة، وتخصيص مواقف للمركبات الرسمية والمواطنين. كما سيتم تعزيز التدابير الأمنية لضمان سلامة الزوار والوفود الرسمية. ودعا المواطنين إلى التعاون والالتزام بتعليمات الشرطة، مؤكدًا ضرورة الإبلاغ عن أي تصرفات مشبوهة للحفاظ على الأمن والأمان. 

وشدد على أهمية دور المجتمع في دعم جهود الأجهزة الأمنية، لضمان سير الأعياد المجيدة بسلاسة، بما يعكس روح التآخي والوحدة الوطنية التي تعبر عنها مدينة بيت لحم خلال هذه المناسبة.