اتحاد تنس «الطايرة»
فى أحد أيام عام 2008، وبالتحديد يوم الجمعة 14 نوفمبر، أقيمت انتخابات الاتحاد المصرى للكرة الطائرة؛ لاختيار مجلس إدارة جديد خلفًا لمجلس الدكتور عمرو علوانى، الذى منعته اللوائح من الترشح للانتخابات؛ بسبب تطبيق بند الثمانى سنوات، ليعلن علوانى دعمه لقائمة حسن أحمد، نائب رئيس الاتحاد فى ذلك الوقت، ومعه خالد ناصف ومنى عبدالكريم وأحمد عبدالدايم وياسر قمر وعوف همام ضد على السرجانى وقائمته، التى تضم على حسب الله وأيمن العايدى وعماد فاروق ومنصور محمدى وهشام صلاح.
وأسفرت الانتخابات، التى أقيمت فى أجواء شديدة التوتر، عن فوز على السرجانى بمنصب الرئيس ولم ينجح أى مرشح من قائمته، فى الوقت الذى نجح فيه كل أعضاء قائمة حسن أحمد، أو بالأحرى قائمة علوانى؛ ليصبح مجلس إدارة الاتحاد رئيسًا بلا قائمة أو قائمة بدون رئيس؛ ليدخل الاتحاد وقتها فى مشاكل بالجملة، استمرت لأربع سنين متواصلة، بل امتدت للدورة الانتخابية التالية؛ بسبب عناد كل الأطراف لتصبح سيرة كرة «الطايرة» وقتها على كل لسان.
وبعد مرور 16 عامًا بالتمام والكمال يتكرر المشهد مرة أخرى، ولكن هذه المرة نراه فى انتخابات اتحاد تنس الطاولة، والتى أقيمت، الجمعة الماضى، حيث تنافس فى الانتخابات قائمتان، الأولى برئاسة أشرف حلمى ومعه محمد الماوى وهشام ناجى وسامى سعيد ورغد مجدى، والثانية برئاسة تامر وفقى، وهى القائمة المدعومة من معتز عاشور، رئيس الاتحاد السابق، والذى تم استبعاده من خوض الانتخابات بقرار من اللجنة الأوليمبية المصرية وأيدته محكمة القضاء الإدارى برفضها الدعوى التى أقامها معتز عاشور.
وأسفرت نتيجة الانتخابات عن فوز أشرف حلمى بمنصب الرئيس ولم ينجح من قائمته أى مرشح على أى منصب فى الوقت، الذى فاز فيه خالد الحنفى بمنصب نائب الرئيس ومحمود أباظة أمينًا للصندوق وفى العضوية فاز كل من: هبة حامد وأشرف عبدالفتاح ووليد عبدالعال وعمرو فهمى، وجميعهم إما من قائمة تامر وفقى، أو كانوا ضمن قائمة معتز عاشور قبل قرار استبعاده من الانتخابات.
وفور إعلان النتيجة قام بعض الناجحين بتهنئة معتز عاشور، وهو الأمر الذى أدى إلى تخوف شديد داخل أسرة تنس الطاولة من حدوث مشاكل داخل الاتحاد وانقسام يؤدى إلى نهاية لعبة لامست حدود العالمية ودوامة من المشاكل والقضايا قد تذهب معها اللعبة إلى مهب الريح، وهو الأمر الذى سيؤدى إلى ضياع مواهب عديدة، منها عمر عصر ودينا مشرف وهنا جودة ومروان جمال ومريم يونس وفريدة ثابت وبدر مصطفى وغيرهم.
الآن وبعد انتهاء العملية الانتخابية وخوفًا على رياضة نحلم جميعًا بوصولها فى يوم نراه قريبًا عن أى وقت مضى إلى منصات التتويج الدولية والأوليمبية يجب على الجميع تغليب المصلحة العامة على أى مآرب شخصية وضرورة الالتفاف حول مجلس الإدارة ودعمه ودعم رئيسه، الذى يمتلك تاريخًا كبيرًا، سواء على المستوى الفنى أو الإدارى والعمل كمجموعة واحدة، خاصة أن مجلس الإدارة يضم أعضاء ليسوا بغرباء عن العمل الإدارى بشرط وضع مصلحة اللعبة فوق أى اعتبار وحتى لا تتحول تنس الطاولة إلى تنس «الطايرة».