شاركونا.. المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين المصريين
يظن البعض أن مهنة الصحافة فقدت بريقها، وإن كانت هى الركيزة الأولى لأى عمل إعلامى.. قد تختلف الصحافة عن سائر المهن، كونها رسالة قبل أن تكون مهنة.. إذ تعد الصحافة أداة مهمة فى المجمتع، بما تقدمه من معلومات وأخبار وتحليلات تسهم فى تشكل الرأى العام وارتباط الفرد بالمجتمع المحيط به، وكيفية اتخاذ قرارته فى ضوء ما يصل إليه من أخبار وموضوعات مختلفة.
ما بين نقل الصحفى المعلومات ومخاطر المهنة، التى لا يعرفها الكثيرون، تطفو على السطح مشكلات تتعلق بطبيعة عمل الصحفى، التى تؤثر على حياته الشخصية وفقدانه بعض حقوقه. فالصحفى يعمل فى بيئة خاصة، تتطلب منه واجبات قد تبعده أحيانًا عن المطالبة بحقوقه.. ومن هذا المنطلق جاء المؤتمر السادس العام لنقابة الصحفيين المصريين، الذى يبدأ فعالياته السبت المقبل؛ بهدف فتح مجال الحوار وتبادل الرؤى ومستجدات الأمور، بما يجب أن تكون عليه المؤسسات الصحفية المصرية.
لعلك عزيزى القارئ لا تعرف عن مهنة الصحافة سوى المقولة الشهيرة «مهنة البحث عن المتاعب»، ولا تملك تفاصيل تلك التحديات.. إلى جانب أنها مهنة شاقة ومتعبة، ويعانى الصحفى، كما يعانى أفراد المجتمع من مشاكل عامة- لا داعى للخوض فيها- هناك تحديات تواجه الجماعة الصحفية فى أمور المهنية، جاءت الفرصة سانحة لنتحدث عنها.. منذ أشهر مضت، عكف القائمون على المؤتمر على دراسة أهم التحديات وصياغتها فى محاور محددة ترى جموع الصحفيين أهمية طرحها وسبل الحل من واقع جلسات آنفة تعقد ضمن فعاليات المؤتمر.
نعلم جميعًا عزيزى «المتلقى» المواطن، أنك غير راض إلى حد كبير عن حالة الفوضى التى تسببت فيها وسائل التواصل الاجتماعى وتأثيرها على مهنة الصحافة، لاسيما عملية البث المباشر، سواء كان نقلًا للأحداث أو خروج البعض من غير المتخصصين وملء الفضاء بالمعلومات المغلوطة وغير الصحيحة، لهذا خصص المؤتمر محورًا رئيسيًا يتعلق بالتدريب وتطوير المحتوى بما يواكب تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.. هكذا يكون وعد نقابة الصحفيين أن تساعد الصحفى الشاب وفى كل مراحل العمر فى كيفية تطوير أدواته التى تساعده على تقديم محتوى صحفى مكتوب باحترافية عالية مع الالتزام بمعايير المهنة، خاصة أن أغلب القراء ومن يتعاطون الصحافة حريصون على الإبقاء على الجريدة الورقية بالتوازى مع مواقعها الإلكترونية، وهذه القضية محل اهتمام صناع المهنة بإعلانهم أن المحتوى الجيد والتحليل وكتابة ما وراء الخبر هو الضمانه الحقيقية لاستمرار المهنة بقوة دون تراجع، وبخطوات تسبق ما يبث على وسائل التواصل الإجتماعى.
دعنا عزيزى القارئ نواصل معك قضايا الصحافة والقائمين عليها.. فيما يخص المؤسسات الصحفية العريقة، يقدم المؤتمر أوراقًا بحثية تتعلق بالتطوير الإدارى للمؤسسات ومعالجة تشوهات الهيكل المالى والاقتصادى، بما يضمن تقليل الخسائر المالية وتعظيم موارد تلك المؤسسات. أيضًا تعديل لائحة الأجور، وهى الأهم بالنسبة للصحفى؛ حتى يتسنى له تلبية احتياجاته ولا يظل شغله الشاغل هو الحصول على موارد رزق أخرى، ومن ثم يتفرغ للعمل الصحفى، كما أن الاهتمام بمظهره العام جزء أصيل من شخصية الصحفى، فهو واجهة مشرفة تعبر عن مكانة المهنة فى المجتمع.
نأتى إلى محور التشريعات والحريات وسؤال المواطن «فين حرية الصحافة؟» فين صوت نقابة الصحفيين قلعة الحريات؟.. إن الحرية تأتى تحت مظلة من التشريعات والقوانين العامة للدولة والقانون الخاص بنقابة الصحفيين.. هذا المحور يلقى بالغ الأهمية، حيث تم إعداد مسودة قانون إلغاء العقوبات السالبة للحرية فى قضايا النشر والعلانية، بالإضافة إلى أبرز القيود التشريعية المفروضة على الحرية الشخصية للصحفيين وحرية ممارسة مهنة الصحافة، على ضوء التطورات القانونية والقضائية الأخيرة.
حرية الصحافة ليست حرية التعبير فحسب، إنما حرية تداول المعلومات، أو بالأحرى كيف تكتسب المعلومة حريتها وتنطلق من مصدرها وتنتشر إلى العامة من خلال وسيط هو الصحفى ووسيلة هى المطبوعة أو الموقع الإلكترونى.. إنها مهمة شاقة لعمل الصحفى، فى ظل منع وحجب المعلومات.. سيناقش المؤتمر هذا المحور ويمنحه جلسات مستفيضة، فإن تحررت المعلومات امتلك الصحفى أهم أدواته، وهى الحصول على المعلومة أساس عمله الصحفى.
عقدت الجماعة الصحفية، على مدار عقود، مؤتمرات خمسة، قدموا خلالها مقترحات وتوصيات خرجت إلى النور هى بمثابة مرجع ضرورى لمؤتمر الصحافة السادس. خاصة أن هذا المؤتمر له مذاق خاص وإحساس مختلف؛ لأنه يحمل شعار فلسطين رمز البطولة والصمود. إن عمل الصحفيين المستمر من أجل نقابتهم ومهنتهم عمل مستمر يكمل بعضه البعض؛ من أجل مهنة تستحق منا جميعًا التضحية والمثابرة والعمل الجاد بما يليق بصاحبة الجلالة.. عاشت الصحافة المصرية.. عاشت الجماعة الصحفية.