رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسى لـ"الدستور": "المجاعة قد تفتك بملايين السودانيين"

السودان
السودان

قال المحلل السياسي السوداني، محمد إلياس، إن أزمة الجوع في السودان مرتبطة بشكل كبير بالصراع الدائر في البلاد، خصوصًا في المناطق المنتجة للغذاء، حيث إن الصراع محتدم الآن في ولايات وسط وغرب السودان ويشهد تصعيدًا كبيرًا.

وتابع: هذه المناطق من أهم المناطق المنتجة للغذاء في السودان، خاصة الحبوب التي يتم تصنيع الطعام منها، وتنتج هذه المناطق الحبوب الغذائية مثل الفول السوداني وفول الصويا، وأيضًا السمسم، التي تميز السودان بشكل خاص".

انتشار العصابات المسلحة  

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه مع استمرار الصراع، بدأت عصابات مسلحة تنتشر في العديد من هذه المناطق، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية وتأثير ذلك على الإنتاج الزراعي. 

كما أدى الصراع في هذه المناطق إلى تعطيل الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ، ما جعل العديد من المزارعين يهربون من مناطقهم، حيث إن الزراعة تعتمد بشكل أساسي على الاستقرار الأمني.

وتابع: "توقف معظم المصالح الاقتصادية في ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة بعد دخول قوات الدعم السريع أثر بشكل كبير على الإنتاج المحلي للغذاء. بالإضافة إلى ذلك، اضطر السودان لاستيراد معظم المواد الغذائية رغم أنه كان يُعتبر من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية، حيث تقدر المساحات المزروعة في السودان بأكثر من 40 مليون هكتار، تتوزع على مناطق القضارف وسنار والنيل الأبيض في الشرق، وكذلك في دارفور وكردفان في الغرب".

وأشار إلى أن "حالة انعدام الأمن تؤثر بشكل كبير على الزراعة، خاصة أن العديد من هذه المشاريع تعتمد على هطول الأمطار الموسمية. وقد تسببت الحروب والنزاعات في نزوح العديد من الأسر من مناطق الإنتاج إلى مناطق أخرى بحثًا عن الأمان، ما فاقم من أزمة الغذاء في البلاد".

وأوضح أن "الصراع المستمر بين الأطراف العسكرية أدى إلى تدهور الوضع الأمني في العديد من المناطق، ما تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع أسعار السلع. المجتمع الدولي بدأ يلاحظ هذه الكارثة الإنسانية، حيث تتجاوز أعداد النازحين واللاجئين 18 مليون شخص. النزوح الكبير من منطقة شرق جزيرة السودان إلى ولايات أخرى أدى إلى خلق أزمة إنسانية ضخمة، خصوصًا في ولايات دارفور وكردفان التي تتعرض للحصار بسبب تمدد العمليات العسكرية".

واختتم: "الحاجة الآن ملحة لتقديم الدعم الدولي العاجل لمنع وقوع مجاعة قد تفتك بالملايين من المواطنين السودانيين، خاصة في المناطق التي تشهد أكبر قدر من الصراع. الوضع في السودان يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل أكبر".