المفتى: حقوق الإنسان فى الإسلام ليست مجرد شعارات تردد فى المحافل
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن حقوق الإنسان في الإسلام ليست مجرد شعارات تردد في المحافل، ولا مبادئ تخلد في الأوراق، بل هي فرائض تؤدى، وأمانات تحفظ، وواجبات تصان، ولقد أرسى النبي الكريم هذا الميثاق الإنساني العظيم في خطبة الوداع، حينما قال صلوات الله عليه: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا رواه مسلم.
وأضاف مفتي الجمهورية، في بيان اليوم الثلاثاء، أن رسالة السماء تجلت في إعلان إلهي خالد جعل من الكرامة البشرية حجر الزاوية في بناء الحياة الإنسانية، حين قال سبحانه: ولقد كرمنا بني آدم [الإسراء: 70]، فأضحت كرامة الإنسان حقا أصيلا لا ينتزع ولا يساوم عليه، وواجبا مقدسا تناط به كل الشرائع، وتعزز من أجله كل القيم.
وأشار إلى أنه بهذا البيان النبوي الرصين، ارتقت الحقوق إلى مستوى العهد المقدس، وحصنت بمنظومة أخلاقية ترعى التعايش السلمي، وتؤكد قدسية الحقوق وحرمة انتهاكها، وفي يوم كهذا نستدعى إلى استحضار تلك المبادئ الربانية التي أمرت بالعدل المطلق والإحسان العظيم، كما قال تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان [النحل: 90]، وإلى تذكر تلك النعمة العظيمة التي وهبها الله لعباده حين قال: وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون [الأعراف: 10].
وطالب بأن هذا اليوم العالمي سيكون نداء صادقا إلى الإنسانية أن تتجرد من نزعات الأنانية وتلتف حول نداء العدل والرحمة، ذلك النداء الذي يصوغ من الحقوق والواجبات ميثاقا يحقق التكامل بين البشر، ويحيي ضمير العالم بأسره، إنها لحظة لإعادة إحياء المبادئ الإلهية التي وضعت لتكون منارة للبشرية نحو العدالة الشاملة والسلام الدائم، ولنجعل منه دعوة عالمية لاسترداد الكرامة، وإقامة ميزان العدل، حتى يكون الإنسان أخا لأخيه، تتكامل جهودهما في بناء عالم يليق بجلال الكرامة الإنسانية التي أكرمها الله ورسخ أركانها في رسالاته الخالدة.