الريس حبشى ومنتخب سيدات اليد
هنعمل إيه ياريس حبشى؟ ما تعملش حاجة إحنا اللى هنعمل؟
تلك جملة حوارية من أحد مشاهد فيلم «الفرح» بين خالد الصاوى «المعلم زينهم» ومحمود الجندى «الريس حبشى».. وكان تساؤلًا عن مصير استئناف الفرح بعد وفاة أم البطل.. الفرح الذى لو كان قد تم استئنافه فستهجر روجينا «صفية» زوجها المعلم زينهم، ويتم قتل باسم سمرة «حسن الحشاش» على يد دنيا سمير غانم «سميرة»، وينكشف أمر صلاح عبدالله «المونولوجست صلاح وردة» أمام ابنه.. وغيرها من الأحداث المأساوية التى كانت عقابًا على قرار خاطئ.
هذا المشهد ينطبق تمامًا على حالة منتخب مصر لسيدات كرة اليد، ففى الثانى عشر من سبتمبر الماضى، وأثناء وجوده فى معسكر تحضيرى لبطولة إفريقيا- انتهت أمس بالكونغو – قرر الجهاز الفنى عقد اجتماع مع اللاعبات الساعة الحادية عشرة والنصف ليلًا، أبلغهن خلاله بقرار الاتحاد المصرى لكرة اليد بعدم المشاركة فى بطولة إفريقيا، وحل منتخب السيدات، لتنهار اللاعبات فى البكاء، وحاولن التواصل مع مسئولى الاتحاد، لكن باءت محاولتهن بالفشل، ليصاب الجميع بالصدمة، خاصة أن المنتخب كان فى مرحلة الاستعداد للسفر إلى التشيك لمعسكر خارجى قبل البطولة.
وكان من ضمن حُجج الاتحاد بحل المنتخب أنه لا يحقق نتائج جيدة، لأنه جاء فى المركز الثامن فى بطولة 2022، بالإضافة إلى التكاليف المالية التى قد تصل إلى خمسة ملايين جنيه، وهو مبلغ يعتبره الاتحاد كبيرًا.
هذا القرار بالتأكيد سيعقبه حل المنتخب وتسريح اللاعبات، وستفقد أكثر من لاعبة المشاركة فى بطولة إفريقيا المقبلة، بسبب عامل السن وسيتم ضياع جيل كامل وأيضًا ضياع جيلى الناشئات والشابات وتقهقر كرة اليد النسائية المصرية إلى الوراء لأكثر من ست سنوات!
لكن.. ولأن اللاعبات لديهن حلم وواثقات فى قدراتهن، كان لديهن إصرار كبير على المشاركة، وقمن بتصعيد الأمر، واتخاذ بعض الخطوات منها: إصدار بيان برفض القرار، وتقديم شكاوى إلى وزارة الشباب والرياضة، وعرضت أسر اللاعبات تحمل تكاليف السفر والمشاركة فى البطولة، ليرضخ الاتحاد أخيرًا لرغبة اللاعبات.
وبعد تدخل الدولة.. يسافر المنتخب إلى الكونغو، ليقدم أداءً بطوليًا، ويفوز على الكونغو والجزائر وكينيا والرأس الأخضر، ويخسر من السنغال- حصل على المركز الثانى- فى البطولة، ليحتل المركز الثانى فى مجموعته، ويتأهل لدور الثمانية ويفوز على جمهورية الكونغو صاحب الأرض والجمهور والمدجج بلاعبات محترفات ليحصل على المركز الرابع ويتأهل منتخب السيدات لكأس العالم للمرة الأولى فى التاريخ محققا إنجازًا غير مسبوق دون إعداد كافٍ وبمشاركة جاءت عكس رغبة اتحاد اللعبة..
وتتشابه هذه النهاية مع النهاية الثانية لفيلم الفرح، حيث رضخ المعلم زينهم للقدر، ورجع عن قراره، وتم إلغاء الفرح لتختلف النهايات تماما، ولا تقع تلك الكوارث.
قرار خاطئ كاد يضيع أكثر من جيل، لولا تمسك اللاعبات بحلمهن، فكل التحية لبنات منتخب كرة اليد.. فكل بنت منهن بـ«100 راجل»