مَن هو بيورنستيارنه بيورنسون الحائز على نوبل؟.. نظرة على أعماله
في مثل هذا اليوم عام 1832 ولد الكاتب والروائي النرويجي بيورنستيارنه بيورنسون، بمدينة كفيكنه بمقاطعة هدمارك، لأب كان قسيسًا نرويجيًا، وكانت لنشأته في مجتمع ريفي بسيط، أثر كبير على موضوعات كتاباته، التي ركزت على حياة الفلاحين والقيم الريفية، إلى أن أصبح أحد الأركان الأربعة للأدب النرويجي الحديث بجانب كل من هنريك إبسن، ألكسندر كيلاند، وجوناس لي.
كان بيورنسون أحد الأعضاء الأصليين في لجنة نوبل النرويجية من 1901 إلى 1906، وفى عام 1903 حصل على جائزة نوبل فى الأدب؛ تقديرًا لشعره النبيل والرائع، والمتعدد الاستخدامات، والذي تميز بشكل دائم بنضارة ونقاء نادر، وكان ثالث كاتب في تاريخ الجائزة يحصل عليها.
بدايات بيورنستيارنه بيورنسون
بدأ بيورنسون كتابة الشعر في سن الحادية عشرة، وكان قد نشر أولى رواياته في عام 1857، والتي تناولت حياة الفلاحين، كما كتب العديد من الأشعار الغنائية، وشغل منصب مدير للعديد من المسارح النرويجية، كما أنه كان مشغولًا بالعمل السياسى إلى حد ما وتعرض بسببه للنفي، إلى جانب عمله الأدبي، وفي عامي 1863 و1864، كتب كلمات النشيد الوطني النرويجي.
منذ بداياته الأدبية، تميزت كتابات "بيورنسون" بتعاليم واضحة، حيث سعى إلى التحفيز الوطني، الفخر بالنرويج، تاريخها، إنجازاتها، وتقديم المثل العليا، وخلال الخمسة عشر عامًا الأولى من حياته الأدبية، استوحى إلهامه من القصص الملحمية، والريف النرويجي المعاصر، الذي عايشه، ويعرف كل تفاصيله.
أفكار بيورنستيارنه بيورنسون
يُعتبر "بيورنسون" نموذجًا للأديب الذي استخدم قلمه كوسيلة لتغيير المجتمع وتحقيق العدالة، إذ تركزت أفكاره حول المسائل الاجتماعية، وعبر عن أفكاره الجمهورية في ماجنهيلد، كما عبر عن حرب الاستقلال البريطانية في مسرحياته، ومع بدء النظام الجديد، كان حريصًا على تحقيق النجاح الكبير على المسرح.
كان بيورنستيارنه بيورنسون معجبًا بويرجلاند، وأصبح فيما بعد متحدثًا للحركة اليسارية النرويجية، وانضم إلى النضالات والمساجلات السياسية في الستينيات والسبعينيات، وبسبب آرائه السياسية، وجهت إليه الكثير من التهم، ومنها الخيانة العظمى، وخلال اتهامه بها اضطر للفرار لألمانيا، وعاد بعد ذلك عام 1882، وبعد عدة محاولات مسرحية، لم تلقَ نجاحًا كبيرًا، اتجه للراوية.
مؤلفات بيورنستيارنه بيورنسون
كانت باكورة نتاج "بيورنسون" الأدبي مجموعة من القصص حول الحياة الريفية عام 1857، والمسرحية التاريخية المؤلفة من فصل واحد بعنوان "بين المعارك" (1856)، وهي مستوحاة من القصص التاريخية الأسكندنافية، ثم كتب مجموعة من القصص الطويلة منها "الولد السعيد" عام 1860 التي عدّها الدارسون أبرز الكتابات الإبداعية (الرومانسية) الوطنية النروجية، ثم كتب مسرحيتي "المحرر" (1874) عرض فيها مشكلات مهنة الصحافة، و"المفلس" (1875) هاجم فيها الخداع في التعامل التجاري فأكسبتاه سمعة عالمية وجعلتاه مؤثرًا في الأدب الأوربي وانسجمتا مع النزعة السائدة حينئذ، التي تقول بضرورة معالجة الأدب القضايا المعاصرة، وكذلك فعلت المسرحيتان اللتان كتبهما بعد ذلك "الملك" (1877)، و"النظام الجديد" (1879).
وفي عام 1884 نشر روايته "طريق الله"، والتي تجسد نظريته حول التعليم والوراثة، وفي عام 1889 نشر رواية "الأعلام المتطايرة في المدينة والميناء"، والتي لاقت رواجًا كبيرًا، ووزعت الكثير من الطبعات والنسخ، وكتب آخر مسرحياته الهامة في 1899 بول لانج أوغ تورا بارسبرج، والتي تناولت مواضيع التسامح السياسي، وفي عام 1919، تم تجميع أعماله الكاملة في 9 مجلدات، بعد وفاته بـ9 سنوات.