رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشقيانة.. «الست» أم وأب لـ6 أبناء: أعمل صباحًا ومساءً

السيدة زينب محمد
السيدة زينب محمد سلامة

بعد وفاة زوجها ترك لها ٦ أبناء، ولم تجد أى معين يساعدها ماديًا، حتى تستطيع توفير احتياجات صغارها، سوى جزء من معاش مُقسم بينها وبين ٣ آخريات من الزوجات. 

لذا اضطرتها هذه الظروف الصعبة لأن تكون الأب والأم فى آن واحد، ودفعها شعورها بالمسئولية للعمل على مدار ساعات اليوم فى إنتاج المشغولات اليدوية، حتى تستطيع توفير الأموال اللازمة لتلبية احتياجات الأبناء.

إنها السيدة زينب محمد سلامة، التى تبدأ سعيها اليومى وراء رزقها فى الثامنة صباحًا، من خلال إنتاج ملابس داخل مشغل فى قرية «المنصورية» التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، حتى الثالثة عصرًا، لتتوجه بعدها إلى منزلها فى نفس القرية.

وبعد عودتها إلى المنزل تبدأ واجباتها المنزلية، من تحضير مأكولات ومشروبات وغيرها، ثم تبدأ عملها الخاص فى إنتاج مشغولات يدوية من الخرز، تبيعها من خلال طلبيات خاصة، أو فى سوق الخميس بالمركز.

استرجعت السيدة «زينب» حكايتها فقالت: «جوزى كان بيشتغل فى البحرية ومات من ١٠ سنين، المعاش بتاعه بيتقسم عليا أنا و٣ ستات تانى كان متجوزهم، وبنتى المطلقة كمان بتاخد معاش».

وأضافت: «بعد ربنا محدش ساندنى، حتى من أهلى، والمعاش قليل، وأنا عندى ٦ عيال، ٤ منهم معايا فى البيت، ومنهم ابنة مطلقة معاها ابنها، وأبوه مش بيصرف عليه، وبالتالى المسئولية كلها عليا أنا».

وواصلت: «أجيد صناعة المشغولات اليدوية من الخرز، وأصنع منه العديد من المنتجات مثل الأحزمة والطواقى. كنت أعمل داخل منزلى منذ سنوات، حتى قبل وفاة زوجى، لكن بعد وفاته وتحمل مسئولية الأبناء الستة، ولم أجد أى شخص يساندنى ماديًا، اضطررت للعمل فى مشغل لإنتاج المشغولات اليدوية فى الصباح، ثم استكمال عملى فى منتجات الخرز خلال الفترة المسائية، حتى أستطيع تلبية كل احتياجات أبنائى».

وأكملت: «أتحمل معاناة العمل على مدار اليوم، بعدما زادت المسئولية علىّ بشكل كبير جدًا بعد وفاة زوجى، ما جعلنى الأب والأم فى آن واحد. أبنائى يساعدوننى فى العمل، ففى حال كانت هناك طلبية كبيرة أريد بيعها وتسليمها فى وقت محدد، ألجأ لأبنائى لمساعدتى فى الخطوات الأولية لمشغولات الخرز، مثل إعداد الخيوط ولضم الإبرة، ثم أستكمل أنا الأعمال حتى نهايتها».

وأكدت أنها تستطيع إنتاج ٥٠ حزامًا من الخرز فى شهر واحد، من خلال عملها الخاص داخل منزلها، الذى تستهدف من ورائه زيادة دخلها، بجانب عملها داخل المشغل سالف الذكر، الذى تنتج له أكثر من قطعة ملابس يوميًا للحصول على راتبها بالكامل.

وأشارت إلى أن الخميس يختلف عن باقى أيام الأسبوع، لأنها تتوجه فيه للبيع فى سوق الخميس بمركز كوم أمبو، بعد صلاة الفجر مباشرة، وتصطحب برفقتها مشغولات الخرز الخاصة بها، وتستقل ٣ مواصلات للوصول إلى هناك.