صاحبة الإرادة..عبلة عادل: "طريق مضىء لطفلي" محاولة لدمج ذوى الهمم فى المجتمع الأسوانى
الدكتورة عبلة عادل، أسوانية من ذوى الهمم، استطاعت بإرادتها وعزيمتها الصلبة أن تتجاوز تحديات الإعاقة بتحقيق النبوغ العلمى فى مجالها، بل واقتحام مجال العمل العام وإطلاق مبادرات اجتماعية كان لها بالغ الأثر فى نفوس شريحة ذوى الهمم فى المحافظة.
رحلة نجاح الدكتورة عبلة بدأت منذ الطفولة عندما اكتشفت إصابتها بضعف البصر والذى تطور فيما بعد ليصبح إعاقة كاملة، لتلتحق الطفلة الكفيفة بمدارس الدمج وتخوض رحلة صعبة فى مجال التعليم بمساعدة والديها اللذين وقفا بجانبها.
وتدرجت فى المراحل التعليمية المختلفة حتى تخرجت فى الجامعة والتحقت بدراسة الماجستير وحصلت عليه، لتبدأ التفكير فى إطلاق مبادرة لمساعدة ذوى الهمم فى المحافظة.
وأطلقت «عبلة» مبادرة تحمل اسم «طريق مضىء لطفلى»، هدفها مساعدة ذوى الهمم وأسرهم على تقبل أنفسهم حتى يتمكنوا من عيش حياة عادية وسعيدة مثل أقرانهم من البشر.
وحكت «عبلة» أنها أصيبت بعد ولادتها بفترة بضعف شديد فى النظر، وكانت أسوان فى ذلك الوقت خالية من أى وسائل علاج حديثة مثل الموجودة حاليًا، فحرص والداها على الانتقال من المدينة بأكملها والعيش بمحافظة القاهرة، لتكون أقرب إلى مراكز الطب المتقدمة وتتمكن من الحصول على العلاج، وتكون مؤهلة لدخول مدارس الدمج العادية وليست المخصصة لذوى الهمم.
وأضافت أنها التحقت بالتعليم فى المدارس العادية وتعرضت للكثير من المعاناة والمشقة، حيث كانت تعتمد على حاسة السمع فقط ولم تتعلم طريقة «برايل» طوال مراحلها الدراسية، وكانت لديها عزيمة كبيرة للوصول لأهدافها والالتحاق بالكلية وتحقيق ذاتها.
وكشفت عن أنها استطاعت أن تتحدى نفسها لتحقق طموحها وتلتحق بالجامعة، وشعرت وقتها بأن الأمور تحسنت بشكل كبير نظرًا لتوافر وسائل تكنولوجية، مثل الحاسب الآلى والبرامج الناطقة، التى تساعدها على استذكار دروسها وتحقيق التفوق أيضًا حتى حصلت على الشهادة الجامعية، ولم تكتفِ بذلك فقط بل حصلت على الماجستير بتقدير عام امتياز، وبعدها نزلت إلى سوق العمل لإثبات نفسها وتحقيق أهدافها فى أن تصبح رائدة فى مجال ذوى الهمم تحديدًا ذوى «الإعاقة البصرية».
وتابعت أنها أطلقت مبادرة تحت مسمى «طريق مضىء لطفلى»، وهى تابعة لبرنامج تنمية أبناء الصعيد والمحافظات الحدودية، تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، واختارت أن يكون مكان هذه المبادرة مسقط رأسها أسوان لتتمكن من تقديم كل وسائل الدعم التى يحتاجها أهلها ليعيشوا حياة طبيعية مثل أقرانهم من البشر، قائلة: «فى أسوان مفيش أى دعم للمكفوفين ولا حد وصلهم أو عارف احتياجاتهم».
وأشارت إلى أن المبادرة استهدفت فى البداية أولياء الأمور، حيث يتم من خلالها إجراء تأهيل نفسى لهم لتقبل أطفالهم من ضعيفى البصر مثل أى طفل آخر له احتياجات ويحتاج للدعم.
وأكملت: «شهدت المبادرة تنظيم ورش عمل ليستطيع جميع الأمهات أن يرين بأنفسهن الإيجابيات الموجودة عند أطفالهن ضعيفى البصر، بالإضافة إلى ورشة عمل بعنوان «أنا مكان طفلى» لكى تستطيع الأمهات تجربة حياة أطفالهن والشعور بكل ما يدور حولهم عن طريق السمع».
وذكرت أن المبادرة لاقت إقبالًا كبيرًا من أمهات الأطفال ذوى الهمم من ضعاف البصر فى أسوان، وتوافد عدد كبير لحضور فعاليات المبادرة من الأمهات وأطفالهن أيضًا وسط أجواء مليئة بالفرحة. ولفتت إلى أن المبادرة دخلت مسابقة «الشباب والرياضة»، وخضعت لتصفيات مع مبادرات من المحافظات الأخرى، استطاعت أن تحقق المركز الأول على مستوى ١٣ محافظة على مستوى الجمهورية.