رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مسعد أبوفجر" مناضل بدرجة عميل!

قد يجذبك شخص بمجرد سماعك له يتحدث فى قضايا تهمك أو تتلامس كلماته مع اهتماماتك، ما قد يثير إعجابًا مؤقتًا. لكن مع التدقيق فى حديثه وتحليل كل جملة ينطق بها، قد تجد نفسك تعيد النظر فى موقفك منه، لتقرر فى النهاية إن كنت تؤيده أم ترفضه.

هذا تحديدًا ما حدث عندما قررت إحدى القنوات المصرية الفضائية استضافة الناشط السيناوى مسعد أبوفجر فى مرحلة ما قبل عام 2011، وكان وقتها قد خرج حديثًا من المعتقل.

اعتبر فريق الإعداد أن استضافته بمثابة «انفراد» مع شخصية ناشطة من سيناء، لكن المفاجأة بدأت منذ اللحظة الأولى لحديثه، فتغيرت الوجوه تدريجيًا، وبدأت ملامح الحذر والدهشة تسيطر على الأجواء.

كلمات أبوفجر بدت كأنها تخرج من شخص مدرب باحترافية عالية، يعى تمامًا ما يقول، يهاجم جيش بلاده بجرأة وتبجح، ويدعو للثورة على النظام، ويروج لروايات كاذبة عن انتهاكات ضد أهالى سيناء.

لم يكن ممكنًا تركه يسترسل فى بث ما وصفه البعض بـ«السموم» دون تدخل، حاول المذيع تصحيح معلوماته، لكن أبوفجر أصر على مواصلة حديثه، ما دفع إدارة القناة إلى اتخاذ قرار حاسم بوقف بث البرنامج وإنهاء الحوار معه بشكل فوري.

اختار مسعد أبوفجر دوره ليكون خنجرًا فى ظهر الدولة المصرية، فأطلق استغاثة موجهة لليسار الإسرائيلى الإسرائيلى، داعيًا العدو إلى التدخل فى سيناء، فكشف عن وجهه الحقيقى الذى كتب له بلعب دور العميل الذى يدعو لفصل سيناء عن الدولة المصرية، وتحقيق حلم طالما راود الحركة الصهيونية بفصل سيناء عن مصر وضمها لما يسمى بـ«دولة إسرائيل الكبرى».

وبدأ نشاط مسعد أبوفجر فى الخارج عام 2015 بعدما استضافته سيده إسرائيلية تحمل الجنسية البريطانية فى منزلها بلندن، بعدها أسس مؤسسة «سيناء لحقوق الإنسان»، التى سجلت رسميًا فى لندن عام 2018، وركزت على ملفات مثل الاختفاء القسرى والانتهاكات الحقوقية التى يرصدها ويوثقها من مقر إقامته فى العاصمة البريطانية لتعتمد عليها فيما بعد المنظمات المشبوهة التى تتهم مصر مع مطلع كل عام بانتهاك حقوق الإنسان.

مصادر أبوفجر كلها من أعضاء التنظيمات الإرهابية المسلحة التى خاض رجال جيشنا وشرطتنا البواسل حربًا معها انتهت بالقضاء عليه، وكان دور أبوفجر طوال هذه المعركة هو تقديم الدعم والمساندة الإعلامية للإرهابين وحاول أبوفجر فى تقاريره أن يظهر للعالم أن إرهاب داعش فى سيناء ما هو إلا نشاط لأهل سيناء ضد ظلم الدولة وكشف لحقائق عن معاناة أهل سيناء.

أحد أكثر جوانب مسيرة أبوفجر إثارة للجدل هو الاتهامات التى تربطه بالتعاون مع إسرائيل والتى استندت إلى زيارته لإسرائيل ولقائه بمسئولين إسرائيليين، بالإضافة إلى تصريحات أدلى بها الصحفى الإسرائيلى «إيهود ياري»، ووصف أبوفجر فى محاضرة عام 2011 بـ«الصديق المثقف». 

كما كشفت روايته «طلعة البدن» الصادرة عام 2007 عن ميوله الحقيقية بعد وصفه للجيش الإسرائيلى بأنه أكثر إنسانية مقارنة بالجيش المصرى.

إلى جانب علاقة أبوفجر بإسرائيل، واجه أبوفجر اتهامات بتعاونه مع منظمات حقوقية دولية معروفة بتقاريرها المعادية للحكومة المصرية وهى «هيومن رايتس ووتش»، التى اعتمدت على تقارير أبوفجر فى اتهاماتها للدولة المصرية. كما تعمقت علاقاته بقيادات إخوانية فى لندن، منها باحثون ومسئولون يعملون فى منظمات حقوقية مشبوهة.

تتهم المنظمات غير الحكومية المصرية أبوفجر باستخدام نشاطه الحقوقى كغطاء للترويج لمصالح أجنبية وأجندات إقليمية تهدف إلى زعزعة استقرار مصر. 

وتعتمد مؤسسة «سيناء لحقوق الإنسان» وشبكة منظمات أخرى على تمويل خارجى ومراسلين دربتهم مؤسسات دولية، تتضمن هذه الشبكة منظمات مثل «الجبهة المصرية لحقوق الإنسان» فى التشيك، و«كوميتى فور جستس» فى جنيف، ومنصة «نحن نسجل» فى بلجيكا وتركيا.

تتبقى الإشادة بأهل سيناء الذين لم يخذلوا الدولة المصرية فى أى معركة وطنية وأعلنوا عن استنكارهم وتبرئتهم من أبوفجر أكثر من مرة، وخرجت العديد من المسيرات التى تحمل شعارات ضده وتتبرأ من أفعاله، وهذا هو الموقف الوطنى الثابت لأهالى سيناء.. حفظ الله مصر.