رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الهيئة البرلمانية لـ«المصرى الديمقراطى»: حرب الشائعات لن تنتهى.. وتشكل تهديدًا للاستقرار الاجتماعى

النائب إيهاب منصور
النائب إيهاب منصور

قال النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «المصرى الديمقراطى» بمجلس النواب، إن «حرب الشائعات» التى تشنها جهات داخلية وخارجية ضد الدولة المصرية لن تنتهى، لأنها حرب مستمرة ضد الخير والشر، موضحًا أن تبنى سياسة المكاشفة والمصارحة يسهل القضاء على أى شائعة فى مهدها، خاصة أن الشائعات تشكل تهديدًا للاستقرار الاجتماعى، وتؤثر على العلاقات بين المواطن والدولة.

وأوضح «منصور»، فى حديثه إلى «الدستور»، أن التشريعات القائمة حاليًا كافية لردع من يحاولون العبث بأمن الوطن والتلاعب بالرأى العام، ولكنها تحتاج لمزيد من التفعيل على أرض الواقع، مع إمداد الإعلام بالمعلومات الحقيقية، والعمل على تطويره وتسليحه بما يمكنه من القيام بدوره، داعيًا الحكومة إلى استحداث وحدة لرصد ومتابعة مواقع التواصل، والتعامل مع أى شائعة فى بدايتها، ما يحول دون انتشارها بين فئات المواطنين، خاصة الأقل وعيًا، وغير القادرين على التمييز بين المعلومات الحقيقية والزائفة.

■ بداية.. ما أسباب تصاعد الشائعات التى تروجها جماعة الإخوان الإرهابية ضد الدولة المصرية فى الوقت الراهن؟
- الجميع يعلم أن هناك «حرب شائعات» تحاك ضد الدولة المصرية، سواء خارجيًا أو داخليًا، فعلى المستوى الخارجى هناك قنوات عدة ونوافد إلكترونية تسىء لمصر عبر بث الأكاذيب والشائعات عن أى أحداث تحدث فى الداخل أو عن العلاقات المصرية وتعاونها مع الدول الأخرى، وآخرها التشكيك فى الدور المصرى تجاه دعم القضية الفلسطينية.
وعلى المستوى الداخلى، تستهدف الشائعات إثارة البلبلة، وهنا يأتى دور الحكومة، فعليها اتباع سياسة المكاشفة والمصارحة لتسهيل القضاء على أى شائعة فى مهدها، لأنها، فى أحيان كثيرة، تتجاهل إعلان كل الحقائق، ليس على سبيل الكذب أو التعتيم، وإنما نتيجة الانشغال بأمور كثيرة فى إدارة الدولة فى مختلف المجالات، ولكن هذا التجاهل يؤدى إلى انتشار الشائعات.
والمثال على هذا هو الإعلان عن نسب الفقر فى مصر بشكل دقيق، فعدم نشر هذه النسب لفترة أسهم فى نشر الأكاذيب عبر الترويج لأرقام خاطئة، ولكن عند الإعلان عنها يمكن أن يبدأ الجميع، بمن فيهم مؤسسات الدولة، فى معالجة المسألة، وهذا ما يمكن تعميمه فى مختلف الملفات.
وعمومًا، هذه الإساءات موجودة وستظل مستمرة، والطبيعى أن يكون هناك صراع دائم بين الخير والشر، لذا علينا ألا نلتفت إلى أى شائعات، وأن نعلى من الحكمة وصوت العقل، وأن نرى الهدف من نشر أى شائعة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتفرقة بين صفوف المواطنين.
■ كيف يؤثر نشر الشائعات على الاستقرار الاجتماعى والسياسى فى مصر؟
- نشر الشائعات يشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار الاجتماعى، إذ يعمل على زعزعة الثقة داخل المجتمع وتفكيك الروابط بين أفراده، وتؤدى الشائعات إلى انتشار حالة من القلق وعدم اليقين، خاصة إذا كانت تستهدف موضوعات تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، مثل الأوضاع الاقتصادية أو القرارات السياسية. 
وهذا القلق يُضعف من النسيج الاجتماعى، ويخلق انقسامات بين شرائح المجتمع المختلفة، ما يعزز من بيئة التوتر والصراع.
والشائعات تؤثر أيضًا على العلاقات بين المواطن والدولة، إذ تسعى إلى التشكيك فى مصداقية المؤسسات الحكومية، وتضليل المواطنين بشأن جهود الدولة أو سياساتها، وهذا يؤدى إلى خلق فجوة من عدم الثقة، قد يستغلها أعداء الدولة لتحفيز الاحتجاجات أو خلق بيئة من الفوضى.
لذا، فمواجهة الشائعات تتطلب وعيًا مجتمعيًا قويًا، يقوم على الشفافية وتوافر المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية، بالإضافة إلى ذلك يتعين على كل فرد تحمل مسئولية عدم تداول الأخبار غير الموثوقة، والمساهمة فى نشر التوعية بخطورة الشائعات على تماسك المجتمع واستقراره.
■ كيف يمكن للدولة أن تطور استراتيجيات فعالة لمواجهة «حرب الشائعات» وتوعية المواطنين بمخاطرها؟
- على الدولة أولًا اتباع سياسات المكاشفة والمصارحة، فالشائعات بشأن الوضع الخارجى مثلًا يكون الجميع قادرًا على مشاهدتها ويسهل الرد عليها وتفنيدها، ولكن الشائعات عن الوضع الداخلى تحتاج للإمداد بالمعلومات اللازمة، سواء للمواطنين أو الإعلام، حتى يتم عرضها على المواطن بشكل يتسم بالشفافية، وليكون المواطن على دراية بما يحدث.
وكذلك يجب العمل على تطوير الإعلام بما يكفى لأن يكون جاهزًا للرد على الشائعات، مع إمداده بكل المعلومات الصحيحة بشأن أى إنجاز أو حدث أو مشروع تقوم به الدولة، لكى تتوافر أمام المواطن نافذة حقيقية يستطيع من خلالها التعرف على الأخبار، وفى الوقت ذاته تكذيب أى شائعات يعرضها الإعلام المعادى.
ولا بد أيضًا من أن تدشن الحكومة وحدة وظيفية جديدة، تكون تابعة لمجلس الوزراء، تحت مسمى «الرصد والمتابعة»، تستهدف المتابعة المستمرة، ساعة بساعة، لمواقع السوشيال ميديا والقنوات المختلفة، للتصدى لأى شائعة فى بدايتها، ما يسهم فى تفادى وصولها على الأقل للفئات الأقل ثقافة أو وعيًا.
وستسهم هذه الوحدة فى رصد كل الأكاذيب وسرعة تفنيدها بالرد المفصل، وكشف حقيقة الأمور.
■ هل هناك حاجة لتعديل التشريعات القائمة أو إصدار تشريعات جديدة لمواجهة الشائعات؟
- هناك بالفعل تشريعات قائمة وتحوى عقوبات للجرائم التى تندرج تحت بند ترويع المواطنين أو الاستخدام السيئ للسوشيال ميديا، وكذلك تهديد الأمن والسلم.
وكل هذه الجرائم لها عقوبات بالفعل فى قانون العقوبات، ولكنها تحتاج لمزيد من التفعيل والتنشيط على أرض الواقع، مع فرض عقوبة على كل من تسول له نفسه العبث لإشعال الرأى العام، سواء من الإخوان أو غيرهم.
■ ما دور الإعلام فى التصدى لهذه الحملات المشبوهة؟
- الدور الأول والأكبر هو على الحكومة، لأنها تعد مصدر المعلومات، ومن ثم يجب عليها أن تقوم بدورها، وأن توضح الحقائق لوأد أى شائعة فى مهدها.
ودور الإعلام الأساسى هو تحرى الدقة، وأخذ المعلومة من مصادرها، ونشر الحقائق كما هى، وإمداد المواطن بكل المعلومات المتاحة عن كل الأحداث المحيطة من حوله، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، فالإعلام سيظل المنبر القوى للدولة لتوصيل كلمتها أو تحركاتها للمواطن.
ومن ثم، يجب تطوير الإعلام وتسليحه بكل الأدوات والآليات التى تمكنه من القيام بدوره ورسالته لحماية المواطن، كى لا يقع فريسة لمواقع التواصل الاجتماعى، التى تنتشر عليها يوميًا كميات هائلة من الشائعات والأكاذيب، حتى عبر الإعلانات، التى تتبنى الترويج للمنتجات عن طريق إطلاق شائعة.
■ كيف يمكن للمواطن العادى التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة؟
- للمواطن العادى دور محورى فى مواجهة الشائعات، ويمكنه التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة من خلال اتباع عدد من الخطوات البسيطة التى تعزز من وعيه وقدرته على التحقق من المعلومات.
فينبغى للمواطن التحقق من مصدر الخبر، لأن الأخبار الموثوقة عادة ما تصدر عن جهات رسمية أو وسائل إعلام معروفة بمصداقيتها، بينما تعتمد الشائعات على منصات مجهولة أو حسابات غير موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك عليه الانتباه إلى طبيعة الخبر نفسه.
فضلًا عن أن الشائعة تنتشر عادة قبل أن يتمكن المصدر الرسمى من الرد عليها، لذا من الأفضل انتظار البيان الرسمى أو التوضيح الصادر عن الجهات المختصة قبل تكوين رأى أو اتخاذ موقف.
كما أنه يمكن للمواطن المشاركة فى توعية محيطه الاجتماعى عبر تصحيح المعلومات الخاطئة ونشر الوعى بخطورة تداول الشائعات دون تحقق، وبهذه الطريقة يصبح المجتمع أكثر قدرة على التصدى لمحاولات الاستهداف الممنهجة.

ما رسالتك للمواطن كى يحمى نفسه من «حرب الشائعات»؟
- لا بد أن يكون هناك مزيد من الوعى لدى المواطن نفسه، مع عدم تصديق أى معلومة إلا بالرجوع لمصدرها الرئيسى والرسمى، وبعدها عليه أن يدرك الحقيقى من المزيف، وألا يقوم بإعادة نشر أى معلومة إلا بعد التأكد منها، حتى لا يسهم فى نشر الشائعة أو يساعد فى وصولها لقطاع أكبر من المواطنين.