تورط الصهيونية الأمريكية فى سوريا
هناك إصرار صهيوأمريكى على إشاعة الفوضى والاضطراب فى المنطقة بشكل واضح وظاهر. وقد تمثل هذا الأمر فى تورط أمريكا وإسرائيل فى اشتعال الحرب داخل سوريا ودعمهما الجماعات الموالية لهما من أجل السعى بكل السبل إلى تنفيذ المخطط الأمريكى لإعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد. وإلا فما معنى أن الحرب الإسرائيلية التى ما زالت مستمرة على غزة ومن بعدها الحرب على لبنان، ثم بعد ذلك الدخول فى سوريا. كل هذه الأمور تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك تورط الصهيونية الأمريكية فى سوريا وسعيها الدءوب إلى إصابة المنطقة بكل هذا الاضطراب واشتعال هذه المعارك العسكرية.
ما الذى يجعل ما يسمى بجبهة تحرير الشام، أو النصرة سابقًا، أن تقوم بكل هذا الهجوم العنيف على حلب وإدلب.. كل هذه المسائل تعنى أن هناك إصرارًا أمريكيًا إسرائيليًا على تنفيذ المخطط الذى تسعى إليه بكل السبل الولايات المتحدة. فلم تنته بعد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان حتى نفاجأ بهذا الأمر المشتعل مرة أخرى داخل سوريا.
لطالما كانت سوريا ساحة صراع إقليمى ودولى، وتجددت الأزمة فيها بشكل حاد فى السنوات الأخيرة. والعالم كله يؤكد تورط الولايات المتحدة وإسرائيل فى تفاقم الأوضاع وتأجيج النزاع. وترى أطراف كثيرة أن الدعمين العسكرى والمالى اللذين تقدمهما واشنطن وتل أبيب لجماعات المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضى السورية، تسهم فى إطالة أمد الحرب وإعاقة جهود الحل السياسى.
كما أن هذه التدخلات تهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية أوسع تتمثل فى تغيير النظام الحاكم فى سوريا على هوى أمريكا وإسرائيل. وليس صحيحًا ما تقوله الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم تورطهما فى أى دور فى إشعال الأزمة السورية، والزعم بأن التدخل يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وحماية مصالحهما الحيوية. ومع ذلك تستمر الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المعنية، ما يُعقد آفاق الحل ويحافظ على حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة.
وأبرز المواقف التى تشير إلى تورط أمريكا وإسرائيل هو تزويد الفصائل المسلحة بالأسلحة والتمويل، ما يطيل أمد الصراع ويصعب عملية المصالحة الوطنية، إضافة إلى الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، التى تستهدف مواقع عسكرية إيرانية وحزب الله، ما يزيد من حدة التوتر فى المنطقة ويهدد بجر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة.
والنتيجة المُرة لهذا التدخل الصهيونى الأمريكى هى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية، وتشريد الملايين من السوريين، حيث يعانى الشعب السورى من أزمة إنسانية حادة، نتيجة نقص الغذاء والدواء.
وتتميز سياسة مصر تجاه الأزمة السورية بالدقة والحذر، حيث تسعى القاهرة إلى تحقيق التوازن بين مصالحها الوطنية والأمن القومى العربى. وتتبنى موقفًا ثابتًا يركز على الحل السياسى للأزمة، مع الحفاظ على وحدة الأراضى السورية وسلامتها، ورفض التدخل الخارجى فى الشأن السورى.
وتعتبر مصر الأمن القومى السورى جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومى، نظرًا للعلاقات التاريخية والجغرافيا المشتركة. ومنذ بداية الأزمة، دعت مصر إلى الحوار والتفاوض بين الأطراف السورية، ورفضت أى حل عسكرى أو تدخل خارجى فى الشأن السورى. كما أكدت مصر ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وعلى رأسها الجيش، للحفاظ على الأمن والاستقرار فى البلاد.
وتؤكد مصر باستمرار أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسى الشامل الذى يرضى جميع الأطراف السورية، ويضمن عودة سوريا إلى محيطها العربى.
كما ترفض مصر أى مساس بوحدة الأراضى السورية، وتعتبر أى محاولة لتقسيم سوريا تهديدًا للأمن والاستقرار فى المنطقة.
وتدعو القاهرة إلى احترام سيادة سوريا واستقلالها، وترفض أى تدخل خارجى فى الشأن السورى، سواء كان عسكريًا أو سياسيًا، كما أنها تدعم المبادرات الدولية التى تهدف إلى حل الأزمة السورية.
وهناك تنسيق مصرى مع الدول العربية الشقيقة لتوحيد الجهود العربية فى دعم الحل السياسى للأزمة السورية.
وللحديث بقية