رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العنف الخفي.. كيف يعاني الأطفال في البيوت التي تشهد عنفًا ضد المرأة؟

العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة داخل المنازل لا يقتصر على إلحاق الأذى بالمرأة فقط، بل يمتد تأثيره ليطال الأطفال الذين يعيشون في بيئة سامة. 

رغم أنهم قد لا يكونون أهدافًا مباشرة لهذا العنف، إلا أن وجودهم في محيط يعج بالصراخ والإهانة وحتى الاعتداءات الجسدية يترك آثارًا نفسية عميقة قد تستمر معهم مدى الحياة. 

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، نناقش التأثيرات النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة على الأطفال.

الخوف وعدم الأمان

الأطفال الذين ينشؤون في بيئات عنف أسري يعانون من شعور دائم بالخوف وانعدام الأمان. عندما يشهدون أمهاتهم يتعرضن للاعتداء، يصبح العالم بالنسبة لهم مكانًا غير مستقر، حيث يمكن لأي نزاع بسيط أن يتحول إلى انفجار عنيف. 

هذا الخوف المستمر يؤثر على الصحة النفسية للأطفال، ويؤدي إلى مشاكل مثل القلق واضطرابات النوم.

تأثيرات طويلة المدى على الصحة النفسية

التأثير النفسي للعنف لا يتوقف عند لحظة العنف نفسها، بل يستمر ليؤثر على شخصية الطفل ومستقبله. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات عنيفة يصبحون أكثر عرضة للاكتئاب، ضعف الثقة بالنفس، بل وحتى ميول عدوانية قد تظهر لاحقًا، هؤلاء الأطفال قد يعيدون تكرار دائرة العنف سواء كضحايا أو كمرتكبين.

التأثير على الأداء الدراسي والاجتماعي

الأطفال في هذه البيئة غالبًا ما يواجهون صعوبة في التركيز في المدرسة، ما يؤثر على أدائهم الأكاديمي. 

بالإضافة إلى ذلك، يعانون من صعوبة في بناء علاقات صحية مع أقرانهم، بسبب غياب النموذج الإيجابي داخل المنزل، هذه الصعوبات قد تؤثر سلبًا على تطورهم الاجتماعي والمهارات الشخصية.

الحلول الممكنة

من الضروري رفع الوعي حول هذا النوع من العنف الخفي، وتشجيع النساء على طلب الدعم من الجهات المختصة لحماية أنفسهن وأطفالهن. 

برامج التأهيل النفسي للأطفال المتضررين تعد خطوة أساسية، بجانب تعزيز وتطبيق قوانين تحمي النساء من العنف الأسري، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز الوعي المجتمعي لتقليل وصمة العار المحيطة بطلب المساعدة.

إن العنف ضد المرأة داخل الأسرة ليس مجرد مأساة فردية، بل هو قضية مجتمعية تؤثر على أجيال بأكملها، حماية المرأة من العنف لا تعني فقط حماية حياتها، بل أيضًا حماية الأطفال من آثار نفسية قد تلاحقهم طيلة حياتهم.