في اليوم العالمي للتلفاز.. بين الماضي والحاضر: كيف تغيرت عادات المشاهدة؟
يصادف اليوم 21 نوفمبر من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للتلفاز، هذا الجهاز الذي شكل لسنوات طويلة نافذة الناس الأولى على العالم، ناقلًا الأحداث والأخبار والترفيه إلى ملايين المنازل.
التلفاز بين البدايات البسيطة والازدهار
ظهر التلفاز لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي، وكان في بداياته جهازًا بسيطًا بقدرات محدودة جدًا، يعرض عبره برامج قليلة بالأبيض والأسود، ومع تطور التكنولوجيا، أصبح التلفاز أكثر انتشارًا وشهدت فترة الخمسينيات والستينيات ما يُعرف بـ"العصر الذهبي للتلفاز"، حيث اجتمع الملايين حول العالم أمام الشاشات الصغيرة لمشاهدة البرامج الإخبارية والمسلسلات.
خلال تلك الفترة، كان للتلفاز طقوسه الخاصة تجمع الأسرة في غرفة المعيشة لمشاهدة برنامجهم المفضل في وقت محدد، حيث لم يكن هناك مجال للتسجيل أو المشاهدة لاحقًا.
التلفاز والتكنولوجيا الرقمية
مع بداية الألفية الجديدة، بدأت ثورة جديدة في عالم الإعلام مع انتشار البث الرقمي والتلفزيون عالي الجودة، حيث تطورت التقنيات، وأصبحت القنوات الفضائية متاحة بسهولة، مما أتاح للمشاهدين خيارات أوسع من البرامج والمحتوى.
لكن مع هذه الوفرة، بدأت عادات المشاهدة التقليدية في التغير، فلم تعد الأسر تلتزم بمواعيد البرامج كما في الماضي، وظهرت أجهزة تسجيل الفيديو الرقمية التي مكنت المشاهدين من اختيار ما يشاهدونه ومتى يشاهدونه.
البث عبر الإنترنت
في العقد الأخير، دخل البث عبر الإنترنت بقوة، ممثلًا في عدة منصات ليشكل تحديًا كبيرًا للتلفاز التقليدي، حيث تغيرت عادات المشاهدة جذريًا، وأصبح المشاهد يملك حرية مطلقة في اختيار المحتوى ومشاهدته على أي جهاز وفي أي وقت.
وعلى الرغم من المنافسة الشديدة من المنصات الرقمية، يظل للتلفاز التقليدي مكانته، خاصة في نقل الأحداث المباشرة مثل الأخبار والرياضة، ومع ذلك يواجه التلفاز تحديات كبيرة، منها تراجع نسبة المشاهدة بين الفئات الشابة التي تميل أكثر إلى استهلاك المحتوى عبر الإنترنت.
التلفاز بين الماضي والحاضر
من كونه الجهاز الذي جمع الأسرة أمام شاشته، إلى جهاز فردي يستخدم لمشاهدة محتوى متخصص، يعكس التلفاز قصة تطور التكنولوجيا وتأثيرها على حياتنا، ورغم كل التحولات، يبقى التلفاز رمزًا وتجربة جماعية تذكرنا بأهمية الإعلام في تشكيل الوعي والرؤية للعالم.