إيمان الشيمي: "مخالب ناعمة" طرحت قضايا شائكة ومهمة في حياة النشء
قالت الكاتبة والناقدة الاكاديمية الدكتورة إيمان الشيمي نبدأ من الإهداء: أولا هو للقارئ، ثانيا إلى فراخ النسور ومخالب الملائكة والمقصود هنا المراهقين.. إذن لابد أن يجد المراهق نفسه بشكل أو بأخر داخل قصص المجموعة، وثالثا إلى كل من أراد ترميم العظام الهشة المقصود هو الأسرة أو المعلمين أو كل من هو معني برعاية المراهقين..جاء ذلك في اطار فعاليات مناقشة المجموعة القصصية “مخالب ناعمة ”للكتبة القاصة نهى صبحي بمختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية
وأشارت الشيمي إلى أن المفتتح: أننا بصدد قراءة قصص تحكي عن المراهقين وأزمة المراهقة، وعلى الرغم من أن المقدمة رصدت بعض الحقائق المهمة عن المراهقين وتعلقهم الشديد باكتشاف عوالم أخرى، ودراما نهاية العالم، والجنوح في مشاعر الحب والكره، وخطط المراهقين غير البريئة بالمرة، وعلى الرغم من دقة التشبيه بأن المراهقة تعويذة، أو مارد متمرد يقلب الحياة رأسا على عقب، غير أن هذا المفتتح قد يحجر على رؤية القارئ ومشاعره، فكان من الأفضل وخاصة إنه عمل أدبي، أن تكتفي الكاتبة بالإهداء وأن تترك الرؤية مفتوحة للمتلقي بغير حدود مسبقة، خاصة أن بعض القصص لم تتناول قصص للمراهقين (لعبة الخطر، مجسات هرمونية، عدسة مكبرة).
وأكدت “الشيمي” أن الكاتبة نهى صبحي اختارت طريق وعر للخوض فيه، فالمراهقون ليسوا أطفالا ولا بالغين، ومما لا يخفى أن علماء النفس على مدار العصور كان شغلهم الشاغل دراسة سلوك المراهق، أطواره المختلفة، واختلفت وجهات النظر حول ما إذا كان المراهقون ضحايا للهرمونات؟ أم ضحايا للتنشئة الاجتماعية غير السوية؟
وترى “الشيمي” أن مجموعة “مخالب ناعمة “نجحت في إلقاء الضوء على قضايا مهمة في حياة النشء، لها تأثير كبير على سلامهم النفسي، اضطراب مشاعرهم، منها سطوة الأب وقسوته في مقابل سلبية الأم ”طاولة العقاب” و"لعبة الخطر"، وأزمة الفقر والحرمان وأثارها على المراهقين في رفض الواقع والفرار منه بأحلام اليقظة في “خاتم سليمان”، كما تناولت المجموعة مشكلة العصابات التي يكونها المراهقين داخل المدارس في"هشاشة عظام"، والحيرة التي تقع فيها الأمهات حين تتعامل مع الأبناء في مرحلة البلوغ في “حرب أهلية”، كذلك فكرة اغتراب الأب والأم ليصبحا في حياة الأبناء مجرد ATM، في “ولادة موت”، أيضا ثورة الرغبة الجنسية في هذه المرحلة العمرية في “أزمة نسوان”، والتعلق بالأصدقاء تعلق مرضي مثلما جاء في “الأنفاس الأخيرة”، وارتباط الحجاب بالمظهر الاجتماعي والعادات والتقاليد، أكثر من ارتباطه بالدين، كما جاء في “الخمار”.
وذهبت الشيمي إلى الاشارة لحالة غياب التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية والسماء المفتوحة أمام المراهقين للوصول لكل شيء وأي شيء، عن قصص المجموعة، صحيح كان هناك قصص أشارت للتأثير (صغير الأعمال الماهر، بذلة الفضاء السحرية) ولكنها إشاره من بعيد.
وتابعت “الشيمي”: وربما لم أكن ألتفت لهذا الغياب لولا المفتتح أو المقدمة التى أشارت بوضوح إلى أن القصص عن المراهقة والمراهقين كما سبق ذكره، لكن بالطبع ليس مطلوبا من الكاتبة أن تتناول كل مشكلات المراهقة، فقط كنت أتمنى تسليط الضوء على هذه المشكلات.
وتستطرد “الشيمي” قائلة: أخذتني الكاتبة معها في عالم رائع من بساطة السرد وعمق المعنى مثل القصة الأولى في المجموعة لحاف العائلة، وخاتم سليمان، الأولي العنوان فيه من الدفء ما للحاف فعلا من احتواء، وفي ظل التباعد الاجتماعي وانشغال جميع أفراد الأسرة بالواقع الافتراضي، أما خاتم سليمان، تلقي الضوء على المراهق الذي يعاني الحرمان ومرارة الفقر، ويشعر بالتدني، ويرغب في الثورة على شكوى أمه بالاحتياج، لكنه لا يستطيع، فتظل الثورة متأججة داخله ،فالوصف كان مناسبا والسرد كان ملائم لبناء الحكاية، وكانت نهاية القصة محكمة، وتمنح القارئ دفقة من مشاعر التعاطف والتفكير في حلول لبطل القصة.
وختمت الشيمي: مجموعة مخالب ناعمة تعد بمثابة جرأة من الكاتب أن يفكر في الكتابة عن هذه المرحلة التي لا يهدأ الموج فيها، وقد عبرت أغلب قصص المجموعة بل ونجحت في وصف بعض هذه المشاعر، وإلقاء الضوء على بعض المشكلات المهمة.