خبير لـ"الدستور": سماح بايدن لأوكرانيا بضرب العمق الروسي "يورّط" ترامب
أثّر قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية بعيدة المدى، المخاوف من اتساع دائرة التصعيد الفترة المقبلة رغم فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
عرقلة الأوراق امام ترامب
في هذا الإطار قال أحمد سلطان، الباحث في الشئون الاقليمية والدولية، إن القرار جزء من عملية او محاولة خلط الاوراق امام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خاصة أن الإدارة الديموقراطية الحالية والرئيس بايدن يجمع ما تبقى من أوراقه وسيمضي إلى غير رجعة إلى المشهد الأمريكي مجددًا.
أشار سلطان في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن هذا القرار بالأساس هدفه التأثير على الصفقة المحتملة التي سيطرحها او التي ربما توافق عليها ترامب مع الرئيس الروسي بوتين، فهذا القرار تصعيدي بالطبع ويعني لروسيا بمثابة إعلان حرب، لكن في الوقت الحالي نتيجة انشغالها بالصراع في أوكرانيا على مدار أكثر من عامين، حتى الآن، هى غير مستعدة للدخول في حرب أوسع نطاقا مع حلف الأطلسي أو مع الولايات المتحدة.
وتابعت "ببساطة شديدة تحاول روسيا اطالة الامد حتى يقدم دونالد ترامب الى البيت الأبيض ويمضي في صفقة من اجل انهاء الحرب الحالية".
سيناريوهات الرد الروسي على أوكرانيا
بالنسبة لسيناريوهات الرد الروسي على قرار بايدن قال سلطان إنها عديدة، لكن بالأساس هناك نقطة مهمة قبل سيناريوهات الرد وهي هذا القرار لا يعني أن الأوضاع الميدانية ستتغير وان تغيرت فلن تتغير كثيرا، وذلك لعدة أسباب:
أولاً: هذه الأسلحة بعيدة المدى الصواريخ التي سيسمح باستخدامها في مدى من حوالي اتنين وستين لحد مائة ميل وغالبا يتم استهداف بها مطارات او قواعد عسكرية او ما الى ذلك ولكن بالنسبة لروسيا فروسيا بالفعل قامت بنقل او بتغيير مسار الطيران الى مطارات اخرى في العمق الروسي بحيث لا يمكن لهذه الصواريخ بعيدة المدى الامريكية التأثير فيها.
أشار إلى أن الأمر الآخر يعني امدادات السلاح لأوكرانيا ومخزونها من هذه الصواريخ لا يساعدها في احداث اثر استراتيجي على مستوى عالي لأنه في احسن الاحوال فستتم استنزاف جزء من القدرات الروسية وتوجيه بعض الضربات التكتيكية التي لن تؤثر على المسار الاستراتيجي.
وشدد سلطان على أن السيناريوهات الروسية واسعة سيتم طبعا الرد بقصف العاصمة الاوكرانية واستهداف المدن الاوكرانية الحيوية. الامر الاخر روسيا سبق ان لوحت باستخدام السلاح النووي ويعني هذا ان الامر له حساباته المعقدة.
أضاف "في تقديري ان الإدارة الأمريكية قامت بحساباتها وهي ترى ان بوتين لن يتخذ قرارا استخدام الاسلحة النووية التكتيكية. في هذا الصراع وبالتالي هي تحاول دفعه الى المدى الابعد والى الحد الاقصى".
سيناريوهات استخدام روسيا للسلاح النووي
وتابع "لا ارى ان السيناريوهات تحتمل استخدام السلاح النووي خاصة ان وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض سيغير كثيرا من السياسة الامريكية وبالتالي سياسة امداد اوكرانيا بالسلاح وطبعا الصفقة المتوقعة من تثبيت الاوضاع الحالية او تقسيم ت حدود القتال او خطوط القتال ووقف القتال في الخطوط الحالية وبالتالي هذا في مصلحة الجانب الروسي سيضم الى اراضيه جزء كبير من الاراضي الاوكرانية التي سيطر عليها".
وقال سلطان إن أوكرانيا ستقدم على ضرب الأراضي الروسية بتوجيه من الولايات المتحدة والدول الغربية.
وشدد سلطان على أن بايدن يريد توريط ترامب لان بايدن يريد تعقيد الامور امام ترامب، لكن على كل حال الادارة الامريكية في الوقت الحالي تسمى او يتم تشبيهها بالبطة العرجاء. وهذه القرارات يعني كانت الولايات المتحدة لا تتخذها لانها تعلم ان التأثير الخاص بها سيبقى محدودا وبالتالي وايضا حساباتها العسكرية حسابات معقدة ولم تكن تسمح باستخدامها. وفي النهاية هي جزء من الاسلحة التي تستخدم في حرب يعني واسعة. ويتم استخدام فيها العديد من الاسلحة ومحاولة لخلط اوراق السياسة الخارجية. وتعقيد المسألة في وجه دونالد ترامب.