"الرقابة الصحية": 9.9% من سكان العالم معرضون للإصابة بـ"السكر" بحلول 2030
قال الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، إن تطبيق معايير جودة الرعاية الصحية كركيزة أساسية في منظومة التأمين الصحي الشامل يلعب دورًا رئيسيًا في تحسين مسار رحلة مرضى السكرى والقدم السكرية؛ لضمان حصول المريض على الرعاية الصحية الأمثل وبأسعار عادلة، بدءًا من التشخيص وصولًا إلى المتابعة والعلاج.
وأضاف "طه" أن الانتشار الواسع لـ"مرض السكرى" يعد تحديًا مجتمعيًا خطيرًا، ويحتاج إلى تحقيق التكامل بين الوقاية والعلاج والجودة لمواجهته، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 9.9% من سكان العالم معرضون للإصابة بمرض السكرى بحلول عام 2030.
ولفت إلى أن تطبيق معايير الجودة هو السبيل الأمثل لضمان تقديم رعاية صحية آمنة وفعالة لجميع المرضى، خاصة مرضى السكرى الذين يحتاجون إلى رعاية صحية متخصصة على مدار الحياة.
حياة أفضل لمرضى السكرى
جاء ذلك خلال كلمته بالويبينار العلمي "حياة أفضل لمرضى السكرى"، الذي نظمته الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكرى، وضمن جهود "جهار" للتأكيد على التزامها بتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، من خلال تطبيق معايير الجودة، إلى جانب تسليط الضوء على أهمية تحسين نتائج المرضى وتقليل مضاعفات السكر عبر تطبيق منهجيات تركز على سلامة وفاعلية الرعاية الصحية وتقديمها بشكل منسق ومستدام.
شارك بالويبينار نخبة من خبراء الجودة والصحة العامة، منهم: مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بجامعة القاهرة ونائب وزير الصحة والسكان الأسبق، محمد هشام الحفناوي، استشاري بالمعهد القومي لتعليم السكر وعميد المعهد السابق، ورئيس لجنة إعداد الدلائل الاسترشادية للسكر والغدد الصماء بالمجلس الصحي المصري، نانسي عبدالعزيز، المدير التنفيذي للهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، شيرين سعد، مدير إدارة التمريض بهيئة الرعاية الصحية وعضو باللجنة العليا للدلائل الإرشادية للتمريض بالمجلس الصحي المصري.
ناقش الويبينار التحديات الرئيسية والحلول الاستراتيجية للعناية بمريض القدم السكرية في مصر، وأهم الجوانب التثقيفية والوقائية من الإصابة بمرض السكرى للحفاظ على الصحة العامة، إلى جانب استعراض الدلائل الاسترشادية الوطنية لمرضى السكرى، وكيفية وضع وتنفيذ خطة الرعاية التمريضية لمريض السكرى.
أعلى دول إصابة بمرض السكرى
وأوضح رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية أن مصر تُعد من بين الدول الأعلى عالميًا في معدلات الإصابة بمرض السكرى، حيث تشير إحصائيات الاتحاد الدولي للسكرى إلى أن 20% من البالغين المصريين الذين تتراوح أعمارهم بين 20- 79 عامًا معرضون للإصابة بالمرض.
ونوه بأن الدولة أدركت هذا التحدي واتخذت خطوات جادة لمواجهته، من خلال تنفيذ المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض غير السارية، التي تهدف إلى التشخيص المبكر والتوعية بالمخاطر الصحية، بالإضافة إلى تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل لتوفير تغطية صحية شاملة لجميع المواطنين، والوصول إلى المناطق البعيدة والحدودية، مع الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية لضمان تقديم رعاية متكاملة وآمنة.
فيما استعرضت الدكتورة نانسي عبدالعزيز دور تطبيق معايير الجودة الصادرة عن "GAHAR" في تحسين تجربة مريض السكرى، الذي يحتاج إلى رعاية صحية دقيقة وشاملة بمشاركة تخصصات طبية متعددة للتعامل مع المرض والحد من مضاعفاته، من خلال ضمان تحقيق التفاعل الإيجابي بين المريض ومقدمي الرعاية الصحية وإشراك المريض وأسرته في خطة علاجه، والوصول إلى ضبط مستويات السكر في الدم، والإدارة الفعالة للمضاعفات بالتنسيق بين التخصصات المختلفة، إلى جانب ضمان الاستخدام الآمن للأدوية، وتعزيز قدرة المريض على الإدارة الذاتية لحالته الصحية.
من جهتها، أشارت الدكتورة مايسة شوقي إلى أن التثقيف الصحي يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي بأهمية الوقاية والرعاية السليمة لمرضى السكرى، خاصة في حالة مرض السكرى المرافق للقدم السكرية، التي تعتبر من المضاعفات الخطيرة لهذا المرض، ومن خلال تطبيق معايير جودة الرعاية الصحية يمكن تحسين متابعة الحالة الصحية لهؤلاء المرضى والحد من خطر تفاقم الحالة أو ظهور مضاعفات أخري.
وحول الدلائل الاسترشادية الوطنية المصرية لمرض السكرى، أوضح الدكتور محمد هشام الحفناوي أن رحلة مريض السكرى تبدأ من التشخيص المبكر للمرض وتحديد نوعه والمضاعفات المصاحبة له، والتركيز على وضع خطة علاجية متكاملة تشمل المتابعة الدورية، وتعديل جرعات الأدوية وفقًا للاحتياجات، إلى جانب إجراء الفحوصات الدورية لضمان مراقبة الحالة الصحية للمريض.
واستعرضت الدكتورة شيرين سعد الدور الحيوي لمهنة التمريض في رعاية مرضى السكرى، وتقديم الدعم والرعاية الشخصية والطبية للمرضى، من خلال مراقبة مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، ووظائف الكلى، والقدمين، بالإضافة إلى توجيه المرضى نحو تبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن عوامل الخطر المحتملة، وتناول الأدوية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي. وأكدت أهمية تنسيق الجهود بين فريق التمريض وفرق الرعاية الصحية لضمان تحسين جودة الرعاية المقدمة لمرضى السكرى والمساهمة في تحسين نتائج علاجهم.