رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بطل أرعب الإخوان".. كيف أسقط محمد مبروك أخطر خلايا الإرهاب قبل استشهاده؟

العقيد محمد مبروك
العقيد محمد مبروك

في مثل هذا اليوم، نُحيي ذكرى استشهاد البطل العقيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني الذي سطر اسمه بأحرف من نور في سجل أبطال الوطن، وكان أحد أبرز الضباط الذين خدموا في جهاز الأمن الوطني، وارتبط اسمه بشكل وثيق بمكافحة جماعة الإخوان والإرهاب الذي كان يهدد أمن مصر واستقرارها بعد ثورة 25 يناير 2011.

وفي هذا التقرير تُعيد "الدستور" إحياء ذكرى استشهاد البطل المصري الذي لعب دورًا كبيرًا في محاربة التطرف والإرهاب، خاصة في مواجهة جماعة الإخوان.

<span style=
العقيد محمد مبروك

العقيد محمد مبروك.. مسيرة من التضحية والشجاعة

العقيد محمد مبروك كان ضابطًا في جهاز الأمن الوطني المصري، وهو فرع من جهاز الشرطة المسؤول عن مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة. 

تولى العقيد مبروك مسؤولية متابعة نشاطات جماعة الإخوان بعد سقوط حكمهم في عام 2013، وكان يمتلك معلومات دقيقة حول أنشطتهم السرية وتخطيطهم للعديد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف استقرار الدولة.

عمل العقيد مبروك على تعقب الخلايا الإخوانية الإرهابية، وكشف العديد من العمليات التخريبية قبل تنفيذها، كما استطاع أن يكشف العديد من القيادات الإخوانية التي كانت تخطط لزعزعة الأمن في مصر، ما جعلهم في حالة من الرعب والقلق الدائم من تحركاته.

دوره في محاربة الإخوان وكشف مخططاتهم

تعتبر فترة تولي العقيد محمد مبروك مسؤولية متابعة أنشطة جماعة الإخوان واحدة من أصعب الفترات في تاريخ الأمن الوطني المصري، حيثُ إنَّ الجماعة كانت قد أصبحت أكثر تعقيدًا في عملياتها بعد إسقاط حكمهم، وكان هدفها تحويل مصر إلى ساحة مفتوحة للدماء والفوضى عبر إشعال الفتن والنزاعات في الشارع المصري.

لكن العقيد مبروك كان دائمًا سبّاقًا في كشف هذه المخططات، ففي إحدى أبرز عملياته الأمنية، تمكن من إفشال محاولات للإخوان لتشكيل خلايا إرهابية تهدف إلى تنفيذ هجمات ضد أهداف حيوية في البلاد، ونجح بفضل معلوماته الدقيقة وتحليلها المستمر في إحباط العديد من المحاولات الهجومية على مؤسسات الدولة المصرية.

 

الاغتيال واستشهاد البطل

في 18 نوفمبر 2013، كان العقيد محمد مبروك عائدًا إلى منزله، عندما أطلق عليه مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية الرصاص بالقرب من منزله في مدينة نصر بالقاهرة، حيثُ أصيب بطلقات نارية قاتلة، ليُسجل بذلك اسمه في تاريخ الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم.

استشهاد العقيد مبروك كان ضربة موجعة للأمن الوطني المصري، حيث فقد الجهاز واحدًا من أبرع ضباطه في مجال مكافحة الإرهاب، لكن رغم ذلك، فإن استشهاده لم يكن نهاية لمعركته، بل هو بمثابة دافع للأجيال القادمة للتمسك بمبادئ الوطنية والشجاعة في مواجهة الإرهاب.

تجسيد دوره في مسلسل "الاختيار 2"

قدم مسلسل "الاختيار 2" تجسيدًا دراميًا رائعًا لدور العقيد محمد مبروك في مكافحة الإرهاب، وكان ذلك بمثابة تكريم له ولشهداء الوطن الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لحمايته.

ففي المسلسل، الذي لعب فيه الفنان كريم عبد العزيز دور البطولة، جسد الفنان إياد نصار شخصية الضابط الشجاع العقيد مبروك، صاحب العيون اليقظة والقلب المليء بالإصرار على حماية وطنه.

<span style=
العقيد محمد مبروك وكان يجسد دوره الفنان إياد نصار

جسدت الأحداث في "الاختيار 2" كيف كان العقيد مبروك يتتبع تحركات جماعة الإخوان المسلمين، ويقوم بتحديد مواقعهم، ثم إبلاغ السلطات بما يتم التخطيط له من هجمات. 

كما سلط المسلسل الضوء على أسلوبه المميز في التعامل مع المعلومات الاستخباراتية والتحليل الدقيق لكل تفاصيل الأحداث، ما مكنه من إحباط العديد من المؤامرات الإرهابية.

التركيز على شخصية العقيد مبروك في هذا العمل كان ذا مغزى عميق، حيث إن المسلسل لم يكن مجرد عرض لحياة ضابط أمن، بل كان بمثابة إحياء لذكرى من ضحوا من أجل وطنهم وتاريخهم.

لقد ظل اسم العقيد محمد مبروك عالقًا في ذاكرة المصريين، وسيظل دائمًا رمزًا من رموز الشجاعة والتضحية، حيثُ إن الدور الذي لعبه في كشف مخططات الإخوان وقياداتهم وتفكيك خلاياهم الإرهابية جعل منه هدفًا لهم، لكنه لم يثنِ عزيمته، بل زاد من إصراره على حماية وطنه، وفيما تواصل مصر مسيرتها نحو الاستقرار، تظل ذكرى العقيد محمد مبروك حية في قلب كل مصري.